قال زعيم حزب الشعب الباكستاني آصف علي زرداري الذي يقود الائتلاف الحكومي في باكستان بالشراكة مع زعيم حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف، بأن الرئيس القادم لباكستان قد تكون امرأة، واتهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأنه يخطط من أجل إحداث خلافات بين الأحزاب المتآلفة في الحكومة الباكستانية التي وصلت إلى سدة الحكم عبر الانتخابات العامة التي أجريت في الثامن عشر من فبراير الماضي، وقال إن الرئيس مشرف يرفض بأنه حاول أن يأتي ببديل يناسبه على منصب المدعي العام في الحكومة الباكستانية. جاء ذلك في مقابلة صحفية أجرتها معه إحدى قنوات التلفزيون الباكستانية الخاصة حيث توعد زرداري الرئيس برويز مشرف بالإقالة عن منصبه عن طريق سحب الثقة عنه في البرلمان حال عدم تنازله عن رئاسة البلاد بتقديم الاستقالة، وأضاف بأن البلاد في حاجة ماسة لإبعاد مشرف عن السلطة لأن نشاطه السياسي وأفكاره ونظرياته لا تنسجم مع الحكومة المنتخبة، وأكد على ضرورة إحضار شخصية بديله له على منصب رئاسة الدولة لتكن أكثر انسجاماً مع سياسات الحكومة المنتخبة، وعن الشخصية الجديدة التي يمكنها أن تتولى منصب رئاسة باكستان بعد إبعاد الرئيس مشرف، قال زرداري بأنه سيتم اختيار الشخصية عن طريق المشاورات بين الأحزاب المتآلفة في الحكومة، إلا أنه توقع أن تكون هذه الشخصية امرأة. من جهة أخرى كشفت مجموعة "جنك" الإخبارية الباكستانية نقلاً عن مصادر في حزب الشعب الباكستاني، بأنه قد تم الانتهاء من إعداد قائمة الاتهامات التي ستطرح في البرلمان خلال الأسبوع الجاري لسحب الثقة عن الرئيس مشرف، وأضافت المصادر ذاتها بأنه قد تم سن المسودة بطريقة قانونية مدروسة وواضحة في اجتماع رفيع المستوى عقد في مقر إقامة وزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمان ويصعب على الرئيس مشرف مواجهتها في الجلسات القادمة للبرلمان. وتعد شيري رحمان إحدى أقرب الزميلات لرئيسة حزب الشعب الراحلة بينظير بوتو، حيث شغلت منصب المتحدثة الإعلامية للحزب قبل وصولها إلى وزارة الإعلام. في ذات الاطار أوقع الكتاب الذي ألفه الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن سيرة حياته المعروف باسم (على خط النار) مستقبله في خطر بعد أن قام الائتلاف الحكومي في باكستان بانتقاء مجموعة من الاعترافات التي ضمها الرئيس مشرف في هذا الكتاب، من بينها قيامه بإسقاط حكومة منتخبة عن طريق الانقلاب العسكري في 12أكتوبر عام 1999م، وكذلك محاولته تقنين العمليات العسكرية التي شنها الجيش الباكستاني في منطقة "فاتا" القبلية ضمن الحرب الدولية ضد الإرهاب ما بعد عام 2001م، إلى جانب اعترافه بطريقة شبه مباشرة بأن الحكومة الباكستانية قامت بتسليم عدد كبير من المطلوبين للسلطات الأمريكية والتي قامت بترحيلهم إلى سجون غوانتانامو مقابل مبالغ مالية ضخمة، وكشفت جريدة "نوائي وقت" الباكستانية الصادرة باللغة الأردية بأن المسودة التي أعدها الائتلاف الحكومي والتي تشمل على 9نقاط رئيسية ضد الرئيس مشرف تم إعداد معظمها في ضوء الكتاب المذكور ومجموعة أخرى من المقابلات الصحفية والتلفزيونية التي أجراها الرئيس مشرف مع مختلف المحطات المحلية والدولية خلال فترة حكمه. هذا ويعتزم الائتلاف الحكومي في باكستان على طرح مشروع سحب الثقة عن الرئيس مشرف في البرلمان الاتحادي خلال الأسبوع الجاري لإبعاده عن الحكم. وفي واشنطن، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الأحد ان مسألة منح او عدم منح اللجوء السياسي للرئيس الباكستاني برويز مشرف في حال اقالته امر غير مطروح على طاولة البحث. وقالت رايس في تصريح لشبكة فوكس الأمريكية التلفزيونية "الامر ليس مطروحا على طاولة البحث واريد ان اكتفي بالتركيز على ما يتوجب علينا القيام به مع الحكومة الديموقراطية في باكستان". وردا على سؤال عما اذا كانت اقالة مشرف تصب في مصلحة باكستان، قالت رايس "انها مسألة يجب ان يحلها الباكستانيون". واضافت "لقد دعمنا الانتخابات الديموقراطية التي جرت في باكستان، وعملنا جاهدين من اجلها".