وضع الرئيسان الأميركيان الحالي والسابق اختلافهما السياسي جانباً ليمتدح أحدهما الآخر خلال استقبال جورج بوش سلفه بيل كلينتون وزوجة الاخير هيلاري، في البيت الأبيض لمناسبة إزاحة الستار عن لوحتي بورتريه للزوجين الرئاسيين السابقين، رسمهما للمرة الأولى في تاريخ البيت الأبيض فنان أميركي من اصل أفريقي هو سيمي كنوكس. في غضون ذلك، رفض البيت الأبيض التعليق على معلومات عن طلب بوش من البابا التدخل لدى الأساقفة الأميركيين لتعزيز حظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. استقبل الرئيس الأميركي جورج بوش سلفه بيل كلينتون في حفلة أقيمت في الجناح الشرقي من البيت الأبيض، مبدياً إعجابه الشديد به. وقال بوش: "فعلت السنوات الكثير لتبلور قوة هذا الرجل". وأضاف ان كلينتون "اظهر طاقة هائلة وشخصية رائعة"، خلال توليه الرئاسة وقبلها منصب مدعي عام. لكن بوش لم يستطع تحاشي اللغط في شأن مذكرات كلينتون التي ستطرح في الأسواق في 22 الشهر الجاري بعنوان "حياتي". وبعدما أثنى على سلفه واقتفى اثر رحلته من مدينة هوب في ولاية اركنساو إلى البيت الأبيض، قال: "يمكنني أن أخبركم اكثر عن قصته، لكنها ستخرج إلى النور في المكتبات الراقية في أنحاء الولاياتالمتحدة". وردّ كلينتون مشيراً في دعابة إلى الرسوم الساخرة ذات الطابع السياسي التي تناولته. وركز على تأملاته الشخصية. وقال: "في النهاية يربط بينا هذا النظام العظيم الذي يسمح لنا بالحوار والنضال والقتال من أجل ما نعتقد انه صواب. ويشرفني أنني جزء صغير منه". وشكر خلفه لكرمه، معترفاً بتردده قبل العودة إلى البيت الأبيض للمرة الأولى منذ انتهاء ولايته. وقال: "سيدي الرئيس، انتابتني مشاعر مختلفة قبل مجيئي، ولم يؤكدها سوى ما قلته الآن. أشعر كما لو أنني جزء صغير سيدخل التاريخ". ثم انتقل للحديث عن قسوة السياسة وتحدث عن مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي أس" تناولت كتابه، قال فيها إن كل السياسيين الأميركيين من جمهوريين وديموقراطيين، محافظين وليبراليين، "كانوا طيبين، نزيهين، قاموا بما رأوا أنه صحيح"، متمنياً أن يعيش ليرى السياسة الأميركية "تعود لتجادل على ما هو صحيح وخطأ لا على ما هو جيّد وسيئ". أما السناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون، فبدت منسجمة مع زوجها، على رغم الجفاء الذي أبعد بينهما منذ فضائحه الجنسية. وامتدحها بوش لأنها "كرست نفسها للخدمات العامة"، بعدما انتقدها قبل مدة ل"عدم مسؤوليتها" عندما قالت إنه كان على علم مسبق باعتداءات أيلول. كتاب كلينتون وتصدّر كتاب مذكرات كلينتون لائحة الكتب الأكثر مبيعاً عبر شبكة الإنترنت، لتنفد كل نسخه البالغ عددها 1.5 مليون، قبل أسبوع من طرحه في الأسواق. وتقدم كتاب "حياتي" الذي يقع في 900 صفحة على كتابين عن الرئيس السابق رونالد ريغان الذي توفي أخيراً. وحصل كلينتون على عشرة ملايين دولار لقاء كتابه. بوش والبابا والحملة الانتخابية على صعيد آخر، رفض الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان تأكيد أو نفي معلومات تحدثت عن طلب الرئيس بوش على هامش لقائه مع البابا يوحنا بولس الثاني الاسبوع الماضي، أن يتدخل لدى الأساقفة الأميركيين تمهيداً للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال ماكليلان إن بوش والكاردينال أنجيلو سودانو المسؤول الثاني في الفاتيكان "ناقشا مسائل عدة تثير قلقهما". وكانت المجلة الكاثوليكية الأسبوعية "ناشونال كاثوليك ريبورتر" نشرت أن بوش طلب من سودانو التدخل لدى الأساقفة الأميركيين ليكونوا اكثر حدة في انتقادهم لمسائل مثل الزواج بين مثليي الجنس التي يدينها البيت الأبيض. وأضافت المجلة نقلاً عن مسؤولين في الفاتيكان لم تحددهم، أن بوش أوضح لسودانو أن "كل الأساقفة الأميركيين ليسوا معه" وطلب مساعدة الفاتيكان، من دون أن يحصل على رد. يذكر أن بوش الذي يتبع المذهب المنهجي، سيواجه في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، الديموقراطي الكاثوليكي جون كيري الذي يعارض زواج مثليي الجنس، لكنه خلافاً لبوش لا يرغب في منع إدراج هذا الشكل من الزواج في الدستور الأميركي.