اعلن "أبو مصعب الزرقاوي" الذي تصفه واشنطن بأنه الرابطة بين تنظيم "القاعدة" والعراق، مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات التي تستهدف القوات الاميركية في هذا البلد. يعيش المتشدد الاردني المولد، وهو من أعوان أسامة بن لادن، زعيم "القاعدة" في مكان غير معروف ومطلوب القبض عليه في مقابل مكافأة مقدارها عشرة ملايين دولار. ويتصل الزرقاوي بالعالم الخارجي عبر مواقع اسلامية على الانترنت. لا يتوافر كثير من المعلومات عن الزرقاوي حتى أن اسمه هو اسم شهرة رغم الاعتقاد أنه فقد احدى ساقيه أو جزءاً منها أثناء قتال في أفغانستان. لكنه حقق لنفسه سمعة تنفيذ أعمال عنف في حملة تهدف الى زعزعة الحكومة الانتقالية التي شكلت لتولي السلطة من قوات الاحتلال في العراق آخر الشهر الجاري. وعندما عرض موقع اسلامي على الانترنت شريط فيديو مروعاً الشهر الماضي لرجل يقطع رأس الاميركي نيكولاس بيرغ افاد الموقع أن الزرقاوي بنفسه هو الذي ذبح بيرغ. واكد الزرقاوي عبر عدد من المواقع الاسلامية على الانترنت في ايار مايو انه في العراق الآن يجاهد مع اخوانه لإقامة دولة الاسلام". وأعلنت "جماعة التوحيد والجهاد" التي يتزعمها، مسؤوليتها عن اغتيال عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم العراقي في 17 ايار بتفجير انتحاري قرب مقر السلطة التي تقودها الولاياتالمتحدة في بغداد. وكان آخر هجوم اعلنت جماعة الزرقاوي مسؤوليتها عنه، التفجير الانتحاري الذي نفذ الاثنين الماضي بسيارة ملغومة في بغداد وأسفر عن مقتل 13 بينهم خمسة من المتعاقدين الاجانب. واستند الرئيس جورج بوش مرات الى وجود الزرقاوي في العراق، معتبراً ذلك دليلاً على وجود صلة بين بغداد و"القاعدة" قبل الحرب التي شنتها واشنطن ولندن لإطاحة صدام حسين. وقال بوش الاسبوع الماضي: "كان صدام يمثل تهديداً لأنه قدم الملاذ الآمن لارهابي مثل الزرقاوي الذي ما زال يقتل الابرياء في العراق". ويرى مسؤولون أميركيون أن الزرقاوي يمثل تهديداً جدياً لمشروع الولاياتالمتحدة المسمى "الشرق الاوسط الاوسع" ويعتبرونه طليعة الحملة التي ينفذها تنظيم "القاعدة" لأن بن لادن ونائبه أيمن الظواهري هاربان. وأصدرت محكمة أردنية حكماً غيابياً بإعدام الزرقاوي قبل سنتين، لتآمره لضرب أهداف أميركية واسرائيلية في الاردن. كما تعتقد عمان بأنه هو الذي خطط لاغتيال الديبلوماسي الاميركي لورانس فولي في العاصمة الاردنية عام 2002. كانت أول مرة يجذب فيها الزرقاوي الانظار قبل غزو العراق العام الماضي عندما ذكر وزير الخارجية الاميركي كولن باول اسمه باعتباره من أعوان بن لادن وجزءاً من "صلة دنيئة بين القاعدة والعراق". وأحاطت شكوك بعد ذلك بالدليل الذي ساقه باول لاثبات هذه الصلة وسط جدل واسع حول صدقية معلومات الاستخبارات الاميركية التي سيقت لتبرير الحرب على العراق. واكد بوش ان صدام وفر "الملاذ الآمن" للزرقاوي، وتابع الجمعة الماضي: "كان هو الشخص الموجود في بغداد قبل وصولنا، كان ينفذ عمليات انطلاقاً من العراق. كما كان من أعوان القاعدة". ويشير موقع تابع لوزارة الخارجية الاميركية اسمه "مكافأة في مقابل العدل" ان ابا مصعب ولد في 30 تشرين الاول اكتوبر 1966 في الزرقاء في الاردن. أما أشهر صورة له فتظهره مرتدياً عمامة ومطلقاً لحيته، لكن هذا الموقع يظهره أيضا في صور اخرى، اذ يضع نظارتين واخرى من دونهما، ومرة حليق الذقن والشاربين واخرى بشاربين.