سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"للشعب الكردي حق تقرير المصير وبناء دولة مستقلة ... ورسالة السيستاني خلفت خيبة أمل كردية كبيرة". بارزاني ل"الحياة": لن نقبل بأن نكون جزءاً من عراق غير فيديرالي
أكد رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في حديث الى "الحياة" لمناسبة انتقال السلطة الى العراقيين، أن الاكراد لن يقبلوا بأقل من الفيديرالية كي يعيشوا في العراق، واعترف بوجود سوء فهم عربي - كردي، محمّلاً القوى والدول العربية المسؤولية. ولفت الى خيبة أمل كردية من المواقف الشيعية حيال الحقوق الكردية، خصوصاً ما حملته رسالة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الى الأممالمتحدة. ونفى أي علاقة بين الأكراد العراقيين واسرائيل. وهنا نص الحديث: تسلم العراقيون السلطة في ظل وضع أمني صعب. هل أنتم الآن في وضع يخوّلكم ادارة البلاد؟ - بالتأكيد، تسلم السيادة والسلطة بحد ذاته تطور كبير وحدث مهم، ويوم تاريخي في العراق. التصعيد في العمليات الارهابية كان متوقعاً، واعتقد بأنه سيستمر. وواضح أن العراق هو المستهدف في هذه العمليات عن طريق إعاقة المسيرة الديموقراطية. ان المرحلة الجديدة تملي على جميع العراقيين ان يعوا مسؤولياتهم، ويتعاونوا مع القوى الموقتة، وأن يعتبر كل فرد نفسه مسؤولاً في ما يتعلق بأمن بلده، لأنه أمنه الشخصي. حدثت أخطاء كبيرة بعد تحرير العراق أدت الى هذه النتيجة المأسوية. المسألة مسألة وقت وعملية صعبة جداً مسألة إعادة الثقة بين الاجهزة الأمنية والمواطنين وحتى بناء هذه الأجهزة والشرطة وقوى الأمن، يتطلب وقتاً، ولكن لا بد من تحقيق هذا الأمل. ما هي هذه الأخطاء؟ - الخطأ الأكبر ان القوات الأميركية حوّلت نفسها من قوة تحرير الى قوة احتلال، وتمسّكت بالملف الأمني من دون اشراك العراقيين فيه. هناك من يقول ان ثمة سوء فهم متبادلاً بين العرب والكرد. هل توافق على هذا الرأي؟ - أنا مع هذا الرأي، لكن سوء الفهم من العرب أكبر، ومن المسائل التي نفتخر بها دائماً ان قيادة بارزاني علمتنا ألا تكون الحرب في كردستان حرباً كردية - عربية، وإنما قتال ضد نظام. حاولت الأنظمة المتعاقبة بدعم من كثيرين من الاخوان العرب ان تظهر القضية الكردية وكأنها خنجر في خاصرة العرب، وتهدد الامن القومي العربي، ولكن بقيت العلاقة الكردية - العربية، بخاصة مع القوى الديموقراطية العربية. اهتزت في بعض الاحيان، لكنها بقيت قائمة. والآن ايضاً هناك سوء فهم، للأسف. يجب ان تستمر العلاقة العربية - الكردية على شكل حوارات ومؤتمرات تعقد هنا او في أي بلد آخر لمناقشة هذه المسألة مناقشة جدية، بعيدة عن العواطف. الأمة الكردية قائمة بحد ذاتها والأمة العربية يجب ان تفهم هذا الأمر. التقسيم الذي حصل كان خلافاً لرغبة الكرد، جُزئت الامة الكردية تماماً كما جزئت الأمة العربية، بخاصة بعد الحرب العالمية الأولى. انه واقع ندركه ولكن لا يجوز ان يستمر، ولا بد لهذه الأمة من ان يلتئم شملها وتتوحد وتكون لها دولة مستقلة. في ما يخص الوضع في كردستان العراق منذ اندلاع ثورة ايلول سبتمبر كان الشعار المركزي للثورة أولاً الديموقراطية للعراق ولكردستان، بمعنى انه لا يمكن تحقيق أي من حقوق الشعب الكردي اذا لم يكن هناك نظام ديموقراطي في العراق. تجربة 11 آذار مارس اتفاق آذار اثبتت صحة هذا الوضع، ما يجب ان يفهمه الاخوة العرب ان العراق بلد يتكون من قوميتين رئيسيتين، هذه هي الحقيقة الغائبة عن كثيرين من العرب. وكأن الاكراد شعب طارئ. الكرد موجودون في هذه المنطقة قبل أن يأتي العرب وغيرهم. انهم اقدم شعوب المنطقة. ثم ان الشعب الكردي ساهم في تطوير الثقافة العربية والإسلامية والمفروض ان يكافأ لا ان يُنظر اليه على أنه عدو. هناك من يقول ان الاكراد ارسلوا اشارات كثيرة في السنتين الاخيرتين الى انهم خارج النسيج العراقي، وان مسألة الفيديرالية أولوية تسبق موضوع الديموقراطية في العراق. - من ينظر الى الأمور نظرة منصفة يرى ان الكرد لعبوا دوراً ايجابياً جداً في الحفاظ على النسيج العراقي. وكل الخطوات التي اتخذت في سبيل بناء المؤسسات، لعب الكرد دوراً اساسياً فيها. الشعب الكردي له حق تقرير المصير، وحق بناء دولة مستقلة وعدم الاعتراف بهذا الحق يدفع الأكراد الى ان تكون لديهم ردود فعل في بعض الأحيان. الشعب الكردي يعتبر نفسه جزءاً من النسيج العراقي وحافظ علىه، ولكن هذا لا يمنع ان الشعب الكردي جزء من الأمة الكردية، وليس من الأمة العربية. العرب في العراق جزء من الامة العربية والاكراد جزء من الأمة الكردية. الآن في ظل هذه الظروف وفي ظل التقسيمات التي حصلت بعد الحرب العالمية الاولى فُرض على العرب وعلى الاكراد ان يعيشوا في ظل هذه الاطارات المصطنعة. العراق بلد يتكون من قوميتين اساسيتين، الكرد ليسوا أقل شأناً من العرب في العراق، واذا عومل الكرد بهذه الطريقة لن تكون هناك مشكلة، ولكن لا يمكن ان نقبل بأن نبقى مواطنين من الدرجة الثانية. وماذا تتوقع على هذا الصعيد؟ هل من الممكن ان يؤدي استمرار هذا الوضع الى اعلان الاكراد انهم خارج التركيبة العراقية؟ - بكل صراحة، اذا لم يكن العراق عراقاً فيديرالياً ديموقراطياً، لن نقبل ان نعيش فيه. - لوحظ ارتفاع في لهجة الحديث عن "الاستقلال" الكردي في الأوساط الثقافية والشعبية. ألا تعتبرون ان ذلك قد يخلق لكم مشكلة؟ - الآن نواجه مشكلة. نعاني من ضغط كبير من الشارع الكردي، ما اتفقنا عليه في ما يختص بالعراق الفيديرالي وقانون ادارة الدولة، هو اقل ما يمكن ان يقبل به الشعب، في حين نرى انهم يستكثرون علينا ذلك، والشعب الكردي يطالب بشيء آخر، بعد كل الذي حصل لماذا ننضم الى العراق ولماذا نبقى ضمنه؟ طبعاً هذا رأي الشارع ونتيجة ما تعرض له هذا الشعب من تمييز، ولكن، اذا التزمت الحكومة العراقية الآن وعند صوغ الدستور الدائم، مبادئ ادارة قانون الدولة، يمكن الحفاظ على وحدة العراق وسنبقى ملتزمين وحدته، وبخلاف ذلك لن يكون لنا أي التزام تجاه العراق. كيف تصف العلاقة الشيعية - الكردية، بعد الاستياء الكردي الذي خلّفته رسالة السيستاني الى الأممالمتحدة؟ - حتى الآن العلاقة الكردية - الشيعية، قوية، ولنا تاريخ مشترك في هذا البلد، وكنا اكثر المتضررين من الانظمة السابقة، ولكن ما حدث في الفترة الاخيرة - سواء فتوى السيد السيستاني ام مواقف بعض الاحزاب والقوى الشيعية - خلق حالاً من خيبة الامل لدى الشعب الكردي، ففي اللحظة التي كان يجب ان نرى فيها موقفاً مؤيداً لحقوق الشعب الكردي رأينا موقفاً مخالفاً. نعلم ان هذا ليس رأي الاكثرية الشيعية، او جميع الشيعة، وانما رأي فئة محدودة، ونأمل بأن يراجعوا انفسهم، لأن هذا سيؤثر سلباً في العلاقات المصيرية بيننا. بماذا تفسر هذه التحفظات؟ في الوسط الكردي من يقول إن دولاً مجاورة تقف وراءها...؟ - سمعنا ايضاً هذا القول، وهناك نوع من عدم الفهم للقضية في شكل حقيقي، وكأن على حساب الشعب الكردي يجب ان يحققوا بعض المكاسب. هذا خطر، ولن يحققوا أي شيء على حساب الشعب الكردي. على العكس ،اذا لم يكن هناك تنسيق وتوافق لا يمكن ان نخطو خطوة واحدة. والآن الجهود مستمرة لتصحيح هذه الامور. هل ستلتزمون السياسة الخارجية العراقية، في حال أقرت الفيديرالية، أم ان لكم علاقاتكم الخاصة بالخارج؟ - الفيديرالية لا تخص فقط كردستان وانما كل المناطق العراقية، لكن الارضية جاهزة في كردستان ليس كالوسط او الجنوب، فهم يحتاجون الى وقت للوصول الى المستوى الذي وصلت اليه كردستان لأننا مارسنا على الأرض في ال12 سنة الماضية. هناك اتفاق واضح على ان المسألة السيادية ستكون خاضعة للحكومة المركزية، وان علاقات خارجية ستتم بالتفاهم والتنسيق. هناك من يتحدث عن علاقة بين الاكراد واسرائيل؟ - قرأنا في الصحف هذا الخبر، وان هناك معسكرات تدريب، ولكن هل رأيت أياً من هذه المعسكرات؟ الخبر كاذب، والغريب ان الصحف التركية وبعض الصحف العربية تروج له، في حين ترفرف الاعلام الاسرائيلية في انقرة وبعض المناطق العربية. على الاقل لا يوجد أي علم اسرائيلي هنا، واذا اردنا ان نقيم علاقة مع الاسرائيليين ستكون علنية. لسنا في حاجة لأن تكون العلاقة سرية، في حين يقيم العرب علاقات علنية مع الاسرائيليين، لكن هذا الموضوع خارج عن اهتماماتنا. لماذا وقفتم الى جانب الرئيس غازي الياور، وليس الدكتور عدنان الباجه جي؟ - الموضوع منقول في شكل غير صحيح، وليس لنا أي موقف من الباجه جي الذي نكن له كل التقدير والاحترام. أنا لم اكن في بغداد وعندما طلب مني الذهاب الى هناك للمساهمة في تشكيل الحكومة واختيار الرئيس العراقي ورئيس الحكومة وهيئة الرئاسة، ذهبت، وعندما وصلت فهمت من المداولات التي أجريت في غيابي ان غازي الياور هو المرشح. وكنا نطالب بأن يكون احد المنصبين، الرئيس او رئيس الوزراء للأكراد، ولكن بما أنها فترة موقتة كانت تضحية من الجميع لاجتياز هذه المرحلة الحساسة، شرط ألا تكون سابقة او عرفاً في المستقبل. طبعاً ايدت ان يتولى الشيخ غازي الرئاسة، وفي اللحظات الاخيرة سمعنا ان الرئاسة للاستاذ الباجه جي، وطُرح الموضوع كأنه يفرض فرضاً. تحدثت الى الدكتور الباجه جي وقلت له ان الموضوع لا يليق بسمعته، وان المجلس اختار الشيخ غازي والآخرين يفرضونك على المجلس وعلى العراقيين. قلت له ان رأيي ان يعتذر عن ذلك، ووعدني والتزم وعده. الشيخ غازي تربطنا به علاقة قديمة، علاقة اجداد، وهو من عشيرة كبيرة وعريقة، رفضت المساهمة في عمليات التعريب، وبخلاف معظم العشائر شمّر لم تساهم في ذلك، وفي الثلاثينات عندما كان عمي ووالدي مبعدين الى الموصل قدم لهم الشيخ عجيل الياور كل الاحترام والمساعدة. قبيلة شمّر قدمت لنا دعماً كبيراً، لذلك ايّدت اختيار الشيخ غازي بقوة.