شن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني امس هجوماً على الصحف الليبيرالية المؤيدة للحزب الديموقراطي، بخاصة صحيفة "نيويورك تايمز"، متهما اياها بمحاولة تضليل الرأي العام من خلال نفي وجود علاقة بين تنظيم "القاعدة" والنظام العراقي المخلوع. واعتبر ان تلك الصحف "حرفت" ما اعلنه احد اعضاء لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر للاساءة الى صدقية الرئيس جورج بوش الذي اكد وجود علاقة بينهما. وقال تشيني ان "عدم العثور على دليل يؤكد وجود تنسيق بين صدام حسين و"القاعدة" في اعتداءات 11 ايلول "ليس دليلاً على عدم وجود علاقة بين الطرفين". ونقل عن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت تأكيده للجنة التحقيق أن الوكالة "لديها تقارير تؤكد وجود اتصالات بين العراق و"القاعدة" على امتداد عشر سنوات. وان قادة تنظيم "القاعدة" سعوا الى الحصول على اسلحة دمار شامل من العراق". واشار الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد بنفسه انه مرر معلومات الى الإدارة الاميركية بعد اعتداءات 11 ايلول تؤكد ان النظام العراقي السابق كان يحضر لاعتداءات ارهابية داخل اميركا. ووصف تشيني العناوين التي نشرتها "نيويورك تايمز" بأنها "فظيعة" وتفتقر الى الصدقية. واعتبر ان "تحوير كلام احد اعضاء اللجنة 11 ايلول وتجاهل كلام بقية الاعضاء، لا علاقة له بالصدقية الصحافية"، مشيراً الى ان اعضاء آخرين خالفوا زملاءهم في استنتاجاتهم في ما يخص علاقة النظام العراقي بالتنظيمات الارهابية. واظهر آخر استطلاع للرأي نشر امس ان غالبية الاميركيين يعتبرون ان الحرب في العراق وافغانستان جزء من الحرب على الارهاب، على رغم ان لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول "لم تعثر على ادلة على وجود علاقة تنظيمية عملياتية" بين العراق وتنظيم "القاعدة". وقال 69 في المئة من الاميركيين الذين استطلعت آراؤهم ان تنظيم "القاعدة" كان يعمل جنباً الى جنب مع النظام العراقي وأن صدام حسين "كان يدعم التنظيمات الارهابية، فيما عارض 22 في المئة هذا الرأي. وكانت "نيويورك تايمز" طالبت بوش بالاعتذار الى الشعب الاميركي، متهمة اياه بتضليل الرأي العام حول مبررات الحرب. الا ان بوش تمسك بموقفه، مشيراً الى ان وجود ابو مصعب الزرقاوي في العراق "يؤكد تلك العلاقة". وجاءت تصريحات تشيني التي دعمتها تصريحات عضو لجنة التحقيق لي هاملتون، لتبقي الجدل مستمراً في ما إذا كان غياب دليل على تعاون العراق مع "القاعدة" في اعتداءات 11 ايلول يثبت عدم وجود علاقة بين الطرفين. وقال بوش اول من امس ان اتصالات جرت بين اسامة بن لادن ومسؤولين في المخابرات العراقية في السودان، ما يثبت وجود علاقة، على رغم عدم وجود ادلة على تعاون تنظيمي، فيما اشار تشيني الى لقاء تم بين محمد عطا، وهو ابرز منفذي اعتداءات 11 ايلول، مع مسؤول عراقي في براغ، رغم عدم وجود تأكيدات على حصول الاجتماع. وقال: "لم نعثر على دليل يؤكد أن اللقاء حصل، لكننا لا نملك دليلاً على انه لم يحصل".