خلصت لجنة التحقيق الاميركية في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 الى ان مسؤولي الادارة الاميركية افتقدوا الاستعدادات المناسبة "من النواحي كافة" لمواجهة الاعتداءات. وجاء ذلك في اليوم الثاني والاخير من جلسات الاستماع العلنية لشهادات مسؤولي ادارة الطيران الفيديرالي وقيادة الدفاع الجوي في اميركا الشمالية والتي اندرجت ضمن الجلسات الاخيرة الممهدة لنشر التقرير النهائي المرتقب في موعد غير محدد، بحسب رئيس اللجنة توماس كين. وعكس ذلك تراجع اللجنة عن الموعد المعلن لاصدار التقرير في 28 تموز يوليو المقبل. وعززت الشهادة التي ادلى بها رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز هذه الخلاصة، بعدما اوضح ان تدريبات الدفاعات الجوية استبعدت عمليات خطف الطائرات في الداخل كما استبعدت استهداف مواقع عدة دفعة واحدة. وأشار الى ان احداً لم يتوقع استخدام طائرات في عمليات انتحارية انطلاقاً من انها لم تحصل منذ الحرب العالمية الثانية على ايدي اليابانيين. ولم يخفِ مايرز عدم تعامل هيئة اركان الجيوش الاميركية بجدية كبيرة مع تحذيرات الاستخبارات في شأن حصول اعتداءات، "كونها حددت اهدافاً لا يمكن تهديدها بحسب المنطق، على غرار البيت الابيض ومقر وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي، وناقضت الوقائع السابقة المقترنة بخطف طائرات من دون استخدامها كسلاح". وأعلن مايرز انه لم يبلغ بصفته نائباً لرئيس هيئة الاركان وقتذاك بتسلم القيادة العليا للجيش تقريراً من الرئيس جورج بوش صيف عام 2001، حذر فيه من استخدام تنظيم "القاعدة" طائرات مخطوفة لتدمير مبانٍ ومنشآت او حتى بإعتقال زكريا موسوي قبل الاعتداءات، الامر الذي زاد تكهنات بحصول الاعتداءات انطلاقاً من تلقيه دروساً في الطيران داخل البلاد. تأخر زمني في التحقق والرصد وعرضت اللجنة جدولاً مفصلاً لسلبيات التأخر الزمني في تحديد اهداف المقاتلات الاميركية في مواجهة الطائرات الاربع المخطوفة في ظل عجزهم عن تأكيد اختطافها ورصد وجهتها، ما عكس ايضاً فشل التواصل والتنسيق بين هيئة الاركان وادارة الطيران الفيديرالي. وعزت اللجنة التأخر الزمني الى آلية التحقق والرصد غير المناسبة في يوم الاعتداءات، مما حتم اطلاق محاولة فاشلة لخلق دفاع في اللحظة الاخيرة من دون اسس واضحة وركائز تستند الى خبرات عملية وتدريبات فاعلة. وكشف الجنرال رالف ابيرهارت ان الاجراءات المتوافرة حالياً في الدفاعات الجوية على صعيد كمية الرادارات الموجودة وعدد المقاتلات تزيل اي تأخير في مواجهة تهديدات جوية. وقال: "نستطيع اتخاذ قرار اسقاط اي طائرة في فترة 17 دقيقة فقط وتنفيذ ذلك في ثماني دقائق". تسجيلات لعطا والجراح على صعيد آخر، عرضت لجنة 11 ايلول، تسجيلات صوتية لاحاديث تبادلها قائد مجموعة الخاطفين المصري محمد عطا مع ركاب الطائرة رقم 11 قبل اصطدامها بأحد برجي مركز التجارة العالمي. وتوجه عطا الى الركاب بالقول: "لازموا اماكنكم. سيكون كل شيء على ما يرام"، وأضاف: "اهدأوا ولا تبادروا الى اي حركة يمكن ان تعرضكم والطائرة للخطر". والتقط مراقبو مطار بوسطن التسجيل الصوتي حيث اقلعت الطائرة، وتلاه بعد عشر دقائق تسجيل آخر اعلن فيه عطا ان الطائرة ستعود الى بوسطن. وكشفت اللجنة ان قيادة الدفاع في نيويورك لم تتبلغ بمضمون كلمات عطا الا قبل تسع دقائق من اصطدام الطائرة بمبني مركز التجارة العالمي، في حين اقلعت مقاتلتان من قاعدة ماساشوسيتس الجوية قبل عشر دقائق من اصطدام الطائرة الثانية التي انطلقت من بوسطن ايضاً، بالبرج الجنوبي لمبنى مركز التجارة العالمي، علماً ان قيادة الدفاع الاميركي الشمالي اكدت تلقيها نبأ الاختطاف بعد تفجير الطائرة الثانية. وأكدت اللجنة ان الطائرة الثالثة التي حملت الرقم 77 وأقلعت من مطار "دولز" في واشنطن، تفادت رصد وجهتها طيلة 36 دقيقة، على رغم انها انحرفت عن مسارها الاصلي قبل عشر دقائق من اصطدامها بمبنى البنتاغون، في حين أوضحت قيادة الدفاع الاميركي الشمالي بأنها لم تتبلغ بإختطافها. وتضمن تسجيل صوتي آخر للطائرة الرابعة ابلاغ اللبناني زياد الجراح الركاب بوجود قنبلة على متن الطائرة التي ستعود الى مطار نيوارك. وتبلغت ادارة الطيران الفيديرالي بالخطف بعد ست دقائق من تلقي التسجيل الصوتي، لكن اي امر عسكري لم يصدر في شأن اعتراضها. بوش: "سيدفع احدهم الثمن" الى ذلك، نقل التقرير عن الرئيس الاميركي جورج بوش قوله بعد ابلاغه بالهجوم الارهابي على الولاياتالمتحدة: "اننا في حرب. وسيدفع احدهم الثمن". وجاء ذلك بعد 19 دقيقة من صدم اول طائرة خطفها قراصنة "القاعدة" اول برج في مركز التجارة العالمي. وكان الرئيس يزور صفاً مدرسياً في فلوريدا حيث كان التلامذة يقرأون بصوت عالٍ امامه. وأبلغه امين عام البيت الابيض اندرو كارد بتكتم ان طائرة اخرى صدمت البرج الثاني. وكتب واضعو التقرير ان "الرئيس شعر بأن عليه ان يوحي بالقوة والهدوء ويتصرف في شكل لا تلمس البلاد رد فعل مذعوراً في وقت ازمة". وبقي بوش في الصف خمس او سبع دقائق، ثم اتصل هاتفياً بنائبه ديك تشيني الذي طلب منه بحزم عدم العودة بسرعة الى واشنطن.