استكملت امس، انتخابات البرلمان الاوروبي الذي يضم 732 مقعداً، في 19 دولة هي: النمسا وبلجيكا وقبرص والدنمارك وأستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وهنغاريا وايطاليا وليتوانيا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا والسويد وايرلندا الشمالية. وكان الناخبون في بريطانيا وايرلندا وهولندا ومالطا ولاتفيا وتشيخيا السباقين في الادلاء بأصواتهم الخميس الماضي، في حملة اقتراع استمرت اربعة ايام، في ظل مشاركة متدنية عكست لا مبالاة الشارع من جهة، ومعارضة مزيد من الذوبان في الاتحاد الاوروبي من جهة أخرى. ولم تتجاوز نسبة التصويت في هولندا ال39 في المئة، لكنها اعتبرت الاكبر فيها في الاعوام ال15 الاخيرة، فيما لم تتجاوز النسبة ال40 في المئة في بريطانيا. وتوقعت مصادر للإحصاءات ان تسجل في مالطا التي انضمت حديثاً الى جانب تسع دول اخرى الى الاتحاد، نسبة المشاركة الاكثر تدنياً بين الدول ال25 كلها، وانخفاض النسبة في شكل كبير في تشيخيا 27 في المئة ولاتفيا 40 في المئة اللتين عرفتا مصير مالطا ذاته في مواكبة توسع عدد دول الاتحاد من 15 الى 25 دولة في الاول من ايار مايو الماضي. ولا بد من الاشارة الى ان انتخابات محلية تزامنت مع نظيرتها الاوروبية في دول عدة من بينها بريطانياوايطاليا وايرلندا التي شارك مواطنوها في استفتاء في شأن قانون مثير للجدل لمنح الجنسية تلقائياً للذين يولدون على اراضيها من والدين غير مواطنين. نتائج غريبة بسبب التصويت المتدني وظهرت السلبيات المتوقعة لنسبة التصويت المتدنية من خلال الاداء الجيد للاحزاب التي تمثل التيارات المعارضة لمزيد من الاندماج الاوروبي، على غرار حزبي المحافظين والديموقراطيين الاحرار في بريطانيا واللذين تقدما على حزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء توني بلير الذي واجه ايضاً هزيمة نكراء في الانتخابات المحلية الجزئية حيث خسر حزب العمال 464 مقعداً وثمانية مجالس محلية من اصل اكثر من ستة آلاف مقعد في "المجالس المحلية". وعزا وزير الاقتصاد والمال البريطاني غوردون براون وهو الرجل الثاني في حكومة حزب العمال، الهزيمة النكراء الى عامل "انتصاف الولاية" المنطقي، وأقر بأن الحرب على العراق اضطلعت بدور سلبي فيها. قال: "يجب استخلاص العبرة مما حصل والمتمثلة في وجوب العمل بجد اكبر والتفكير في أبعاد ما حصل، "لكنني لا اعتقد ان هذه الهزيمة تعني تقدم حزب المحافظين او اي حزب معارض آخر علينا". وفي السياق ذاته، حصل حزب الديموقراطيين المدنيين في تشيخيا على نسبة 30 في المئة من الاصوات، في مقابل 11 في المئة لحزب الديموقراطيين الاشتراكيين الشريك الرئيس في الائتلاف الحاكم من خلال زعيمه رئيس الوزراء فلاديمير سبيدلا. وفي لاتفيا، اظهرت النتائج الاولية هزيمة الائتلاف الحاكم برئاسة حزب "العهد الجديد" الليبرالي والذي يقوده رئيس الوزراء اينارس ريبسي امام حزب "الحركة من أجل الوطن والحرية". اما في هولندا التي سترأس الاتحاد الاوروبي اعتباراً من تموز يوليو المقبل، فتراجع المسيحيون الديموقراطيون بزعامة يان بيتر بالكينيندي. مؤشرات سلبية لقادة الدول الكبيرة وأغلقت صناديق الاقتراع في اليوم الاخير من الانتخابات امس، على مؤشرات غير ايجابية مماثلة، بالنسبة الى حظوظ الاحزاب الحاكمة في ثلاث من الدول الاربع الكبرى في الاتحاد الاوروبي، وهي: ايطاليا وألمانيا وفرنسا، علماً ان المانيا تتمثل ب99 نائباً في مقابل 78 نائباً لفرنسا وايطاليا. وفي وقت توقع المستشار الالماني غيرهارد شرودر انخفاض نسبة الاقبال، استناداً الى التجارب السابقة وآخرها عام 1999 حين انخفضت النسبة الى 45.20 في المئة فقط، اظهرت النتائج الاولية للانتخابات ان حزب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي" المعارض سيحصل على النسبة الاكبر من الأصوات لكن ليس غالبيتها. واللافت ان الانتخابات الاوروبية لم تثر قدراً كبيراً من الاهتمام او الجدل في الاسابيع الاخيرة، بخلاف الانتخابات المحلية لاختيار مجالس حكم في ست ولايات والتي اجمع حزب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي" على غرار حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" على انها ستحسم تراجع شعبية حكومة شرودر. اسبانيا: التخلص من "تفجيرات مدريد" في المقابل، كان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو احد القادة الاوروبيين القلائل الذين لم يمنوا بخسارة في الانتخابات، في حين حرص حزبه الاشتراكي العمالي على غرار منافسه اليميني الشعبي، على تركيز حملتيهما بعيداً من ذكرى تفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس الماضي والتي قادت الى انقلاب في السلطة لمصلحة الاشتراكيين، ما خالف توقعات فوزهم السهل بها. وبقيت الحصة الاكبر للمقاعد البرلمانية ال54 لاسبانيا وهو العدد ذاته لبولندا المنضمة حديثاً الى الاتحاد الاوروبي، من نصيب الحزبين الكبيرين في مواجهة 31 هيئة سياسية واجتماعية. واكتفت بعض الاحزاب و المجموعات الصغيرة التي اقامت تحالفات بينها بعدد قليل من المقاعد، في حين جانب الحظ احزاب مثل "تجمع العاطلين من العمل" او حزب "مؤيدي تشريع الحشيش"! تصويت اجباري في اليونان وفي الانتقال الى انتخابات البرلمان الاوروبي في بقية الدول، خضع اليونانيون لاجراء التصويت الاجباري، ما جعل نسبة المشاركة مرتفعة وتعارض مع اعتراف المواطنين بعدم اهتمامهم باختيار ممثليهم ال24 للبرلمان، خصوصاً ان الانتخابات الحالية جاءت بعد وقت قصير من الانتخابات العامة في آذار مارس الماضي وأسفرت عن تغيير الحكومة. وفي قبرص التي شاركت للمرة الاولى في الانتخابات، تنافس 59 مرشحاً من مواطنيها على 6 مقاعد. وكان من بينهم مرشح وحيد من القبارصة الاتراك لن يستفيد من تصويت الشطر الشمالي. وخاض الحزب الديموقراطي الحاكم برئاسة تاسوس بابادوبولوس وحزب "اكيل" الشيوعي الانتخابات بحظوظ متكافئة في مواجهة حزب "التجمع الديموقراطي" و"إديك" الاشتراكي المعارضين. وفي سلوفاكيا، افادت أحزاب المعارضة من الارهاق الذي تسببت به الانتخابات الرئاسية الاخيرة والتي استمرت اسبوعين ومن بينها الحزب اليساري وحزب "سمير". وأعلن فوزهما بثلث مقاعد البلاد ال14 في البرلمان الاوروبي.