انتظرت الجماهير العاشقة لكرة القدم نهائيات يورو 2004 لتستمتع بكرة حقيقية مع نجومها المحبوبين، ولكن قلة منهم واكبوا طموحات عشاقهم واختفى كثيرون أو قل عطاؤهم بما يتناسب مع أسمائهم، ولم تر الجماهير شيئاً من الإيطاليين توتي، الذي أوقف مبكراً لسوء السلوك، وديل بييرو وفييري أو من الإسبان راؤول وخواكين ومورنتيس أو من الإنكليز بيكهام وأوين وسكولز أو من البرتغالي فيغو والألماني كاهن والكرواتي تيودور والفرنسي بيريس والسويدي ليونغبرغ. القليلون الذين حافظوا على أسمائهم الكبيرة وقدموا ما يتناسب معها استحقوا الاحترام والتحية، وعلى رأسهم الفرنسي زين الدين زيدان أحسن لاعب في العالم 2003، وحول هزيمة بلاده أمام إنكلترا إلى الفوز 2-1 بهدفين في الوقت بدل الضائع من ركلة حرة وركلة جزاء، وسجل هدف السبق لبلاده في سويسرا وصنع عشرات الفرص السهلة لزملائه، وكان أجملها الكعب البديع ضد كرواتيا وأهدر غالاس براسه أجمل أهداف الدورة. والتشيخي بافيل نيدفيد أحسن لاعب في أوروبا 2003 لم يضع شارة الكابتن على ذراعه عفواً ولا للتصوير، كان القائد الحقيقي والفعلي لبلاده وحول هزيمتها مرتين إلى الفوز على لاتفيا وهولندا، وساهم في إحراز هدفين ويسدد 7 كرات صحيحة بين القائمين وتحت العارضة، ولكن براعة الحارسين وعناد العارضة حرماه من التسجيل، وأراحه مدربه في اللقاء الثالث. وتألق الجناح الخطير كارل بوبورسكي وكان سبباً في هدفين ولا أروع لتشيخيا ضد لاتفيا وهولندا، وقدم نموذجاً للحركة الصحيحة في الجناح وتألق في سحب فريقه حتى خط النهاية وإرسال الكرات العرضية الهائلة، ونفذ ألعاب الخداع والتمويه والمراوغة بامتياز، وإشراكه مدربه في نهاية لقاء ألمانيا وبالفعل تحول التعادل إلى فوز. و4 أهداف للهولندي الطائر رود فان نيسلتروي صعدت ببلاده إلى ربع النهائي ووضعته في صدارة الهدافين مع الإنكليزي واين روني، والهدف الأول له ضد ألمانيا هو الأصعب والأجمل بين كل أهداف الدورة،وتميز بالقدرة الفائقة على التعامل مع الرقابة والضغط والعنف، وظلمه الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء مؤكدة ضد تشيخيا. والألماني مايكل بالاك أكد أن يد واحداً لا تصفق، وهو اللاعب الوحيد في البطولة الذي اختير مرتين نجماً للمباراة دون أن يفوز فريقه في تعادليه مع هولندا ولاتفيا، وأحرز هدفاً رائعاً ضد تشيخيا ورد له القائم هدفاً مؤكداً في نفس المباراة ، وهو أكثر لاعبي البطولة تسديداً على المرمى ولكن حراس المرمى أبدعوا أمامه بشكل غير عادي. وزاد عدد الصاعدين المتألقين في البطولة من عدد النجوم المشاهير. الإنكليزي واين روني خطف الأضواء ووصفه مدربه السويدي اريكسون وزملاءه بأنه البرازيلي بيليه الجديد، وأحرز روني هدفين ضد سويسرا وأضاف هدفين ضد كرواتيا واولهما بديع في التسديد الخاطف، ونال ركلة جزاء ضد فرنسا أهدرها زميله بيكهام ولو سجلها لفاز الإنكليز بفضله. روني ثالث اصغر لاعب يسجل هدفاً في البطولة الأوروبية قدم كل عناصر التفوق التي يمكن أن يمتلكها أي لاعب في بطولة كبرى. والتشيكيان ميلان باروش ومارك هاينز الفائزان ببطولة أوروبا للشباب دون 21 عاماً قبل عامين قادران على تكرار الإنجاز ولكن مع الكبار، وتمكن باروش المحترف في ليفربول الإنكليزي من إحراز هدف في كل مباراة، وكان هدفه في مرمى هولندا نموذجاً للدقة في الحركة الميكانيكية للتسديد ودقة وقوة اللعبة. وهو سجل هدفاً في ألمانيا بمجهود فردي بعد دقائق من اشتراكه الاضطراري وبات اللاعب الوحيد الذي سجل في كل مباراة في الدور الأول-وهو صاحب التمريرة النهائية لزميلة كولر وأسفرت عن هدف في هولندا. والصاعد هاينز لاعب احتياطي من نادي بانيك أوسترافا التشيخي المغمور، واستعان به المدرب ضد لاتفيا بعد التأخر صفر-1 وكان عند حسن الظن وقلب المباراة بهدف جميل، وعاد ولعب في مباراة هولندا وفريقه متأخر 1-2 وكرر فعلته وفاز فريقه، وبدأ اساسياً في مباراة ألمانيا وسجل من ركلة حرة باقتدار ونال جائزة نجم المباراة الأول. ومن البرتغال لمع نجم الوسط ديكو البرازيلي الأصل وكشف للجميع العين الصائبة لمدربه سكولاري الذي تمسك بمنحه الجنسية البرتغالية ضد رغبات اللاعبين وقائدهم فيغو، وتسبب ديكو في فوز فريقه عندما لعب اساسياً وهو صاحب جهد وافر وعين واعية وواسعة ومهارات جيدة. وكريستيان رونالدو المحترف في مانشستر يونايتد الإنكليزي أكد لمدربه انه جدير بمكان أساسي في تشكيلة البرتغال، وهو الأمر الذي ناله فقط أمام أسبانيا وقدم الدليل على نجوميته بقدراته على المرور السريع وإرسال الكرات العرضية مع رؤية وخبرة رغم صغر سنة ، وهو صاحب أول أهداف البرتغال في البطولة. ويبقى العملاق السويدي زلاتان ابراهيموفيتش صاحب اغرب أهداف البطولة بكعبه من الوضع طائراً في مرمى ايطاليا، وهم صنع هدفاً وسجل أخر وتألق بشكل غير مسبوق ضد بلغاريا، وأكد انه محور هجومي ومحطة أمامية هامة لفريقه ولديه قدرات فائقة على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط شديد. ومع هؤلاء الستة برز عدد من الصاعدين ولكن بمستوى اقل قليلاً من السداسي الممتع، ومن بينهم البرتغالي مانيتي والأسباني فيسنتي والحارس الروسي اوفتشينكوف الذي تعرض لطرد ظالم أمام البرتغال والحارس السويدي ايساكسوف والجناح البلغاري بيتروف والمهاجم الإيطالي كاسانو والحارس التشيخي تشيك والمهاجم اللاتفي السريع فيرباكوفسكس وظهير هولندا هيتينغا.