أوصت دراسة سعودية باستخدام وإضافة العوازل الحرارية، لخفض استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني الحكومية بنسبة لا تقل عن 25 في المئة، وبالتالي خفض قيمة الاستهلاك في كل هذه المباني بنحو 1.2 بليون ريال سنوياً. وذكرت الدراسة، التي تحمل عنوان"الجدوى الاقتصادية من تطبيق العزل الحراري في المباني الحكومية القائمة"، وأجرتها"مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية"، ان قيمة استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني الحكومية في عام 2001 وصلت إلى نحو 4.9 بليون ريال. وأوضحت ان استهلاك الطاقة من أجهزة التكييف يشكّل نحو 75 في المئة من الطاقة الكهربائية المستهلكة في المباني، فيما تصل نسبة استهلاك المباني الحكومية من الطاقة إلى 17 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية في البلاد. وعزت الدراسة أسباب زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية في السعودية خلال الأعوام الماضية، والذي وصل إلى 26241 ميغاواط خلال 2003 بالمقارنة مع 1140 ميغاواط في عام 1976، إلى النمو الاقتصادي والاجتماعي والظروف المناخية الحارة، بالإضافة إلى غياب التشريعات والأنظمة التي تفرض تطبيق أساليب الاستخدام الأمثل لتوفير الطاقة. ولفتت إلى أن استخدام العوازل الحرارية يؤدي إلى تخفيضات"جوهرية"في الحد الأقصى للتبريد، ويسمح باستعمال أجهزة التكييف ذات السعات التبريدية الأقل، ما يؤدي بالتالي إلى تقليل رأس المال المستثمر في شراء أجهزة التكييف. كذلك أكدت الدراسة انه مع استخدام وسائل ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، مثل العوازل الحرارية، والأجهزة المتقدمة في التحكم في أنظمة التكييف، والخزانات الباردة لإزاحة أحمال التكييف، والمصابيح الموفّرة، بات من الممكن مضاعفة الوفر الناتج مرات عدة، ما يساهم في استرداد رأس المال المستثمر في استخدام الطاقة خلال أربع سنوات، ويصبح بالتالي لدى الدولة مبان حكومية"ذات نظام فعال للطاقة". وأشارت إلى أهمية الترشيد في استخدام الطاقة الكهربائية، حيث يتوقع أن تصل قدرات توليد الكهرباء المطلوبة في المملكة بحلول سنة 2023 إلى نحو 66400 ميغاواط، وذلك لمواجهة الطلب على الطاقة، في حين ان هناك حاجة لإنشاء شبكات نقل وتوزيع خلال الفترة الزمنية نفسها، بتكاليف تصل إلى نحو 340 بليون ريال. وعلى رغم أهمية العوازل الحرارية اقتصادياً على مستوى المستهلكين، إلا ان هناك بعض الأسباب التي تمنع هؤلاء من استخدامها في المنشآت السكنية والتجارية، منها نقص الوعي لديهم بأهمية العوازل الحرارية، وعدم ثقة بعضهم بنسبة نجاح هذا النظام، وتخوف أصحاب المباني الكبيرة من الكلفة الزائدة عليهم نتيجة إضافة العازل الحراري، وغياب الآليات المناسبة والأنظمة الملزِمة للمواطنين بتطبيق العزل الحراري. لذلك، توصي الدراسة بتشجيع المستهلكين على إضافة العوازل الحرارية للمباني، عن طريق مساهمة مقدّم الخدمة،"الشركة السعودية للكهرباء"، والمصارف والقطاع الخاص، بتقسيط قيمة العزل للمستهلك ضمن الفاتورة الاستهلاكية الشهرية. ونبّهت إلى ضرورة تبني خطة قصيرة الأمد للعمل على إيجاد السبل والآليات التنفيذية التي تمكّن الجهات الحكومية من عزل مبانيها ووضع برنامج زمني لتنفيذ ذلك.