بعد تردد اشاعات عن حصول اعتداءات بسكين حادة على فتيات في شوارع دمشق، اعلنت الشرطة المدنية في سورية امس انها ألقت القبض على "شخص مختل عقلياً ومريض نفسياً" تعتقد بأنه وراء هذه الاعتداءات على امل وضع حد لحال الذعر التي انتشرت بين الفتيات وأهاليهن في الاسبوعين الاخيرين. وحسب الرواية التي حصلت "الحياة" عليها من اقسام مختلفة للشرطة في دمشق ان "ك. ج" 22 عاماً من مواليد محافظة ادلب شمال سورية، تركته حبيبته عندما كان في السادسة عشرة من العمر لتتزوج شخصاً خليجياً، فقام منذاك بنقش وشم على ساعده الأيسر يقول "حاقد على النساء". واضافت المصادر امس الى هذه "الرواية" ان الشاب "مهزوز عقلياً ومريض نفسياً" وانه "تباهى ذات يوم بتشطيب جسده بسكين حادة" وانه "من اصحاب السوابق اذ اوقف لمدة ستة شهور في سجن الاحداث" في العاصمة. وتعود "القصة" الى بداية الشهر الجاري عندما بدأ الناس يتداولون روايات مختلفة عن قيام شخص ب"تشطيب" فتيات سافرات قبل ان يقوم بالهرب على دراجة هوائية وضع على عجلتها محركاً كهربائياً لتسريع الهروب. ونتيجة غياب اي خبر رسمي في الاسبوعين الاخيرين باستثناء ما نشره الصحافي حسن م. يوسف بعد "معاناة رقابية" في صحيفة "تشرين" فان كرة ثلج الاشاعات راحت تكبر: قيل ان عدد الاصابات بلغ 30 فتاة بينها حادثتا وفاة، وان المستهدفات لسن فقط من السافرات بل من المحجبات ايضاً وفي احياء مختلفة. وبعدما ساد الاعتقاد بأن هناك "شبحاً" واحداً يرعب الفتيات واهاليهن في الشوارع الدمشقية، تردد ان هناك مجموعة تستخدم سكاكين طائرة او سكاكين مغمسة بالسم لقتل الفتيات. كما قيل ان اسباباً امنية وراء هذه الاعتداءات من اصوليين يعارضون السفور ويريدون اثارة الفوضى في البلاد. وجالت "الحياة" امس على مستشفيات "الاسدي" و"الشامي" و"المجتهد" و"المهايني" و"سنان" و"المواساة" وعلى اقسام الشرطة في مستشفى "المواساة" العام وعلي حيي "التضامن" و"الميدان" لمعرفة حقيقة الشخص او المجموعة التي اسكنت الفتيات في بيوتهن لاسبوعين واشاعت الرعب بين الاهالي. وعلى رغم حرص جميع الذين تحدثت اليهم "الحياة" على عدم ذكر اي تفاصيل عن الموضوع، تأكد وجود سبع حالات في احياء "الميدان" و"الزاهرة" و"الشاغور" هي لثلاث محجبات واربع سافرات واحدة منهن هي دارين الياس في حالة خطرة في مستشفى "المجتهد" نتيجة اصابتها بطعنة حادة في القلب، بينما كانت اصابات هالة مرابع وملك احمد وهدى السيوفي اقل خطراً. ونتيجة معلومات جمعتها الشرطة من الفتيات أمكن التوصل الى صورة لشخص متوسط القامة عيناه خضراوان ووجهه وسيم وشعره طويل واشقر ما ادى الى الوصول الى "ك.ج" الساكن في حي "التضامن" نتيجة الوشم القائم على يده اليسرى. وعلى رغم ان نحو خمس من الفتيات تعرفن الى هذا المتهم على انه الجاني فإن الاخير لم يعترف بأنه الفاعل ولا يزال "صامتاً معظم الوقت وفي حال شرود"، ما ترك الاسئلة مفتوحة امام المحققين. وقال امس قائد شرطة دمشق العميد نبيل غريب: "ليس هناك هدف مقصود للجاني سوى الاجرام وخلق الفوضى والبلبلة". كما ان صحيفة "الثورة" قالت ان المتهم أنهى خدمته الإلزامية في 26 الشهر الماضي فيما قال قائد شرطة محافظة دمشق امس "انه سُرّح من الخدمة الإلزامية منذ فترة قصيرة". وما يترك الاسئلة مفتوحة وجود اشاعات لم تتأكد عن حصول اعتداءات بعد إلقاء القبض على "المشتبه العاشق"... قبل اسبوع حسب صحيفة "الثورة" الرسمية.