48 شهراً منذ إقدام ما يسمى «تنظيم القاعدة في السعودية» على قتل الرهينة الأميركي بول جونسون في شرق العاصمة السعودية الرياض مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، وصولاً إلى الاعتداء الذي وقع أمس في شرق الرياض وقضى فيه مقيم أميركي وأصيب آخر. تلك السنوات الأربع كانت كفيلة بنسيان الجرائم التي قام بها متطرفون ينتمون إلى تنظيمات إرهابية تعددت أسماؤها - مهما بلغت بشاعة تلك الجرائم - إلا أن مقتل المقيم الأميركي أمس أعاد فتح الملفات المغلقة ثانية. وكانت بداية الخطر في عام 1996، إذ قام أربعة سعوديين من المنتمين لجماعات إرهابية بتفجير أرض فضاء في طريق العليا بمدينة الرياض راح ضحيته ستة أشخاص، في وقت استمر فيه الخطر حتى شهدت العمليات ذروتها بين عامي 2003 و2006، ففي أيار (مايو) 2003 وقع تفجير إرهابي استهدف مجمع الحمراء (شرق الرياض) راح ضحيته 26 شخصاً من جنسيات مختلفة، من بينهم سبعة سعوديين وتسعة أميركيين، تلا ذلك بأشهر قليلة «تفجير المحيا» في تشرين الثاني «نوفمبر» من العام ذاته، وخلف 17 ضحية، وبرز حينها اسم عبدالعزيز المقرن، العقل المدبر لعدد من العمليات التي نفذها تنظيم «القاعدة» آنذاك. المتتبع لحادثة مقتل المقيم الأمريكي شرق الرياض أمس، يجد أن هناك قاسماً مشتركاً لهذه الحادثة مع مقتل عبدالعزيز المقرن الذي تم تصنيفه في بداية القرن الحالي كزعيم لتنظيم «القاعدة» في السعودية، وكان العقل المدبر لعدد من العمليات الإرهابية التي حدثت في السعودية، يتمثل في محطات الوقود. في حزيران (يونيو) 2004، بداية الفصل الأخير وفي محطة وقود بحي الملز (وسط الرياض) الأمن السعودي يكتب قرب نهاية ما يسمى «تنظيم القاعدة في السعودية»، عبدالعزيز المقرن وثلاثة من أبرز القياديين المقربين له في التنظيم ترصدهم قوات الأمن وبعد تبادل إطلاق النار أسفر عن مقتل أعضاء الخلية كافة. استخدمت التنظيمات الإرهابية على مدى ما يزيد على سبعة أعوام طرقاً عدة وأساليب إجرامية لتحقيق أهدافها، تنوعت بين تفجير أنفسهم أو إلقاء قنابل موقوتة، أو استهداف رهائن، سواء باختطافهم أو قتلهم أثناء تنقلاتهم. ويعد المهندس الأمريكي بول جونسون والمصور البريطاني سايمون كامبرز من أبرز ضحايا ما يسمى تنظيم القاعدة في السعودية، إذ تم خطف مهندس تطوير طائرات ال«أباتشي» قبل أن يتم قتله في حي المونسية (شرق الرياض) في عام 2010، وتم قتل الصحفي والمصور البريطاني أثناء قيامه بممارسة عمله في حي السويدي (غرب الرياض) عام 2004. وبحسب إحصاءات غير رسمية، راح ضحية الإرهاب في السعودية ما يقارب 100 شخص من المدنيين، بل إن الأجهزة الأمنية الحكومية لم تسلم من مخططات التنظيمات الإرهابية، إذ تم استهداف وزارة الداخلية ومبنى للأمن العام في الرياض عام 2004، والقنصلية الأميركية عامي 2004 و2006.