تواصل أمس مسلسل السيارات المفخخة في العراق بعد أقل من 24 ساعة على تشكيل الحكومة العراقية ومجلس الرئاسة، كما استؤنفت الاشتباكات بين "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأميركية في الكوفة وبغداد، بعد أقل من 24 ساعة على إعلان التوصل الى هدنة ل72 ساعة في النجف. وقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 34 آخرون بانفجار سيارة مفخخة، تلى انفجاراً آخر في منطقة الأعظمية شمال بغداد. وأوضح الدكتور عبدالباسط فتحي في مستشفى النعمان ان المستشفى استقبل خمسة قتلى و37 جريحاً. وقال الملازم في الشرطة محمد عبدالعزيز إن خمسة أطفال على الأقل بين الجرحى. وأوضح ان "انفجاراً وقع بينما كانت قافلة اميركية تمر في شارع عمر عبدالعزيز في الأعظمية. ولم تصب بأي اضرار وواصلت مسيرتها، وعندما تجمع سكان المنطقة والمارة لمشاهدة السيارة التي انفجرت وقع انفجار آخر، ما أدى الى قتل وجرح عدد من الاشخاص". وقتل عراقي واصيب آخر بجروح في انفجار سيارة أخرى في حي الحارثية وسط بغداد لدى مرور قافلة اميركية. وأوضح الجيش الأميركي انه لم يتكبد خسائر بشرية في الهجوم. في غضون ذلك، استؤنفت الاشتباكات بين القوات الاميركية و"جيش المهدي" في النجف والكوفة وبغداد، وأسفرت عن سقوط ثمانية قتلى عراقيين وجرح 23 آخرين. وتبادلت القوات الاميركية و"جيش المهدي" اطلاق النار في شكل متقطع أمس في الكوفة، بعد قتال ليل أول من أمس. وذكر سكان أن آليات أميركية مدرعة حاولت الاقتراب من جامع الكوفة فتصدى لها "جيش المهدي" بالأسلحة الرشاشة وقذائف "آر بي جي" وأجبروها على التراجع الى قاعدتها قرب مستشفى الصدر. وقال الطبيب جابر محمد في مستشفى الفرات الأوسط في الكوفة: "استقبلنا اليوم أمس قتيلاً و12 جريحاً". وكان حيدر عبدالكاظم من مستشفى الفرات الأوسط أعلن سقوط خمسة قتلى و11 جريحاً في الكوفة ليل أول من أمس. كما قتل شخص وجرح 12 قرب قاعدة اميركية في النجف. وأكد مسؤول في مكتب الصدر في مدينة الصدر الشيخ كاظم جمال سقوط قتيلين من ميليشيا "جيش المهدي" في اشتباكات اندلعت الثلثاء اثر دخول عدد من الآليات العسكرية الاميركية الى المدينة. وأوضح ان "سبب الاشتباكات دخول عدد من الآليات العسكرية الاميركية الى المدينة مما سبب استياء كبيراً لدى السكان". واضاف ان "عناصر من جيش المهدي تصدت لهذه القوات التي دخلت الى المدينة وحصل اشتباك". واكد "عدم وجود اي هدنة بيننا وبين القوات الاميركية"، موضحاً انه "اذا كررت القوات دخولها المدينة فسنتصدى لها ونقاومها". وتوزع في مدينة الصدر منشورات باسم "لجنة القصاص الفوري" التابعة ل"جيش المهدي"، تحذر من قتل المتعاملين مع قوات الاحتلال. وتضمن البيان الذي حصلت "الحياة" على نسخة عنه تحذيراً شديد اللهجة بقتل "الخونة" و"الجواسيس" لقوات الاحتلال. وجاء تجدد الاشتباكات بعد الاعلان عن اتفاق بين قوات "التحالف" و"جيش المهدي"، على الالتزام بهدنة مدتها 72 ساعة في مدينة النجف. وأكد محافظ النجف عدنان الذرفي أول من أمس ان أنصار الصدر وافقوا على شروط جديدة لإنهاء وجودهم في المدينة، وتوقع ان ينسحبوا بحلول السبت. على صعيد المفاوضات، اجتمع مساء أول من أمس الدكتور أحمد الجلبي مع عضوي مكتب الشهيد الصدر الشيخ قيس الخزاعي والشيخ محمد الشيباني في منزل محمد بحر العلوم في النجف، وتركز النقاش على النقطة الرابعة من الاتفاق، المتعلقة بالمحكمة الشرعية وقوات "جيش المهدي". واصطف مئات أمام مديرية شرطة النجف لتقديم طلبات التعيين، في وقت يجري تعزيز قوات الامن في المدينة لإنهاء مظاهر التسلح. إلى ذلك، قال عبدالله حسين العلجاوي المقدم في الشرطة العراقية في العضيم 150 كلم جنوبكركوك ان أربعة عراقيين من المتعاملين مع الاحتلال الاميركي قتلوا في هجومين منفصلين أول من أمس، استهدفا شاحنتين محملتين سياجاً خرسانياً. وأعلن ممثل الفيليبين الخاص في الشرق الاوسط السفير روي سيماتو ان ثلاثة جنود فيليبينيين جرحوا في محافظة بابل، في مكمن نصب ضد قافلة عسكرية، في حين عثرت القوات البريطانية على عشرات الأطنان من القذائف عند البوابة الشمالية لمدينة البصرة، على الطريق العام المؤدي الى بغداد، كانت مخبأة تحت أكوام من الحديد الخردة المعروضة للبيع. ونقلت القوات البريطانية، بالتعاون مع قوات الدفاع المدني القذائف الى أحد معسكراتها.