قالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية إن قمة الحلف الأطلسي التي تنعقد في اسطنبول بعد غد تلتئم قبل يومين من موعد 30 حزيران يونيو، تاريخ عودة السيادة إلى العراق. وذكّرت بما قاله الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال قمة مجموعة الثماني في سي آيلاند، حول دور الحلف في العراق، حيث فرنسا "أكثر من متحفظة" حياله. وتابعت أن الرئيس الفرنسي يعارض أي تدخل للحلف يؤدي إلى رفع رايته في العراق، في الوقت الذي يستعيد هذا البلد سيادته. لكنها أشارت إلى أن شيراك بدا منفتحاً على درس إمكان القيام بعمليات إعادة تأهيل، وفقاً لشروط واضحة. وأوضحت كاترين كولونا أن شيراك مع طرح مسألة الفرصة والشروط خلال قمة اسطنبول، إضافة إلى حدود أي قرار يتخذ في هذا الشأن ونتائجه. مصادر فرنسية مطلعة قالت ل"الحياة" إن الرئيس جورج بوش يعرف تماماً ان فرنسا واسبانيا والمانيا تعارض كلياً التدخل الرسمي للحلف الأطلسي في العراق، لكنه بحاجة في إطار حملته الانتخابية، ليقول للرأي العام إنه بعد التوافق على الملف العراقي، لم يعد معزولاً، وان هناك أعمالاً مشتركة مع الحلفاء. وقالت إن ما يريده بوش في هذه المرحلة هو توجيه إشارة سياسية من الحلفاء لتكذيب منافسه الديموقراطي في انتخابات الرئاسة جون كيري الذي يصفه بأنه في عزلة دولية. وتابعت أن فحوى تلك الاشارة تتجسد في حصول بوش من الحلفاء في الأطلسي على موافقتهم على مهمات تدريب قوات الأمن العراقية. وذكرت أن فرنسا لن توافق على تدريب في إطار دخول قوات تابعة ل"الأطلسي" الى العراق، لأن هذا يتنافى مع تمسكها بعودة السيادة العراقية بعد 30 حزيران. ونبهت المصادر الى انه في حال كان لا بد من التدريب، يمكن أن يتحقق عبر اتفاقات ثنائية مع العراق، على غرار ما يحدث في افغانستان. ولفتت الى ان بوش بحاجة الى غطاء سياسي يستخدمه لدى الرأي العام في الولاياتالمتحدة، لأنه يعرف ان أحداً في افغانستان لا يتهافت على التطوع ليحل محل الفصائل. واعتبرت ان الغطاء السياسي المطلوب أميركياً ليس ذكياً اذ يضفي هشاشة على المسار السياسي. واستدركت ان بوش اعتبر صيغة التدريب الأسهل لادخال قوات الحلف الى العراق، لأنها تعطي انطباعاً بأن هدفها مساعدة الحكومة هناك. ولاحظت اوساط فرنسية ان باريس ليست منخدعة بهذه المحاولة وترفض اي تدريب داخل العراق لأن المدربين بحاجة الى حماية، ما يعني ضمناً انهم بحاجة لقوات أطلسية، وهذا ما يعارضه فرنسا مثلما يعارض جملة "البحث في أمور أخرى". ورأت الأوساط ذاتها ان شيراك لا يسعى الى اعطاء بوش الرسالة السياسية التي يريد، لكنه يدرك احتمال اعادة انتخابه، بالتالي ليس من مصلحة فرنسا ان تبقى المعارض الوحيد المتشدد حياله، ومن الأفضل البحث عن صيغ "الحد الأدنى".