قد تتحول قضية إفلاس شركة "أورالير" الفرنسية للطيران، إلى قضية سياسية إذا ثبتت صحة المعلومات التي أوردتها صحيفة "لو باريزيان" أمس، عن أن الشركة تولت نقل كبار المسؤولين الفرنسيين مجاناً، ومن بينهم الرئيس جاك شيراك قبل توليه منصبه. وكانت "أورالير" تأسست عام 1962، على يد ألكسندر كوفلير الذي تولى إدارتها وأراد لها أن تكون شركة طيران النخبة ورجال الأعمال، وهو ما نجح في تحقيقه لولا إقدامه على مجموعة استثمارات غير مدروسة أوقعت الشركة تحت عجز بلغت قيمته 40 مليون يورو، مما اضطرها لإعلان إفلاسها في نهاية سنة 2003. وفي 11 كانون الأول ديسمبر 2003، تلقت محكمة بوينييه ضاحية باريس شكوى تقدم بها أحد الموظفين السابقين في الشركة، متهماً إدارتها "بسوء استخدام أموال عامة وسوء استخدام القروض والإفلاس الاحتيالي". وعملت محكمة بوينييه على التحقيق في الشكوى لكنها سرعان ما أحالتها على الشعبة المتخصصة بالتدقيق في القضايا المالية لدى دائرة الشرطة الباريسية. ونقلت "لو باريزيان" عن مصادر قريبة من التحقيقات قولها إن الاهتمام منصب على سوء إدارة الشركة وأيضاً على شكوك في رحلات تولت خلالها طائراتها نقل سياسيين وصناعيين بصورة مجانية. وذكرت أن أحد المسؤولين الإداريين للشركة أكد للمحققين أن شركته نظمت رحلتي "تشارتر" تولتا نقل شيراك ومجموعة من الصحافيين خلال حملة انتخابات الرئاسة سنة 1995، عندما كان شيراك لا يزال رئيساً لبلدية باريس. وأشارت الصحيفة إلى أن أي فاتورة لم تصدر عن الشركة لتحصيل كلفة الرحلتين، مما أثار استياء العاملين كونهم تولوا نقل سياسيين لا يسددون بدل تنقلهم على حساب الزبائن العاديين. وقالت إن مثل هذه الرحلات المجانية لم تكن سراً على أحد، وأن على مدى عشر سنوات تولت "أورالير" تنظيم ما يراوح بين 60 و70 رحلة من هذا النوع. وأفادت أن الرحلات المجانية كانت تسجل في دفاتر حسابات الشركة على أنها رحلات "تقنية" أي أنها خالية من الركاب. وإذا صحت هذه المعلومات، فإن كوفلير المقرب من شيراك ولكنه مرتبط بعلاقات صداقة مع مختلف أفراد الطبقة السياسية على اختلاف توجهاتها، يتحمل مسؤولية مباشرة عن سوء الأحوال المالية للشركة وعن إفلاسها.