قضت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس بالسجن 15 سنة مع الأشغال الشاقة لعضو في تنظيم "القاعدة" هو موفق عدوان، على رغم أنه قُتل في آذار مارس الماضي أثناء تبادل للنار مع الشرطة في عمّان. وأصدرت الحكم ذاته غيابياً بحق مؤسس جماعة "أنصار الإسلام" في شمال العراق، نجم الدين فرج أحمد المعروف ب"الملا كريكار"، بعدما دانتهما ب"التآمر لتنفيذ اعتداءات إرهابية" في الأردن، عبر تنظيم شبكة من 15 عنصراً، بينهم 6 قتلوا في العراق العام الماضي. الموقوف الوحيد في هذه القضية أحمد الرياطي جاءت عقوبته مخففة، إذ حُكم بالسجن سبع سنوات ونصف سنة "كونه رب أسرة، ولمنحه فرصة لإصلاح نفسه"، وفقاً لقرار المحكمة. وحُكم ثمانية متهمين غيابياً بالسجن 15 سنة، في حين اسقطت المحكمة دعوى الحق العام عن 6 متهمين قتلوا اثناء هجوم أميركي على معسكر تابع ل"أنصار الإسلام" في شمال العراق، في آذار العام الماضي، وهم محمد قطيشات ومنذر أبو شما وشحادة الكيلاني ومعاذ النسور وجمال العتيبي وعبدالهادي دعمس. ولوحظ أن الأحكام لم تستثنَ المتهم موفق عدوان الذي قُتل أثناء دهم الشرطة منزلاً تحصن فيه أربعة متهمين في عمّان قبل ثلاثة أشهر. وأوضحت مصادر قضائية ل"الحياة" ان "الادعاء العام التابع لمحكمة أمن الدولة لم يتلقَ بعد شهادة وفاة خاصة بهذا الرجل"، الذي كان الساعد الأيمن لعضو "القاعدة" عزمي الجيوسي، الموقوف منذ نيسان ابريل الماضي، اثر احباط السلطات الأردنية مخططاً كان يقوده لمهاجمة مبنى الاستخبارات العامة في عمّان بمواد كيماوية. وقال رئيس المحكمة القاضي العسكري فواز البقور إن المتهمين ينتمون إلى تنظيمي "القاعدة" و"أنصار الإسلام" و"اتحدت ارادتهم على ضرب المصالح الأميركية والإسرائيلية في شتى بقاع العالم، كما اتفقوا على الاعتداء على السياح الأجانب ورجال الأجهزة الأمنية في الأراضي الأردنية". وأظهرت لائحة الاتهام أن معظم المحكومين في القضية أقام علاقات مع أحمد فضيل الخلايلة المعروف ب"ابي مصعب الزرقاوي" وتلقى ثمانية منهم تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات في أفغانستان. في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية أن شقيقين ينتميان إلى عصابة منظمة، فرّا أمس من رجال الأمن أمام قاعة محكمة جنوب عمّان، بعدما تدخل أشخاص في فك اسرهما، وتبادلوا النار مع رجال أمن. وأوضحت أن شريف الصمادي انتزع سلاح رجل أمن وأطلق النار عليه بعدما طلب منه تخفيف القيد على معصميه، وفر شريف وشقيقه أحمد بسيارة كانت تنتظرهما خارج المحكمة، فيما شنت السلطات حملة واسعة لمطاردتهما.