حذرت الولاياتالمتحدة من كارثة انسانية وشيكة في اقليم دارفور في غرب السودان، اذا لم تفتح حكومة الخرطوم المنطقة امام رجال الاغاثة وتنزع اسلحة الميليشيات الموالية لها بموجب اتفاق لوقف النار. وأكد مسؤولون اميركيون ان واشنطن ستعلق تنفيذ أي تخفيف للعقوبات ضد الخرطوم اذا لم تتم معالجة الأزمة في دارفور. وكانت واشنطن عرضت تخفيفها مقابل التوصل الى اتفاق سلام مع المتمردين الجنوبيين. وجاءت التعليقات الجديدة بعد رفض السودان منح تأشيرات دخول ل28 موظفاً من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية يو اس ايد لزيارة دارفور التي تقول عنها واشنطن ان مليشيات تساندها الحكومة تقوم "بتطهير عرقي" ضد القبائل المحلية. وحذر رئيس الوكالة اندرو ناتسيوس من ان "الغذاء على وشك النفاد، كما ان الظروف الصحية مريعة وبدأ المرض في الانتشار وتزايدت نسبة الوفيات بين الاطفال الى مستويات خطيرة. نحن نواجه موعداً نهائياً هو موسم الامطار. اذا لم نحسم هذا الأمر بحلول نهاية حزيران يونيو فإننا سنواجه وضعاً كارثياً بحلول فصل الخريف". واتهم الحكومة السودانية بإعاقة دخول كميات كبيرة من مواد الاغاثة التي اعدتها الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية في محاولة منها لاخفاء انتهاكات واسعة لحقوق الانسان". وتعتبر الاممالمتحدة ان اعمال العنف التي تحدث في دارفور في حق المدنيين تشكل اسوأ كارثة انسانية في العالم حالياً. وقال نائب مدير الوكالة الاميركية روجر ونتر ان الولاياتالمتحدة ستسعى الى اصدار عقوبات من مجلس الامن. وأضاف: "لا أريد ان استبق الحكم بما سنسعى اليه أو ندعو اليه مرة اخرى لأننا نريد تحركاً ايجابياً من حكومة السودان ولكننا لسنا مستعدين للانتظار الى أجل غير مسمى من أجل هذا". وفي الخرطوم، أكدت الحكومة السودانية مجدداً رفضها استقبال 28 موظفاً في هيئة المعونة الاميركية لزيارة دارفور، على رغم طلب وزير الخارجية الاميركي كولن باول من وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل منحهم تأشيرات. وناقش وزير الدولة في وزارة الخارجية نجيب الخير الامر في الخرطوم امس مع القائم بالاعمال الاميركي جيرارد غالوشي. وقال الخير للصحافيين ان حكومته لا تزال عند موقفها الرافض دخول اي منظمات انسانية إلى دارفور قبل تقدير فريق تابع للامم المتحدة يزور الاقليم حاليا الحاجات الانسانية للسكان. وفي جنيف، قال الناطق بإسم الاممالمتحدة خوسيه لويس دياز ان فريقاً من المحققين المعنيين بحقوق الانسان التابعين للامم المتحدة يجري مقابلات مع الشهود على جرائم زعم وقوعها في دارفور. واوضح ان الوفد المؤلف من خمسة اشخاص قضي يوم أمس في مدينة الفاشر بعدما زار مدينة نيالا وسيتوجه الى مدينة الجنينة قرب الحدود مع تشاد. وأكد فريق الاممالمتحدة في تقرير تسرب مضمونه الاسبوع الماضي ان جرائم ضد الانسانية ارتكبت ضد السكان في اطار "حملة ترويع". وأشار التقرير الذى وضع استناد المقابلات مع لاجئين سودانيين في تشاد الى وقوع حوادث اعدام واغتصاب ونهب. وقال دياز ان المحققين سيقدمون تقريرهم النهائي الاسبوع المقبل الى القائم باعمال مفوض الاممالمتحدة السامي لحقوق الانسان برتراند رامشاران الذى سيرفعه بدوره الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ولجنة حقوق الانسان الدولية.