هدد "أبو مصعب الزرقاوي" زعيم "جماعة التوحيد والجهاد" التي يُعتقد بأنها من تشكيلات تنظيم "القاعدة"، بقتل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي، وتعطيل عملية نقل السلطة الى العراقيين آخر الشهر الجاري. وفي شريط صوتي، يُعتقد بأنه للزرقاوي، خاطب صاحب الصوت علاوي قائلاً: "أما انت علاوي، عفواً رئيس الوزراء المنتخب ديموقراطياً، فقد اعددنا لك سماً ناقعاً وسيفاً قاطعاً، وملأنا لك كأساً مترعة بريح المنية الموت وعبث الموت". واضاف: "نجوت من حيث لا تدري مرات من فخاخ محكمة أرصدنا لك. لكننا نعدك بأننا سنكمل الشوط الى نهايته، ولن نكل أو نمل حتى نسقيك من الكأس التي سقينا منها عزالدين سليم" رئيس مجلس الحكم والذي اغتيل بانفجار سيارة مفخخة في بغداد في 17 ايار مايو الماضي. وتحت عنوان "موقف الشريعة من حكومة كرزاي العراق"، أضاف الزرقاوي في الشريط الذي يستمر 16 دقيقة، ان الإدارة الاميركية تريد "تكرار تجربة" النظام الأفغاني بزعامة حامد كرزاي. ووصف الزرقاوي الاعلان عن اقامة "حكومة عراقية ديموقراطية" بأنه "طرفة ذهب بريقها"، متهماً ادارة الرئيس جورج بوش بالسعي، من خلال نقل السلطة الى العراقيين، الى "حقن الدم الاميركي" و"بدلاً من ان يتولى الأجنبي الكافر استلاب الأمة ونهب ثرواتها واستعبادها بنفسه، فليكن على أيدي المنافقين". واستدرك: "لا نجاهد كي يحل طاغوت عربي مكان طاغوت غربي ... نجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، وكل مناوئ لهذا الهدف أو من وقف في طريق هذه الغاية، هو عدو لنا وهدف لأسيافنا مهما كان". وزاد: "الأميركي المسلم أخونا الحبيب، والعربي الكافر عدونا البغيض". وحذر الشريط الجنود وعناصر الشرطة العراقية الذين جندتهم قوات "التحالف"، وخاطبهم الزرقاوي "أيها الجندي والشرطي أنت تكرر الجريمة النكراء ذاتها" التي كانت تمارسها اجهزة نظام صدام حسين، و"حكمنا عليك بحكم القرآن ... وسننفذ فيك القدر الإلهي". وتابع موجهاً حديثه الى جميع المتعاملين مع الاحتلال الاميركي، وبينهم اعضاء حكومة علاوي ورجال دين: "أنتم رموز الشر وأئمة الكفر وعنوان العمالة والخسة، أنتم أهل النفاق". وحذر العراقيين من "مكر الكفار ينسجه الأميركان مع كرزاي العراق الجديد" الساعي الى ان "يسرق النصر الذي أحرزه ابناؤكم في الفلوجة". وندد بالحصار الأميركي لهذه المدينة، والهجمات التي ينفذها "المارينز" وضمنها الغارة الجوية ليل الثلثاء على الفلوجة التي يعتبرها المسؤولون الاميركيون معقلاً لزعيم "جماعة التوحيد والجهاد". لكن الزرقاوي نفى وجوده في الفلوجة، مؤكداً انه يتنقل باستمرار في العراق. واضاف ان الهجمات الأميركية تنفذ "بزعم وجودي في الفلوجة، وكذب زعمهم وما درى هؤلاء الحمقى انني بحمد الله سيار في العراق، اتنقل ضيفاً على اخواني وأهلي في طول البلاد وعرضها. لكنها ذريعة للانتقام" اثر الخسائر التي ألحقتها جماعته بالقوات الاميركية. وتابع مخاطباً العراقيين: "كونوا على حذر دائم، وعيونكم صوب العدو وأصابعكم على الزناد". وتعتبر الادارة الاميركية "أبا مصعب الزرقاوي" الأردني الأصل، والمشتبه في علاقته بتنظيم "القاعدة" المشتبه الرئيسي في الاعتداءات الدموية في العراق التي تكثفت مع اقتراب موعد تسليم السلطة الى العراقيين. ورصدت الإدارة الاميركية عشرة ملايين دولار لرأس الزرقاوي. الى ذلك، قال وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب لوكالة "فرانس برس" ان حكومته تأخذ بجدية تهديدات الزرقاوي، معتبراً ان الأخير "لا يستطيع ان يهز العراق. هو وجماعته قادرون فقط على المحاولة، مع ذلك اتخذنا كل الاحتياطات لمواجهة الاحتمالات، وهذه ليست حرباً على الحكومة بل حرب على العراق".