اندلعت مواجهات في الخليل أمس إثر تشييع خمسة شبان قامت إسرائيل بتسليم جثثهم. وقتل فلسطيني (17 عاماً) برصاص عناصر حرس الحدود الإسرائيليين أمس في نقطة تفتيش في شمال الضفة الغربيةالمحتلة. ووفقاً للشرطة الإسرائيلية، حاول الشاب مهاجمة أحد عناصر الحرس بواسطة سكين لكنه فشل في ذلك، وأعلنت الشرطة أن حرس الحدود الإسرائيلي قتل أمس فلسطينياً مسلحاً بسكين عند نقطة عبور بين الضفة الغربية وإسرائيل. وشارك آلاف في تشييع جثامين الشبان الخمسة في الخليل وسط هتافات «نموت وتبقى فلسطين». وعلى الرغم من مقتل هؤلاء في أوقات مختلفة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن إسرائيل كانت ترفض تسليم جثثهم، ما أثار غضب الأهالي. وبين القتلى الذين دفنوا أمس، فتاتان هما بيان العسيلة ودانيا أرشيد (16 و17 عاماً). أما الشبان فهم: بشار وحسام الجعبري (15 و18 عاماً) وطارق النتشة (17 عاماً). وقتل هؤلاء برصاص القوات الإسرائيلية التي قالت إنهم حاولوا طعن أو طعنوا إسرائيليين. وغالباً ما يشكك الفلسطينيون في الرواية الإسرائيلية، مؤكدين أن بعض «الشهداء» تعرضوا لإطلاق رصاص دون أن يقدموا على أي اعتداء. وقال والد طارق النتشة بينما كان يتقبل التعازي في منزله إن ابنه دفن «بكل كرامة». وأضاف أن «العيش في بلد لا يوجد فيه إلا الحرب يعني أن الكل يتوقع الموت أو الإصابة أو خسارة ولد». وتندد عائلات نحو عشرين قتيلاً فلسطينياً لم يتم تسليم جثامينهم بعد بما يسمونه «العقاب الجماعي» الذي يضاف إلى ترسانة من التدابير الانتقامية التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية ضدهم وتشمل تدمير منازلهم. وازداد التوتر في الخليل مع مواكب التشييع، ورشق شبان جنوداً بالحجارة. كما يتسبب إغلاق منطقة تل الرميدة المحاذي لمنازل المستوطنين في وسط المدينة حيث يسمح فقط للفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة بالدخول، في مزيد من التوتر. ودقَّت منظمة العفو الدولية ناقوس الخطر قائلة إنه «يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يتخذ على الفور التدابير اللازمة لحماية المدنيين الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين». ومنذ بداية الشهر الحالي، أدت أعمال العنف التي تخللتها هجمات نفذها فلسطينيون معظمها بالسكاكين أو اشتباكات بين راشقي الحجارة والجنود وإطلاق نار من إسرائيليين، إلى مقتل 67 فلسطينياً، بينهم عربي إسرائيلي، وتسعة إسرائيليين. وبدأت الهجمات في البلدة القديمة من القدس حيث الحرم القدسي، لكنها باتت تتركز حالياً في الخليل في جنوبالضفة الغربية. وأصبحت هذه المدينة التجارية المزدهرة مسرحاً للنزاع، لا سيما أنها تضم 500 مستوطن إسرائيلي يعيشون تحت حماية الجيش الإسرائيلي، و200 ألف فلسطيني يواجهون أكثر من مائة حاجز إسرائيلي في وسط الحي القديم في المدينة. وفي وسط المدينة، يقع الحرم الإبراهيمي، الموقع الديني المقدس لدى اليهود والمسلمين الذي يشكل مصدراً إضافياً للتوتر. وقتل عدد من الفلسطينيين قرب الحرم الإبراهيمي، قالت إسرائيل إنهم كانوا هاجموا الشرطة والجيش، في حين يؤكد الفلسطينيون أنهم ضحايا للجنود والمستوطنين. وفي تل أبيب، يتوقع أن يحصل اجتماع حاشد بمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين بثلاث رصاصات في الظهر أطلقها اليميني المتطرف ييغال عمير. وسيتخذ إحياء الذكرى بعداً مهماً هذا العام مع وجود بيل كلينتون الذي رعى شخصياً في البيت الأبيض حفل توقيع «اتفاق أوسلو» بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. ومثَّل إسرائيل في حينه رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز، بينما مثل الفلسطينيين الزعيم الراحل ياسر عرفات ورئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس. واعترف قاتل رابين أنه أراد القضاء على رئيس الوزراء من أجل تخريب أي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين. ومنذ 20 عاماً، لم تسفر المفاوضات التي لا تزال تجري بشكل متقطع عن نتائج، في حين أن المحادثات متوقفة حالياً.