أعلنت السلطات اليمنية أمس، مقتل أكثر من مئة متمرد «حوثي»، بينهم اثنان من قادتهم، خلال الأيام الماضية في عملية تمشيط لمدينة حفر سفيان شمال البلاد. ودعت السفارة الأميركية في صنعاء في بيان لها أمس الحكومة اليمنية و «الحوثيين» إلى وقف النار، والعودة إلى اتفاق الدوحة. وأكد بيان رسمي «العثور على جثث أكثر من مئة متمرد على جانبي الطرق خارج مدينة حفر سفيان»، لافتاً الى أن «مواجهات عسكرية عنيفة دارت ليل السبت بين قوات الجيش ومتمردين حوثيين في أنحاء عدة من مديرية حرف سفيان في محافظة عمران المجاورة لصعدة اليمنية، وأسفرت عن مقتل اثنين من قادة المتمردين الحوثيين هما محسن صالح هادي القعود وبلال جرمان». وقال الناطق باسم المتمردين في صعده محمد عبد السلام لوكالة «رويترز» للأنباء إن هذه الحصيلة التي أعلنتها الحكومة، «مرتفعة جداً» دون أن يعلق على مصير القياديين القعود وجرمان. وكان المتمردون أعلنوا في بيان لهم أن طائرات مقاتلات حكومية قصفت منطقة تجارية قرب مدينة صعده، إلا أن مصدراً عسكرياً أشار الى استهدافها محطة وقود تزود المتمردين بحاجاتهم. وواصلت القوات الحكومية قصفها مواقع يتحصن فيها «الحوثيون»، رغم إعلان الرئيس علي عبد الله صالح الجمعة الماضي فرصة أخيرة للسلام لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شرط التزام المتمردين ست نقاط أعلنتها اللجنة الأمنية العليا، وفي مقدمها إلقاء السلاح والنزول من جبال يتحصنون فيها. وأظهر «الحوثيون» قدرة واسعة على عرقلة تقدم القوات الحكومية في مديرية حرف سفيان المجورة لمحافظة صعده. وأكدت ل«الحياة» مصادر محلية في المنطقة أن «الحوثيين» فجروا عربات عسكرية للجيش بألغام زرعوها في طريق قافلة له صباح أمس. وفيما يحاول المتمردون فتح جبهة جديدة شمال مدينة صعده، وجه الجيش ضربات جوية مكثفة على التحصينات «الحوثية» في مناطق الحيرة والأجراف والسونة وجبل الحفور والقارة ومنطقة محضة، فضلاً عن اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة المقاش. وفيما وُصفت هذه الضربات الجوية بأنها الأعنف منذ بدء معارك الحرب السادسة، شن «الحوثيون» هجوماً عنيفاً على الجيش من الجهة الشرقية لمدينة صعده، استخدموا فيها مختلف الأسلحة. وأعلنت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية تمكنت خلال عملياتها من تدمير عدد من التحصينات «الحوثية» في مناطق النقعة وحيدان وضحيان والملاحيظ في صعدة، وحرف سفيان في عمران. وأكدت تضييق الخناق على «الحوثيين» في عدد من المناطق لإجبارهم على الاستسلام، بعد تلقيهم ضربات موجعة في عدد من المناطق. وأشارت إلى اعتقال 28 شخصاً من أتباع «الحوثي» في منطقة الخوالد في مديرية ساقين، بعد فرارهم من منطقة حرف سفيان. وأكدت مصادر متطابقة في عمران أن القوات الحكومية أحرقت أثناء تمشيطها معاقل «الحوثيين» في حرف سفيان عدداً من مخازن للأسلحة يحتوي أحدها على أسلحة إيرانية الصنع، في إشارة منها إلى تورط إيران في دعم التمرد «الحوثي» في اليمن، وإمداده بالمال والسلاح في ظل تصاعد الاتهامات الحكومية لإيران، وخصوصاً منذ اندلاع الحرب السادسة. وعلى رغم أن بياناً صادراً عن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي أكد أن الجيش انسحب من عدد من المواقع التي كان يسيطر عليها، في مديرية سحار بصعدة بعد حصاره لفترة طويلة، وتدخل لجنة وساطة محلية. إلا أن القوات الحكومية تواصل قصف معاقل «الحوثيين»، مستخدمة سلاح الجو وصواريخ «كاتيوشا» من دون توقف بهف ارهاقهم واجبارهم على ترك مواقع تحصيناتهم في الجبال الوعرة وخوض مواجهات ميدانية مباشرة مع الوحدات العسكرية. وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الحربية قصفت مناطق الحيرة وسفيان والمدينة، وتهامة وغافرة والمسلم والملاحيظ، فيما قال «الحوثيون» انهم أسروا 80 جنديا في موقع ذو صيفان بمديرية سفيان في محافظة عمران، واستولوا على معدات ومؤن عسكرية. وعلى رغم تضارب الأنباء الواردة من جبهات القتال، إلا أن هناك تفاؤلاً حكومياً بحسم القوات الحكومية المواجهات خلال الأيام المقبلة، غير أن مراقبين يعتقدون بأن هذه الحرب ستستغرق وقتا أطول وربما أسابيع قبل أن تتمكن الحكومة اليمنية من إعادة بسط نفوذها على كل مديريات صعده.