«الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    أبها تستضيف منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس آسيا تحت 20 عاماً    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    العروبة يتغلّب على الفتح بهدف في دوري روشن للمحترفين    التزامات المقاولين    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    قصيدة بعصيدة    حروب بلا ضربة قاضية!    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    دراسات على تأثير غطاء الوجه على صحة الإناث..!    قراءة في الخطاب الملكي    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    52 غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    الاستثمار الإنساني    ابتكاراتنا ملهمة    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    هيئة الأفلام تطلق النسخة الثانية من "منتدى الأفلام السعودي" أكتوبر المقبل    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    محافظ الأحساء: الخطاب الملكي يحمل حرصا شديدا على حماية هويتنا وقيمنا    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    الكويت ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    ارتفاع أسعار الذهب    أمير الشرقية: الخطاب الملكي أكد على مضي بلادنا لتحقيق المزيد من التطور والازدهار والنماء    فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    «التعليم»: تخصيص بائع في مقاصف المدارس لكل 200 طالب    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    العواد إلى الثانية عشرة    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    إلى جنَّات الخلود أيُّها الوالد العطوف الحنون    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    سلامة المرضى    كلام للبيع    كسر الخواطر    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واصلت الاستيطان وشيدت "جدار الفصل" فعزلت الفلسطينيين في "كانتونات". الانتفاضة في ثلاث سنوات : اسرائيل تفرض واقعا احتلاليا - احلاليا رفضته السلطة في كمب ديفيد 1 من 2
نشر في الحياة يوم 29 - 09 - 2003

بعد ثلاث سنوات من انتفاضة الاقصى والحرب الشعواء ضد الفلسطينيين، ورغم التفوق العسكري الاسرائيلي وانتصار الدولة العبرية في مجالات عدة على الساحة السياسية، لم تتمكن اسرائيل من "حسم الصراع"، وهو الشعار الذي رفعه الاسرائيليون مطلع العام الحالي.
كان واضحا خلال مفاوضات كامب ديفيد ان الازمة في طريقها الى الانفجار، بعدما فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ايهود باراك في فرض التصور الاسرائيلي للتسوية على الفلسطينيين، رغم كل الضغوط الاميركية. وحسب هذا التصور، تسعى اسرائيل الى ضم التجمعات الاستيطانية الكبيرة الاربع التجمع الاستيطاني شمال الضفة الذي يشمل 13 مستوطنة اكبرها الفيه منشيه، والمستوطنات حول القدس، ومجمع مستوطنات الكانا الذي يضم ارييل و18 مستوطنة اخرى، وغوش عتصيون شمال شرق بيت لحم الممتد حتى مشارف الخليل، اضافة الى الاحتفاظ بالسيطرة على غور الاردن والقدس الشرقية، وسلب "الدولة" الفلسطينية الموعودة كافة مظاهر السيادة، بدءا بالسيطرة على الحدود وانتهاء بالسيطرة على أجوائها ومياهها، وكذلك "الحل الغريب" القاضي بتقسيم السيادة على المسجد الاقصى وقبة الصخرة بحيث يكون "تحتها لاسرائيل وسطحها للفلسطينيين". ولخص احد المفاوضين الفلسطينيين الطرح الاسرائيلي بالقول: "ان اسرائيل ارادت تثبيت واقع اتفاقات اوسلو، اي عدم اعطاء الفلسطينيين اكثر من 45 في المئة من اراضي الضفة والقطاع من دون اي مظاهر سيادية لدولة.
وما فشل باراك في فرضه على الفلسطينيين في كامب ديفيد، شرع فور عودته منها في فرضه بقوة السلاح والنار. وكان اقتحام زعيم المعارضة الاسرائيلية انذاك، رئيس الوزراء الحالي ارييل شارون للحرم القدسي الشرارة الاولى لانتفاضة الاقصى التي كانت في بداياتها شعبية، بين شعب اعزل الا من حجارته الصغيرة امام اقوى جيش في الشرق الاوسط بكامل عتاده وطائراته ودباباته وقناصته.
وخلال ثلاثة اعوام، تعرض الفلسطينيون الى خطط عسكرية اسرائيلية متنوعة، من خطة "حقل الاشواك" التي نفذها باراك وتضمنت قصفا جويا ومدفعيا للمدن الفلسطينية مناطق أ، الى خطة "المئة يوم" التي نفذها شارون من اجل رسم حدود "دولة اسرائيل الكبرى"، الى خطة "اورانيم-جهنم"، الى "اورانيم المتدحرجة"، ثم خطة "رحلة بالالوان" التي استهدفت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومهدت لعملية "السور الواقي" اواخر اذار مارس من العام الماضي، وفيها اعادت اسرائيل احتلال المدن الفلسطينية باستثناء اريحا.
ومن اطلع على "خطة شارون" التي وضعها قبل نحو 30 عاما تحت عنوان "محاربة الارهاب" لن يفاجأ من الخريطة الماثلة اليوم للاراضي الفلسطينية، خصوصا بعد انتهاء بناء "جدار الفصل العنصري" خلال عام.
اذن مرت ثلاث سنوات على صراع هو الاكثر دموية بين سلطة الاحتلال الاسرائيلي وشعب يرزح تحت وطأتها، قتل خلاله ما نسبته 2,5 شهيد يوميا، ان جاز التعبير، على مدار أكثر من الف يوم من الانتفاضة.
واليوم يتضح ان زيارة شارون لباحة الاقصى كانت "الوسيلة" التي استخدمتها المؤسسة الحاكمة في اسرائيل لتأجيج الصراع الدموي واستمراره ريثما تنتهي الدولة العبرية من فرض واقع احتلالي-احلالي رفضه الفلسطينيون في مفاوضات كامب ديفيد، ويقضي بمحاصرة نحو ثلاثة ملايين فلسطيني داخل بقع عمرانية محددة لا تتجاوز ما عرض على الفلسطينيين، اي ما نسبته 43 في المئة من مساحة الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967، و10 في المئة فقط من مساحة ارض فلسطين التاريخية.
وفيما كانت الالة الاعلامية الاسرائيلية والاميركية تحمل الفلسطينيين، وتحديدا الرئيس ياسر عرفات، مسؤولية "اضاعة الفرصة التارخية" في كامب ديفيد، كان الرئيس الفلسطيني يقوم بجولة طويلة في شرق اسيا بدلا من ان يشرح للعالم ما جرى بالضبط في المنتجع.
وبدأت الحملة على الفلسطينيين شعبا وقيادة،. ففشلت قمة "شرم الشيخ" ثم "تفاهمات تينيت" مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، ثم "خطة ميتشيل" وغيرها من المبادرات لوقف المواجهات. واصطدمت هذه المبادرات جميعا برفض اسرائيل الانسحاب من المناطق التي احتلها بعد 28 ايلول سبتمبر عام 2000 ووقف التوسع الاستيطاني المتسارع الذي التهم الارض الفلسطينية، وما رافق ذلك من اصرار اسرائيلي على ان ينفذ الفلسطينيون ما هو مطلوب منهم في هذه المبادرات.
وبالتدريج، وبينما كانت آلة الحرب الاسرائيلية تعمل على الارض مدمرة المؤسسات الفلسطينية ومقار الاجهزة الامنية، كان الحصار السياسي يشتد على الرئيس الفلسطيني المحاصرة في مقره في المقاطعة، في حين كان الموقف الاميركي يقترب من الموقف الاسرائيلي باعتبار عرفات "غير ذي صلة" ثم "ارهابي" ثم "عقبة" في طريق السلام ... هذا "السلام" الذي رسمت "خريطة طريقه" اوروبا والامم المتحدة وروسيا و"عدلته" الولايات المتحدة مرات عدة بناء على التعليمات الاسرائيلية، لتولد "خريطة الطريق" بعد تأجيل متكرر دام خمسة اشهر. ورغم ما جاء في هذه الخطة التي ساوت بين "الضحية والجلاد" واعتبرت مقاومة الاحتلال "ارهابا" يجب محاربته، والانتفاضة "عنفا" يجب وقفه، وادخالها تصور الحل مجددا في نفق المرحلية، واشتراطها "قيادة جديدة"، رغم ذلك كله وغيره وافق الفلسطينيون عليها، فيما ذهبت اسرائيل الى وضع 100 تعديل عليها اختزلتها في 14 اعتراض ينسف الخطة برمتها.
ثم جاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وشكل الحكومة الفلسطينية الثالثة على اساس تطبيق "خريطة الطريق"، لكن الاميركيين والاسرائيليين "ايدوه" اعلاميا و"خنقوه" سياسيا رغم توصله الى الانجاز الاهم، وهو اعلان هدنة استمرت خمسة اسابيع شعر الشارع الاسرائيلي خلالها، للمرة الاولى ب"الامن" الذي كان وعدهم شارون به فور توليه منصب رئيس الحكومة بداية العام 2001. الا ان اسرائيل رفعت وتيرة اغتيالاتها ضد الفلسطينيين بالمحاولة الفاشلة لاغتيال عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حركة "حماس" السياسيين، ثم باغتيال قادة عسكريين في الحركة، تلاه اغتيال اسماعيل ابو شنب، احد ابرز قيادة الحركة السياسيين. فانهارت الهدنة واستقال ابو مازن، ثم جاء بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ احمد ياسين، قرار حكومي اسرائيلي علني هو سابقة في التاريخ ب"ازالة" الرئيس عرفات. لكن هذا القرار انقلب في الواقع لصالح الرئيس المحاصر واعاد اليه شعبيته، وهز حركة "فتح"، الفصيل الرئيس في منظمة التحرير و"حزب" السلطة من الداخل لتعيد اللجنة المركزية لحركة "فتح" التي اعترضت على ابو مازن ترتيب اوراق الحركة والسلطة من جديد على اسس ثلاث هي: استمرار التعاطي مع "خريطة الطريق" وحسم مسألة "الصلاحيات الامنية" لتصبح في يد "مجلس قومي اعلى" يبقى
عرفات في قمة الهرم فيه، بينما يتولى رئيس الوزراء الجديد احمد قريع ابو علاء، احد مهندسي اتفاقات اوسلو، عملية التفاوض مع اسرائيل.
فلسطين بالأرقام
تبلغ مساحة فلسطين التاريخية 27 الف كيلومتر مربع لم يتبق منها عشية "نكسة" حزيران عام 1967 سوى 6 الاف كيلومتر مربع 5635 كم2 المساحة الاجمالية للضفة و365 كم2 مساحة قطاع غزة، اي ما نسبته 22 في المئة من المساحة الاجمالية. واذا استكملت اسرائيل خططها، فلن يتبقى من الاراضي الفلسطينية في المدى المنظور سوى ..27 كم2 ستكون فيها القدس خارج اي اطار فلسطيني، بل وستشكل عازلا حقيقيا ما بين "كانتون" شمالي يضم جنين وقلقيلية ونابلس وطولكرم ويتصل مع رام الله بمعبر كوريدور مساحته 1930 كم2، و"كانتون" جنوبي يضم الخليل ومساحته 706 كم2. اما الكانتون الثالث فيتمثل بمدينة اريحا ومساحته 58 كيلومترا مربعا. وفي قطاع غزة، تشكل المناطق التي تسيطر عليها السلطة الآن 65 في المئة من مساحة القطاع المقسم الى ثلاثة كانتونات.
"جدار الفصل" ... النكبة الثالثة للفلسطينيين
* لخص الباحث في مركز ابحاث الاراضي وليد ابو محسن عملية البناء في "جدار الفصل" العنصري بثلاث كلمات: "نكبة الفلسطينيين الثالثة".
* يختزل الجدار الذي بدأ تشييده عام 2002 تحت اسم "جدار الامن"، ما تبقى من "خطة شارون" التي تعود الى السبعينات والتي بدأ بتنفيذها اوائل الثمانينات بمشروع "النجوم السبع".
* تهدف خطة شارون الى ازاحة "الخط الاخضر" والغائه كليا في مواقع كثيرة وضم التجمعات الاستيطانية الى اسرائيل تماما كما طرح ايهود باراك في كامب ديفيد. ويتضمن ذلك فتح "ممرات" ضيقة بين المدن والتجمعات السكنية الفلسطينية التي يرى شارون فيها "كانتونات" مفصولة تسيطر اسرائيل على محيطها وتترك للفلسطينيين ادارة شؤونهم الداخلية لتخليص اسرائيل من العبء السكاني ل"الغرباء".
* انتهت اسرائيل من تنفيذ المرحلة الاولى من الجدار بطول 90 كيلومترا من محافظة جنين الى قلقيلية. ويقضم الجزء "الغربي" من الجدار 1800 كيلومتر، اي ما نسبته ثلث مساحة الضفة. اما الجدار الشرقي الذي ما زالت اسرائيل تتكتم علىه، فانه سيمتد من عين البيضا وبردلا مرورا بطوباس وصولا الى أريحا.
* بذلك تكتمل خريطة "الكانتونات" الاربعة في الضفة والتي ستعزل نحو ربع مليون فلسطيني في سجون حقيقية لن يتمكنوا من التحرك الا داخلها، كما يحدث الان في مدينة قلقيلية 40 الف نسمة التي لا يسمح لسكانها بالخروج الا عبر مدخل واحد.
الاستيطان ووجوهه المتعددة
* ارتفع عدد المستوطنات القائمة بأنواعها الصناعية والسياحية والعسكرية من 146 عام 1994 الى 256 عام 2003، حسبما تؤكد خرائط اعدها "مركز أبحاث الاراضي" التابع لجمعية الدراسات العربية.
* ازدادت مساحة المستوطنات من نحو 1,5 في المئة الى اكثر من اثنين في المئة الان في الاراضي المحتلة عام 1967. ويتوقع ان ترتفع هذه المساحة الى 1،4 في المئة بحسب مخطط "الخرائط الهيكلية للمستوطنات".
* تجاوز عدد الطرق "الالتفافية" 80 طريقا شقت بحجة "حاجة المستوطنات اليها". وابتلعت هذه الطرق اكثر من واحد في المئة من الارض، اي ما يقارب المساحة التي بنيت عليها المستوطنات. بالارقام، فان مساحة "البناء القائم" في المستوطنات عشية اتفاقات اوسلو كانت 1000 كيلومتر مربع، اما خطة اقامة الطرق الالتفافية فابتلعت 700 كيلومتر مربع من اراضي الفلسطينيين.
* شرعت اسرائيل بشق شارع "مواز" لشارع "عابر السامرة" الذي يقطع اراضي الضفة من الغرب الى الشرق، وهو "طريق سريع" يهدف لايجاد تواصل بين المستوطنات غرب الضفة وشرقها. لكن قبل اسابيع بدأ العمل بشق الشارع الموازي لاستثناء 3 قرى من مسار الطريق السريع، وهي بديا ومسحة وقراوة بني حسان.
* وبالتوزاي بدأ منذ شهر تقريبا العمل في تجديد الشارع الالتفافي المعروف باسم "خطة الون" الذي يخترق الضفة من الشمال الى الجنوب من بيسان الى القدس وبمسربين ايضا.
* خلال ستة اشهر، شقت اسرائيل في منطقة الخليل 14 طريقا و"وسعت" ثمانية اخرى للربط بين مستوطنة واخرى بهدف اقامة تواصل اقليمي، مثلما حدث بين مستوطنتي "معاليه ادوميم" و"ميشور ادوميم".
الحواجز العسكرية
* 114 حاجزا عسكريا اسرائيليا دائما ومئات الحواجز "الطيارة" تحاصر كل تجمع سكني فلسطيني بمعدل 14 حاجزاً على كل مدينة.
* قسمت هذه الحواجز المناطق الفلسطينية الى اكثر من 164 تجمعا معزولا عن محيطها، بهدف "فصل المدن" الرئيسة عن القرى والبلدات التابعة لها، وترسيخ "حدود" الحكم الذاتي حسب رؤية اسرائيل.
الاغتيالات: سياسة ممنهجة ومتصاعدة
* في الايام الاولى للانتفاضة، لم ينظر العالم الى عمليات "القنص" التي مارسها الجنود ازاء الفلسطينيين على انها "اغتيالات".
* ومع استمرار الانتفاضة، "طور" جيش الاحتلال اساليب الاغتيالات فاستخدم كابينات الهاتف العمومية والهواتف المحمولة والاعتقالات ثم التصفية، بالاضافة الى عمليات القصف الصاروخي مستخدما طائرات مروحية ومقاتلة أف 16.
* اكثر الاغتيالات فظاعة كانت المجزرة التي اودت بحياة 19 فلسطينيا غالبيتهم من الاطفال والنساء، عندما استهدفت بقنبلة تزن طنا صلاح شحادة قائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس".
* بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا اغتيالا 275 شهيدا، من بينهم 140 مناضلا مستهدفا، والبقية من المدنيين بينهم 29 طفلا و22 امرأة.
* عمليات الاغتيال استهدفت في البداية قادة ميدانيين وعسكريين ثم تحولت الى استهداف القادة السياسيين، واولهم الدكتور ثابت ثابت، مرورا بجمال منصور وجمال سليم، فأبو علي مصطفى الامين العام ل"الجبهة الشعبية"، ثم اسماعيل ابو شنب القائد السياسي في حركة "حماس"، واخيرا محاولة اغتيال زعيم الحركة الروحي الشيخ احمد ياسين والمحاولة الجديدة التي احبطت بسبب وجود طاقم صحافي اسرائيلي في المنطقة، وهو ما اعتبر "قمة العنصرية".
* تمثل محاولة اغتيال القائد السياسي في "حماس" محمد ابو كويك مثالا صارخا لنظرية "التفوق العرقي" التي ترجمتها اسرائيل على الارض عندما قتلت قذيفة مدفعية ابن القيادي المستهدف وزوجته في سيارة لم يكن فيها اصلا. وفوق ذلك، دعوات وزير الدفاع الاسرائيلي المتكررة للتخلص من الرئيس ياسر عرفات "بالقتل".
الشهداء
* سقط اكثر من 2712 شهيدا، اي بمعدل شهيدين ونصف في اليوم، كان 85 في المئة منهم من المدنيين.
* شكل الاطفال من بين الشهداء ما نسبته 19 في المئة، فيما كان نصيب النساء ما نسبته 7 في المئة من مجمل الشهداء، اذ قتلت 180 امراة. وقتل ايضا 15 كادرا من الطواقم الطبية و 12 صحافيا.
* النسبة الاكبر من الشهداء تراوحت اعمارهم ما بين 19 و29 52 في المئة
* 19 شهيدا داخل "الخط الاخضر" في ما عرف ب"هبة الداخل"، ومقتل 12 من غير الفلسطينيين.
الاسرى
* كشفت الانتفاضة وجود منشأة اعتقال وتعذيب سرية تحمل الرقم 9113 او "غوانتانامو الاسرائيلي". وهي منشأة لا تخضع لاي جهة رسمية، حيث "يختفي" اشخاص في زنازين ينعدم الضوء فيها او التهوية او الحمامات، ولا تزيد مساحتها عن 1,25 متر مربع، ويخضعون الى شتى انواع التعذيب خلال التحقيق.
* بسبب حملات الاعتقال اليومية، تجد المؤسسات الانسانية صعوبة بالغة في تحديد العدد الحقيقي للاسرى. وتشير احصاءات مؤسسة الضمير لرعاية الاسير الى ان اسرائيل اعتقلت ما يقارب 28 الف فلسطيني على مدى السنوات الثلاث الماضية، بمن فيهم الاسرى في مراكز التحقيق.
* يقبع الان في السجون ما يزيد عن 5330 معتقلا، بينهم 12 امراة و 11 فتاة و350 اسيرا تحت سن ال 18. وثمة 1500 اسير ينتظرون المحاكمة، في حين حكم 300 اسير بالمؤبد، ثلاثة منهم امضوا اكثر من 25 عاما خلف القضبان.
* اساليب التعذيب المستخدمة ضد المعتقلين خلال السنوات الثلاث الماضية هي: الشبح والضغط اي استمرار جلسات التحقيق بشكل متواصل ومكثف ويشارك فيها بين 2 و6 محققين، وقد تصل الى 20 ساعة، اضافة الى العزل والحرمان من زيارة المحامي، والحرمان من النوم والسب والتهديد بايذاء افراد العائلة .
* انتزعت سلطات السجون معظم مكتسبات الاسرى خلال نضالاتهم المتراكمة. وباتت اجراءات التفتيش الجسدي والمهين طقسا يوميا، اضافة الى تزايد عدد المعتقلين المرضى وحرمانهم من العلاج.
* افتتحت اسرائيل معسكرات اعتقال جديدة خلال الانتفاضة لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الاسرى، بما في ذلك معسكر "عوفر" القريب من رام الله والنقب كتسعوت الصحراوي.
* المعتقلون والاسرى يشملون قادة سياسيين كان لهم دور فاعل في الانتفاضة كالنائبين مروان البرغوثي وحسام خضر والشيخ حسن يوسف. وتنوي اسرائيل محاكمة هؤلاء على انهم "مجرمون".
"سابقتان خطيرتان"
* السابقة الاولى: في اطار "صفقة" لرفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات بعد الاجتياح العسكري الاسرائيلي اواخر اذار مارس عام 2002، احتجز في سجن في غزة الامين العام للجبهة الشعبية واربعة من كوادرها وهم متهمون بالتورط في اغتيال الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي، اضافة الى احد موظفي السلطة الذي تتهمة اسرائيل بالضلوع في صفقة سفينة الاسلحة "كارين ايه".
* السابقة الثانية: ابعاد 13 فلسطينيا من ارضهم لمدة محددة انتهت صلاحياتها ولم يعودوا بعد في مقابل فك الحصار عن كنيسة المهد.
* صادقت المحكمة العليا الاسرائيلية على سلسلة من "القوانين" التي تنتهك القانون الدولي، منها "تشريع" ابعاد المواطنين من الضفة الى قطاع غزة، بمن فيهم افراد عائلات الناشطين في اطار العقوبات الجماعية التي تشمل هدم المنازل، خصوصا منازل عائلات الاستشهاديين.
* دمرت اسرائيل اكثر من 15 الف منزل خلال الانتفاضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.