ينوي العراق بدء تنفيذ مشروع نفطي جديد في جنوب البلاد سيتيح له رفع قدراته التصديرية، في صورة تتماشى مع عملية تطوير الحقول النفطية والغازية ومرافق الانتاج بقصد رفع صادراته من النفط إلى ثلاثة ملايين برميل في السنتين المقبلتين. وتنوي"شركة المشاريع النفطية العراقية"، التي يديرها خبراء عراقيون تابعون لوزارة النفط، بدء المرحلة الأولى من خطة بناء مستودع ضخم للنفط مجدداً في منطقة الفاو، بعد ربع قرن من تدميره خلال الحرب العراقية - الايرانية. وقال وزير النفط العراقي ثامر غضبان ل"الحياة":"سنعيد بناء مستودع الفاو، في مدينة الفاو الساحلية، لبناء خزان نفطي وبطاقة ضخ عالية، وفي صورة تنسجم مع جهود تطوير السعة التصديرية لمرفأي البصرة والعميق النفطيين في الجنوب. وأكد أن هذا المستودع يملك أهمية بالغة للعراق ولدوره في السوق النفطية الدولية وقال:"كان لدينا مستودع قبل الحرب العراقية - الايرانية لكن قصفت خزاناته ودمرت منشآته بالكامل". وسيضم المستودع الجديد أكثر من 30 خزاناً نفطياً ومستودعاً ومحطات ضخ. وقال الغضبان:"مذ خسرنا المستودع فقدنا مرونة التحميل ومعها قدرتنا على الضخ بمعدلات عالية الى مرافئ التحميل. وحالياً نقوم بضخ النفط مباشرةً من الحقول المنتجة الى الناقلات المتوقفة على أرصفة الموانئ". ولفت الى أن التحميل بهذه الطريقة يستغرق وقتاً أطول لأن مدة الضخ مرتبطة بكمية النفط الذي ينتجه الحقل، لا بقدرة الميناء أو الناقلة على استقبال النفط الذي يجري ضخه أو خزنه. وينتج العراق قرابة 2,5 مليون برميل يومياً يتم استهلاك أكثر من 500 ألف برميل منها داخلياً. وتطمح وزارة النفط الى تسريع عملية تطوير الحقول لزيادة الانتاج ورفعه إلى ثلاثة ملايين برميل، بالتزامن مع مشاريع لتوسيع استعمالات الغاز في قطاعي الخدمات والصناعات، بهدف زيادة كميات النفط المتاحة للتصدير. وقال الغضبان:"نحن الآن في مرحلة البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مستودع الفاو... وسنباشر على الفور بناء الخزانات ما أن تصلنا كميات الصفائح الحديد التي تحتاج إليها إقامة الخزانات وسنكمل بعد ذلك ببناء المرحلتين الثانية والثالثة ونصب معدات الضخ والتجهيزات الالكترونية". وأكد أن المستودع سيمنح العراق ميزات كبيرة كان يفتقدها طوال ربع قرن في سوق النفط الدولية ولتسريع عمليات التصدير. وقال:"ستزداد السعة الخزنية لدينا وكذلك مرونة استخدام انواع النفط المختلفة في عمليات التحميل. كما سيسهل المستودع عملية الضخ إلى الناقلات، وسيؤدي إلى تقصير مدة التحميل في الميناءين وهذه العناصر مجتمعة ستسمح لنا برفع معدلاتنا التصديرية والاستفادة بشكل أكبر من مرافئ التحميل ورفع وتيرة تعاقب الناقلات عليها".