قدم رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله جمالي استقالته أمس، وسمى رئيس "حزب الرابطة الاسلامية" الموالي للجيش شجاعة حسين رئيساً للوزراء خلفا له. واعلن جمالي 60 عاماً الذي تولى رئاسة الوزراء في تشرين الثاني نوفمبر 2002، استقالته في ختام اجتماع لنواب الائتلاف الحكومي القى خلاله خطاباً استعرض فيه اعمال حكومته. وقال في مؤتمر صحافي في اسلام اباد "اختار خليفتي... شجاعة حسين" الذي يعرف على نطاق واسع بأنه "صانع الرؤساء" في باكستان، في اشارة الى نفوذه ودوره من وراء الستار في صنع السياسة الباكستانية. وكان جمالي عيّن بعد اول انتخابات تشريعية في البلاد تلت تسلم الجنرال برويز مشرف السلطة في تشرين الاول اكتوبر 1999. وسرت اشاعات منذ اسابيع عن نيته الاستقالة. ويعتقد محللون أن مشرف يريد أن تحل شخصية اكثر حيوية محل جمالي مما يتيح تعاملاً أفضل مع المعارضة في البرلمان ومواصلة برنامج الاصلاح بإصرار أكبر. وقال قائد عسكري بارز ان جمالي عجز عن الخروج من تحت عباءة مشرف خلال فترة توليه منصبه طوال 19 شهراً. وتثير الاستقالة مخاوف جديدة في شأن الديموقراطية في باكستان بعدما أنهت الانتخابات التي اجريت قبل نحو عامين الدكتاتورية العسكرية رسمياً ويخوض مشرف مواجهة مريرة مع اعضاء المعارضة في البرلمان بداية من رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي تعيش في المنفى والتحالف الاسلامي المحافظ الذي يضم ستة احزاب. وتشكو المعارضة من أن مشرف يعرقل التقدم الديموقراطي على رغم اجراء انتخابات في تشرين الاول 2002 انهت رسمياً الحكم الدكتاتوري للجيش الذي استمر ثلاثة اعوام بدأت مع تولي مشرف السلطة في انقلاب ابيض عام 1999 أطاح برئيس الوزراء نواز شريف. وفي احدث مواجهة طالبت الكتلة الاسلامية مشرف بالوفاء بتعهده التنحي عن قيادة الجيش قبل نهاية السنة الجارية. ولمح الرئيس الى انه قد لا يلتزم اتفاقاً يقضي بتقاعده من الجيش في مقابل تأييد المعارضة لتعديلات دستورية تمنحه سلطة اقالة رئيس الوزراء وحل البرلمان. وقال المحلل السياسي افزال نيازي لوكالة "فرانس برس": "لعله جمالي لم يكن قادراً على توفير دعم سياسي قوي للرئيس مشرف في جهوده للحفاظ على منصبه كرئيس للأركان".