قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن التاريخ سيثبت صحة القرار الذي اتخذته بريطانيا المشاركة في الحرب على العراق، والذي تسبب في تراجع شعبيته وخسارة حزبه الانتخابات التي جرت أخيراً. وأضاف بلير في مؤتمر صحافي عقده في مقر الحكومة البريطانية أمس قبل اسبوعين من نقل السلطة الى العراقيين في 30 من الشهر الجاري "ادرك المشاعر القوية التي اثارتها الحرب، ولكن في موقع القيادة عليك ان تتخذ القرار الذي تعتقد بأنه سليم بالنسبة الى البلد، ولا يتوافق ذلك عادة مع الموقف الشعبي... أعتقد بأننا كنا محقين في استخدام العمل العسكري لإطاحة صدام حسين من السلطة، ومع مرور الوقت سينظر الى هذا القرار على انه القرار الصائب". وأقر بلير مجدداً بأن مسألة العراق أثرت على نتائج الانتخابات المحلية وانتخابات البرلمان الاوروبي في بريطانيا الاسبوع الماضي والتي خسر فيها حزب العمال الذي يتزعمه اكثر من 475 مقعداً في المجالس المحلية وتراجع الى درجة كبيرة خلف حزب المحافظين المعارض في انتخابات البرلمان الاوروبي. وأكد أن الحرب على العراق "قضت على مصدر خطر عالمي". وقال: "اعتقد بأن الدول المارقة والارهاب وأسلحة الدمار الشامل هي مصادر التهديدات الامنية في القرن الحادي والعشرين وعلينا مواجهتها". وأعرب عن تأييده تسليم الرئيس صدام إلى الحكومة العراقية الموقتة لمحاكمته خلال اسبوعين بعد أشهر من اعتقاله، مؤكداً أهمية ان تحاكمه حكومة عراقية. ودافع كذلك عن رئيس الوزراء العراقي الجديد اياد علاوي ووصفه بأنه "وطني" يخدم بلاده. وذلك وسط تقارير صحافية عن تعاونه مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي في التسعينات. ورداً على سؤال عما اذا كانت القوات الغربية بتعيينها علاوي زرعت "جاسوساً" في العالم العربي، قال بلير "ليس من العدل تماما ان يأخذ الناس على شخص مثل علاوي انه كان على اتصال مع الحكومة البريطانية والاميركية خلال فترة منفاه". ووصفه بأنه "شخص وطني... ويحاول ان يبذل كل ما في وسعه من أجل وطنه". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ذكرت الاربعاء الماضي ان علاوي كان يعمل تحت ادارة "سي آي اي" وانه كان يدير منظمة نفذت حملة تخريب في العراق في التسعينات لإطاحة صدام.