أكدت مصادر امنية عراقية، انها ترصد منذ نحو ثلاثة أشهر نشاطا لرجال يعتقد بأنهم ضباط في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد، يتخفون خلف واجهات تجارية وصناعية وشركات مقاولات. واعتبرت ان "ليس من باب التكهن القول ان النشاط الاسرائيلي في العراق أضحى أوضح من ان تحاول جهات التستر عليه". وقالت ان عدد الشركات الاسرائيلية العاملة في العراق بات يتجاوز 150 تعمل تحت ستار شركات غربية وعربية. وقالت ان "جسراً جوياً من اسرائيل الى بغداد يواصل نقل الكثير من الشحنات المتعددة الاغراض لحساب جهات منها عسكرية وشركات مدنية تعمل ضمن المجهود العسكري الاميركي، وقسم لحساب شركات تجارية تعمل في القطاعات المدنية العراقية او لحساب تجار عراقيين". واستنتجت المصادر من نداء وجهه رجل الاعمال الاسرائيلي بينى نمؤون الى التجار ورجال الاعمال الاردنيين لفتح الطريق امام تدفق البضائع والخبرات والشركات الاسرائيلية الى العراق، ان وسائل النقل الجوية والبحرية لم تعد كافية لتغطية حجم الصادرات الاسرائيلية الى العراق. ورأت مصادر تجارية عراقية، ان اسرائيل "تخطط من اجل المستقبل في علاقاتها مع العراق وليس لاهداف مرحلية، واذا كان لاميركا هدف أو اثنان في هذا البلد، فلاسرائيل عشرات الاهداف، ولن تترك الفرصة السانحة تذهب هدراً". مصدر امني رفيع المستوى يذكر بأن الوجود الاسرائيلي في العراق "له تاريخ يمتد لاكثر من ثلاثين سنة، إذ بدأ موساد تأسيس قواعد في محافظات السليمانية واربيل ودهوك، ووصل نشاطه الى محافظتي كركوك ونينوى، لكن الاستخبارات العراقية السابقة واجهت نشاطاته وعرقلتها".. يقول احد المواطنين انه فوجئ بزميل دراسة يهودي من المرحلة الثانوية عام 1950 كان يسكن منطقة باب الشيخ، يقف امام محل والده النجار في شارع النهر. واضاف: "بعد استعادة الذكريات بدأ يحدثني عن تدفق اعداد كبيرة من اليهود العراقيين إلى العراق لتفقد املاكهم التي نُهبت بحسب تعبيره، والاتصال ببعض العراقيين المعروفين لليهود وتقديم المساعدات لهم". وأكد المواطن الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان صديقه الاسرائيلي تحدث معه عن مساع اسرائيلية لجعل العراق "نموذجاً يقتدى". وتابع: "عندما قلت له ان هذا تعهد أميركي، رد وهو ضاحكاً باستهزاء: دع عنك الاوهام، فالاميركيون لن يقدموا على أي عمل لا نرضى به نحن". وزاد: "زيارات صديقي اليهودي تكررت. وكان في كل مرة يأتي في صحبة شخص يعرفني اليه. وكنت اسمع منه اخباراً، تتحقق بعد فترة، وكان يحدثني عن نشاطات لليهود في العراق، حيث بدأوا نقل كل تراثهم وموجوداتهم في بابل والحلة والموصل، والعزير في العمارة، حيث قبر النبي عزير".