أطلق النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ليل السبت الأحد مبادرة حكومية من نيالا ثاني أكبر مدن دارفور غداة اعلان الرئيس عمر البشير قرارات لفرض الأمن والاستقرار في الاقليم. وأعلنت احدى جماعتي التمرد الرئيسيتين في منطقة دارفور أمس، انها سيطرت على مزيد من الاراضي لشغل فراغ تركته الحكومة بعد توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في نيسان ابريل الماضي. وتستند المبادرة التي طرحها طه أثناء زيارة لغرب السودان إلى ثلاثة محاور تشمل بسط الأمن، ومعالجة الأوضاع الانسانية، وادارة "حوار سياسي لا يعزل أحداً"، ودعوة "متمردي دارفور" الى المشاركة في منبر سياسي قومي لوقف الحرب. وأجرى البشير أمس محادثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري ركزت على دور الاتحاد في معالجة الأوضاع الانسانية في دارفور وتشجيع الحل السياسي ونشر مراقبيه في الاقليم. وسيبدأ وزير الدولة للخارجية الفرنسي رونو موزيلييه اليوم محادثات مع المسؤولين في الخرطوم قبل أن ينتقل الى دارفور لزيارة معسكرات النازحين ومقر بعثة الاتحاد الافريقي لمراقبة الهدنة. كما ستصل الى الخرطوم اليوم وزيرة الدولة للخارجية الايطالية مرغاريتا بوينفر وتصل غداً وزيرة الشؤون الانسانية السويسرية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية والعون الانساني ومساعد المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة في زيارات تتعلق بالأوضاع في دارفور. وتوعد متمردو دارفور بشن هجمات على ميليشيات "الجنجاويد" الموالية للحكومة وملاحقتها داخل مناطق سيطرة القوات الحكومية بعدما اتهم المتمردون الميليشيات بقتل اثنين من المدنيين واغتصاب فتاتين أمس. الى ذلك، أعلنت "حركة تحرير السودان" انها سيطرت على مزيد من الاراضي لشغل فراغ تركته الحكومة بعد توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في نيسان الماضي. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في الحركة طلب عدم نشر اسمه لأن مقره في الخرطوم ان الحركة سلحت ودربت أنصاراً جدداً في مناطق كانت قبلا خارج نطاق سيطرتها. وأضاف ان هذه المناطق تشمل بلدات في ولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور. الى ذلك تبدأ اليوم في ضاحية كارن الكينية ورشة تناقش الترتيبات الأمنية ووقف النار بمشاركة الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في حضور خبراء عسكريين من اميركا ودول اوروبية تمهيداً لجولة المحادثات الجديدة بين الطرفين التي تبدأ الجمعة المقبل. وفي نيويورك، اتهم السودان اريتريا بمحاولة اخراج اتفاق لانهاء الحرب في جنوب السودان عن مساره، وطالب مجلس الامن بالحيلولة دون نجاح مساعي جارته الافريقية. وقال السفير السوداني في الاممالمتحدة الفاتح عروة ان اريتريا "تصر على أن تظل أداة لتخريب السلام في السودان من خلال السعي الى تشجيع واحتضان واعداد وتجهيز جماعات عقدت عزمها على تمزيق أمنه واستقراره".