أكد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي في العراق عدنان الباجه جي دعمه مشروع الفيديرالية التي يطالب بها الأكراد، لكنه دعاهم في الوقت نفسه الى الصبر والتريث في هذا الموضوع الذي تسبب في صدامات عرقية في مدينة كركوك خصوصاً. وقال الباجه جي في برنامج "حوار مع الصحافة" الذي بثه التلفزيون العراقي ليل السبت - الاحد ان "شكل العلاقة بين المنطقة الكردية والحكومة المركزية في العراق ... موضوع سينظمه الدستور الذي سيضعه مؤتمر ينتخب اعضاؤه في انتخابات عامة حرة". واضاف: "قبلنا من حيث المبدأ بالفيديرالية ... لكن تفاصيل النظام الفيدرالي يجب ان تقرّ في الدستور، ولا استطيع القول الآن أي نوع من النظام سيكون عندنا في العراق لأن مجلس الحكم ليس مجلساً منتخباً مع انه يمثل قطاعات كبيرة في العراق". واكد ان "الدستور يجب ان يضعه مجلس منتخب". وتابع الباجه جي: "منذ بداية الدولة العراقية اعترفنا بأن الاكراد قومية تختلف عن قومية الغاليبة العربية في العراق، وهذا الاعتراف ترتب عليه ان يكون للمنطقة الكردية وضع خاص ... وهذا شيء اعترفت به كل الانظمة والحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة قبل اكثر من ثمانين سنة". ويمارس القادة الاكراد ضغوطاً للحصول على حق الفيديرالية في اطار عراق موحد وقدموا مشروعاً في هذا الخصوص الى مجلس الحكم يدعو الى ضم مناطق اخرى الى اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ 1991 اثر اضطرار النظام العراقي الى سحب جميع مؤسساته الرسمية من اراضي كردستان. وينص المشروع الذي تقدم به الأكراد الخمسة الأعضاء في مجلس الحكم على ان تتكون كردستان من اربع محافظات هي اربيل وكركوك ودهوك والسليمانية الى جانب المناطق الكردية في محافظة ديالى 66 كلم شمال شرقي بغداد مثل خانقين ومندلي وجلولاء والسعدية. كما يتضمن مدن شيخان وسنجار ومخمور في محافظة الموصل 400 كلم شمال بغداد. وكان الباجه جي الذي تولى مطلع الشهر الجاري الرئاسة الدورية لمجلس الحكم الانتقالي، حمل الجمعة الماضي "قوى النظام الماضي" مسؤولية اعمال العنف الاخيرة في مدينة كركوك شمال بين العرب والتركمان من جهة والاكراد من جهة ثانية، وأبدى استعداده لايجاد حل للمشكلة. وقال في بيان: "نأسف لهذه الاحداث ونريد ان نشدد على ان قوى الماضي تريد تأجيج التوترات الاثنية والطائفية بغية جرنا الى نزاع وتدمير جهودنا في مجال اعادة الاعمار والديموقراطية". وأوضح ان كركوك ستبقى "نموذجاً للتعايش والوحدة الوطنية في عراق المستقبل"، وانه على استعداد "لجمع كل الاطراف من اجل نزع فتيل النزاع". وأثارت مطالبة الاكراد بالفيديرالية وضم مدينة كركوك الى اقليمهم الخاص مشاعر قادة الغالبية الشيعية في العراق المعارضين لحكم ذاتي كردي في الشمال. وقال الشيخ صدر الدين القبانجي ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم في خطبة الجمعة الماضي امام مئات المصلين في النجف ان "الأولوية يجب ان تكون للقضية المركزية وهي استقلال العراق من قوى الاحتلال لذلك يجب ان يفكر اخواننا الكرد في هذه القضية أولاً ثم يكون الكلام عن الحقوق الاخرى". واضاف انه "يجب العمل للحفاظ على وحدة العراق المتكامل وكل حديث عن حقوق الاقليات يكون مقبولا اذا كان يؤدي الى وحدة العراق". وتابع: "ايها الاخوة الكرد فكروا بعقلية عراقية مشتركة ولا تفكروا بعقلية قومية ضيقة". من جهة ثانية، رجح الباجه جي مشاركة الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر ممثلاً لسلطة التحالف في الاجتماع المقرر عقده في نيويورك في 19 كانون الثاني يناير الجاري مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وقال ان مجلس الحكم تلقى دعوة من الأمين العام لارسال وفد الى نيويورك لاجراء محادثات ثلاثية مع المنظمة الدولية و"ممثل سلطة التحالف الذي سيكون على الأكثر بريمر". واضاف ان "الاممالمتحدة تريد ان تعرف بالضبط ما هو المطلوب منها ان تفعله خلال الاشهر المقبلة لأن الكثير من القوى السياسية اعربت عن رغبتها في ان يكون هناك دور للامم المتحدة في العراق خلال هذه الفترة".