اعتبر الرئيس العراقي غازي عجيل الياور أمس أنه من "الضروري" ارسال قوات متعددة الجنسية الى العراق للمشاركة في عمليات حفظ الأمن، مشدداً على ضرورة ان تحترم تلك القوات حقوق الانسان العراقي وأن لا تكون من دول الجوار. وأشاد بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر واعتبر قراره خوض الحياة السياسية موقفاً ذكياً، لكنه طالبه بتبرئة نفسه من التهمة الموجهة إليه. وقال الياور في مؤتمر صحافي: "نحتاج الى قوات متعددة الجنسية من الدول العربية والاجنبية باستثناء دول الجوار" للمشاركة في عمليات حفظ الامن. وأضاف: "نريد ان تحترم هذه القوات حقوق الإنسان وأن لا تكون كرنفالاً أو مهرجاناً في ان يتم ارسال من كل بلد خمسين شخصاً". وتابع: "لا نريد أن يكون وجود هذه القوات صورياً أو إعلامياً فقط". وزاد: "اننا نتطلع الى اليوم الذي نشد على أيدي أصدقائنا ونودعهم في مطاراتنا للسفر الى بلدانهم لكن في الوقت الحالي ولغياب القوى الأمنية العراقية الكافية، فإننا نحتاج الى القوات متعددة الجنسية". وأوضح ان "الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش مهتم جدا بأن ننمي قدراتنا العراقية لحفظ الأمن ليتمكنوا من سحب قواتهم من العراق". وأكد أنه "من دون الأمن لا نستطيع تحقيق الديموقراطية والانتخابات وإعادة الإعمار في العراق لذلك، فإن من أولويات الحكومة العراقية الموقتة استعادة الامن في العراق". واعتبر ان "من يقوم بالهجمات الارهابية يريد اطالة أمد بقاء القوات الاجنبية". وفيما إذا كانت الحكومة العراقية تفكر في فرض حال الطوارئ في البلاد، قال الياور: "اعتقد بأننا نتجه الى الديموقراطية، وإعلان الطوارئ غير وارد، لكن إذا اضطررنا سيكون هذا الموضوع مجالاً للبحث". ودعا إلى تأهيل قوات الأمن العراقية لتكون قادرة على تولي حفظ الامن في البلاد، وقال إن "القوات الأمنية العراقية هي الأقدر على ذلك بسبب اللغة والسجية لذلك فإن من الضروري إعادة تأهيلها". ترحيب بتحرك الصدر وأكد الياور أن الوقت لم يفت كي يلقي الصدر سلاحه ويكون موضع ترحيب في الساحة السياسية. ورحب بقراره الأخير تأسيس حزب سياسي يمكن أن يشارك في أول انتخابات ديموقراطية في العراق العام المقبل. وتابع انه كان يقول دوماً إنه لو كان مكان الصدر، فسيحاول دخول الساحة السياسية بدلاً من حمل السلاح، مؤكداً أن للصدر مؤيديه ودوائره الانتخابية، وعليه الانخراط في العملية السياسية، مشيراً إلى أن تحركه "ذكي". وبدأ الصدر قبل شهرين انتفاضة ضد الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة، لكنه وافق في وقت سابق هذا الشهر على هدنة في مدينتي النجف وكربلاء تحت ضغوط من كبار علماء الدين الشيعة الذين هالهم القتال الدائر قرب المزارات المقدسة. وطالب الياور الصدر بتبرئة نفسه من التهم الموجهة إليه، فهو "بريء حتى تثبت إدانته، ويمكنه دخول الساحة السياسية العراقية بمجرد أن يحل ميليشيا جيش المهدي". وقال الياور إن معظم أعضاء القيادة الجديدة في العراق كانوا زعماء ميليشيا سابقين، لكنهم يحلون ميليشياتهم ويتحولون إلى زعماء عراقيين، مشيراً إلى أن الصدر يستطيع عمل الشيء نفسه، وأن الوقت ليس متأخراً بالنسبة لأحد في العراق.