عندما ضرب الزلزال مصر عام 1992، لم يكن المصريون وخصوصاً الجيل الشاب منهم يعرفون الكلمة ووقعها وتأثيرها النفسي وكانت كل معرفتهم بالزلازل من خلال نشرات الأخبار، وكانوا يصفونه "بالشيء الذي يهز كل شيء"، ولكن بعد أن ضربت الزلازل مصر مرات عدة تعود الناس عليها وأصبحوا يعرفون أن "للزلازل" "توابع" أيضاً و"التابع" زلزال ارتدادي صغير، أي هزة خفيفة. وهذا ما حدث مع المطربة روبي التي أحدثت "زلزلة" في الوسط النقدي والموسيقي منذ ظهورها وغنائها و"هزها" وواصلت مسيرتها في "الزلزلة" الغنائية وتجاهلت كل الانتقادات واستمرت وأصبحت نجمة فضائية. وكان "زلزالها" الأكبر قبل أسبوعين عندما فوجئ الجميع بحصولها على عضوية نقابة الموسيقيين على رغم النقد الكبير الوجه اليها، ووصل الأمر الى إقامة نقيب الموسيقيين دعوى قضائية ضد روبي لوقف مسيرتها الغنائية والفنية "لأنها تجرأت" وغنت من دون أن تحصل على تصريح بالغناء، ولكن بعد ان قامت روبي بدفع 60 ألف جنيه للنقابة، عادت الامور وكأن شيئاً لم يكن وأشاد بها عدد من الموسيقيين، ويومها توقع كثيرون ان تكون المسألة أنتهت ولكن نسي الجميع أن للزلزال توابع، ولكن هذه المرة كانت قوة "التوابع" أشد عنفاً من الزلزال نفسه اذا تفجر الوضع داخل مجلس النقابة، بل "انقلبت الطاولة" على من استمروا في مهاجمتها ومهاجمة من منحوها "رخصة" أو بطاقة العضوية التي تسمح لها بالغناء، وكان أ برز الذين انتقدوا قرار عضويتها الموسيقار رضا رجب وكيل نقابة الموسيقيين الذي قال إن الاجراء الذي اتخذ بمنح روبي العضوية اجراء خاطئ وغير قانوني كونه المسؤول عن لجنة القيد وليس مجلس النقابة. ويبدو أن تصريحات رضا رجب وانتقاداته الشديدة لم تعجب أعضاء مجلس إدارة نقابة الموسيقيين فهاجموه بشدة. وأمام ما حدث من "مهزلة" مهنية لم يجد رجب مفراً من الخروج من المعركة إلا بتقديم استقالته احتراماً لفنه واخلاقه، وقال ل"الحياة" إن استقالتي من مجلس النقابة الموسيقية أبلغ تعبير عن رفضي لما يحدث من اخطاء ويكفيني فخراً تاريخي المشرف في العمل النقابي، والمجتمع الموسيقي يعلم محافظتي دائماً على تقاليد المهنة وشرفها ويشهد لي بحُسن الأداء فناً وعلماً وخلقاً.