قللت الحكومة السودانية من شأن مطالبة مسؤولين أميركيين ومرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة جون كيري بالتدخل في دارفور واعتبرتها "دعاية انتخابية"، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من أن القتال في دارفور يهدد عملية السلام في جنوب السودان. ووصفت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس الأوضاع في دارفور بأنها "كارثة على الأبواب تتحمل الخرطوم مسؤوليتها". واعتبر جون كيري ما يجري في غرب السودان "أكبر كارثة إنسانية في العالم"، وطالب الأممالمتحدة بتحرك سريع حتى لا يتكرر ما حدث في رواندا من مجازر بشرية وتطهير عرقي. لكن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل قلل من شأن اتهامات مسؤولي الإدارة الأميركية ومرشح الحزب الديموقراطي، وقال للصحافيين أمس إن "مسألة دارفور دخلت حمى الانتخابات والمنافسة الأميركية". وأكد أن حكومته لم تتلقَ أي طلب رسمي من الأممالمتحدة أو الولاياتالمتحدة للتدخل العسكري في دارفور. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أمس أن القتال في دارفور سيهدد عملية السلام في جنوب السودان، ونبه في تقرير إلى مجلس الأمن إلى أن انهاء الحرب في دارفور سيكون ضرورياً لنجاح الأممالمتحدة في أداء دورها في المستقبل. وحث أنان مجلس الأمن أن يرسل على وجه السرعة فريقاً استطلاعياً إلى السودان لتقدير احتياجات حفظ السلام، مشيراً إلى أنها ستظهر التزام المجتمع الدولي. وأعلن وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن بأن الأزمة الإنسانية التي وقعت في دارفور غرب السودان "تعتبر أسوأ كارثة إنسانية في العالم اليوم". وأبلغ بن مجلس العموم البريطاني بعد عودته من زيارة سريعة إلى السودان أن الأممالمتحدة تقدر أن أكثر من مليون شخص فروا من ديارهم، وأن أكثر من 130 ألف شخص آخر عبروا الحدود إلى تشاد كلاجئين. من جهة أخرى، افتتح فريق الاتحاد الافريقي لمراقبة وقف النار في دارفور أمس مقره الرئيس في الفاشر، كبرى مدن دارفور، بعدما وصل تسعة من المراقبين إلى الاقليم منذ بداية الأسبوع. وقال رئيس الفريق السفير البوركيني كي دولاي إن الفريق متعدد الجنسية ويتألف من 120 مراقباً، سينشرون في دارفور الأسبوع المقبل ويتمركزون في مدن نيالا والجنينة وكبكابية والطينة. وطالب الحكومة ومتمردي دارفور بالتزام الهدنة.