أنهت وحدة مكافحة الارهاب في قوات الأمن الخاصة السعودية، ظهر أمس، عملية خطف الطائرة الروسية بعد 15 ساعة من هبوطها في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة. واقتحمت عناصر الوحدة الطائرة الروسية في الساعة الثانية عشرة والربع بالتوقيت المحلي، بعدما رفض خاطفوها اطلاق بقية الرهائن وطلبوا تزويد الطائرة وقوداً للاقلاع ثانية. سيطرت العناصر السعودية على الطائرة خلال 3 دقائق، وقتلت أحد الخاطفين الذي طعن احدى المضيفات المحتجزات بسكينه، ما أدى الى وفاتها وهاجم خاطف آخر مضيفة ثانية كان يحتجزها وتسبب لها بجروح. وقبضت القوة المقتحمة على الخاطف الثالث في حين قتل راكب تركي كان محتجزاً على الطائرة. وكانت السلطات السعودية شكلت فريقاً للتفاوض مع خاطفي الطائرة الشيشانيين الثلاثة، وحاول الفريق اقناع الخاطفين بإطلاق جميع الرهائن ال175 الذين كانوا على متن الطائرة التي اختطفت بعد اقلاعها ظهر أول من أمس من مطار اسطنبول في رحلة الى موسكو. ونجح الفريق التفاوضي السعودي في اقناع الخاطفين باطلاق نحو 38 راكباً في حين تمكن خمسة عشر راكباً آخر من الهرب ليل أول من امس بالقفز من الباب الخلفي للطائرة. وبعدما أطلق الخاطفون سراح خمسة من الرهائن صباح امس طالبوا بالوقود للاقلاع مرة ثانية ربما الى افغانستان فرفضت السلطات السعودية طلبهم واتخذت قرارها باقتحام الطائرة، وهو ما نفذته وحدة مكافحة الارهاب بنجاح وبأقل الخسائر ثلاثة قتلى وجريحين ومن دون تدخلات أو مساعدات من أي جهات خارجية. واكد الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي ان القوات السعودية الخاصة هي التي قامت باقتحام الطائرة واجلاء الركاب والملاحين "من دون مشاركة أي جهات أخرى" ونفى ما تردد عن أن قوات سعودية تدربت على طائرة مشابهة للطائرة الروسية المختطفة ارسلتها الحكومة الروسية قبل عملية الاقتحام. وأوضح الأمير نايف ان الرياض رفضت عرضاً روسياً لارسال فرقة خاصة لاقتحام الطائرة وتخليص الرهائن. وبعد انتهاء عملية اقتحام الطائرة ومعالجة الجرحى وتقديم التسهيلات والمساعدات لركاب الطائرة المحررين بدأت السلطات السعودية تحقيقاتها. وكان ركاب الطائرة الروس استعدوا ليلة أمس لمغادرة السعودية عائدين الى بلادهم على متن طائرة روسية سمح لها بالهبوط في مطار المدينةالمنورة لنقلهم. أكدت موسكو ان اقتحام الطائرة الروسية تم بموافقة الجانب الروسي وبناء على "توصيات" من اجهزة الأمن الفيديرالية. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان الرئيس فلاديمير بوتين، الذي قطع اجازته وعاد الى موسكو لمتابعة تطورات الحادث، أوعز ببذل قصارى الجهود للحيلولة دون مغادرة الطائرة مطار المدينةالمنورة. وأضاف ان "الاقتحام تم بموافقة الجانب الروسي"، وان موسكو تطالب بتسليم الخاطفين لمحاكمتهم في روسيا. وأشار الجنرال اوليغ اكسيونوف الناطق باسم وزارة الداخلية الروسية الى ان وزير الداخلية فلاديمير روشايلو كان حذر سلطات انقرة من احتمال قيام شيشانيين يقيمون في تركيا بعمليات ارهابية وخطف طائرات، وسلمها قائمة بأسماء مطلوبين. وفي رد غير مباشر على مطالبة موسكو بتسليم الخاطفين أصدرت السفارة السعودية لدى روسيا بياناً أبدت فيه استنكار المملكة "الارهاب والعمليات الارهابية ومنها خطف الطائرات". إلا أنها اعتبرت ان الحديث عن مصير الخاطفين سابق لأوانه. واعتبر النائب الأول لوزير الخارجية الكسندر افدييف ان موضوع تسليم الخاطفين الى روسيا "سيكون محفوفاً بمصاعب"، مشيراً الى ان البلدين لا يرتبطان باتفاق في هذا المجال. لكنه أعرب عن أمله في "إرادة سياسية سعودية تنطلق من علاقاتنا الودية". واتهم افدييف أ ف ب"الانفصاليين الشيشان" بالمسؤولية عن خطف الطائرة الروسية. ونفى الشيشانيون اشتراكهم في العملية. الى ذلك، اشارت وكالات الانباء الروسية الى تأخير اقلاع طائرة روسية تقل 80 رجل أمن كان من المقرر ان تغادر موسكو الى مطار المدينةالمنورة لاصطحاب الرهائن.