الطموح المشروع لجماهير كرة القدم الروسية في الانتصارات العالمية أو الأوروبية لم يعد واقعاً أو أملاً قريباً، وتحول إلى حكايات أو أحلام. كرة القدم في روسيا تراجعت كثيراً في السنوات العشر الأخيرة، وبات مجرد الوصول إلى نهائيات البطولة الأوروبية نجاحاً، ولا يرى أحد في روسيا فرصة للفريق لتجاوز الدور ربع النهائي، وإذا تجاوز المنتخب مجموعته إلى الدور الثاني- وهو ربع النهائي - فسيكون المدرب يارتسيف رجلاً خارقاً. وفي غياب الجماهير الروسية التي تملأ مدرجات ملعب العاصمة موسكو يفقد اللاعبون الكثير، وهو يبرر خسائرهم ونتائجهم السيئة خارج ملعبهم، ولم يصدق أحد الخسارة من ألبانيا وغورغيا في التصفيات الأوروبية. وازداد الأمر صعوبة للاعبين الروس بإقامة البطولة في البرتغال خلال شهر حزيران الحار، ولا يطيق اللاعبون المعتادون على الطقس البارد والجليد لأكثر من 9 أشهر في العام درجة الحرارة التي تتجاوز 35 درجة مئوية في معظم أيام حزيران يونيو في اليونان. ولأن اللاعبين يدركون صعوبة مهمتهم ، طالبوا بمستحقاتهم المالية باكراً لضمان العودة من البطولة ببعض الغنائم، وتمسك اللاعبون بالحصول على نصف الدخل الذي سيناله الاتحاد الروسي من نظيره الأوروبي عن المباريات الثلاث، وهو يصل إلى 3.6 مليون يورو إذا خرج من الدور الأول ، ورضخ الاتحاد بالفعل لضغوط اللاعبين وأعلن رئيس الاتحاد فيتشيسلاف كولوسكوف منح اللاعبين طلباتهم إلا في حالة الهزيمة في المباريات الثلاث مع وعد بزيادتها إذا تأهل المنتخب إلى ربع النهائي. والحقيقة المؤكدة للجميع أن المنتخب الروسي ليس مرشحاً للتأهل إلى الدور الثاني وهو أقل المنتخبات ترشيحاً لإحراز اللقب، وكلها أمور قللت جداً من ثقة اللاعبين في أنفسهم ودفعت المدرب يارتسيف إلى تأجيل إعلان قائمته الأساسية للبطولة من كل المنتخبات الأخرى. الطريف أن الفوز الثمين لروسيا على ويلز 1-صفر في كارديف في ختام التصفيات وهو الأول لها خارج ملعبها، وصعد بها إلى النهائيات.. تعرض للتشكيك والاحتجاج من الاتحاد الويلزي بعد ثبوت تعاطي اللاعب الروسي يغور تيتوف للمنشطات وإيقافه من الاتحاد الأوروبي، ولكن الأخير اعتمد النتيجة وصعود روسيا ورفض احتجاج ويلز لعدم وجود أي دليل على تورط الاتحاد الروسي في المخالفة التي ارتكبها تيتوف. حراس المرمى الروسي سيرغي أوفيتشينكوف: من لوكوموتيف موسكو وعمره 33 عاماً وهو حارس المرمى الأول في أوروبا في الموسم الأخير ويطلقون عليه لقب الرئيس، لعب للمنتخب من 11 عاماً واحترف طويلاً في البرتغال ولكن خلافاته كثيرة مع مدربيه. وإيغور أكينيف: من سسكا موسكو وهو أصغر لاعبي المنتخب ولعله الأصغر أيضاً في البطولة ، من مواليد 8 نيسان أبريل 1986 أي أنه أكمل 18 عاماً فقط منذ أسابيع ، عملاق طولاً ولم يلعب أي مباراة دولية. وفياتشيسلاف مالافيف: من زينيت سان بطرسبورغ ، عمره 25 عاماً ولعب أهم المباريات في التصفيات في كارديف ضد ويلز وحافظ على مرماه والغريب أنها أول مباراة دولية له. المدافعون فيكتور أوتوبكو: من ماتورن رامنسكوى ،كابتن الفريق لمدة 11 عاماً وخاض 111 مباراة دولية في 12 عاماً ولعب البطولة الأوروبية في 1992 وعمره 24 عاما. وسيرغي أغناشيفيتش: من سسكا موسكو ، عمره 25 عاماً ويلعب قلب دفاع ويبرع في ضربات الرأس ويتقدم خلف زملائه ويسدد بكفاءة وسجل 3 أهداف في التصفيات. ودميتري سينيكوف: من لوكوموتيف موسكو، يجيد في مركزي الظهير الأيسر أو قلب الدفاع المكلف بالرقابة اللصيقة، يتمتع بقوة هائلة وعمره 28 عاماً. وفاديم إينسيف: من لوكوموتيف موسكو، عمره 28 عاما، ظهير أيمن سريع ومهاجم شجاع ولعب دوراً رئيسياً في مثل خطورة الويلزي غيغر في نهاية التصفيات. ورومان شارانوف: من روبين كازان وعمره 28 عاماً أيضاً ولكنه حصل قبل شهرين على فرصته الدولية الأولى أمام بلغاريا، يلعب في وسط الملعب أيضاً. ألكسندر رانيوكوف: من كريليا سوفيتوف سامارا، لعب أيضاً أمام النمسا مباراته الدولية الأولى ولكنه لم ينفذ تعليمات مدربه جيداً، عمره 24 عاما. وأليكس بوغاييف: من توربيدو موسكو وهو ثاني لاعب ينال فرصته الأولى أمام النمسا واستغلها بإجادة وأثبت اقتداراً في ألعاب الهواء، عمره 23 عاماً. وسط الملعب دميتري الينتشيف: من بورتو البرتغالي ومن أحسن لاعبي أوروبا حاليا، عمره 31 عاماً وخاض 50 مباراة دولية ، ويجمع بين القوة وبذل الجهد بسخاء وبين المهارة العالية والتحرك الواعي، احترف في إيطاليا قبل البرتغال. وألكسندر موستوفوي: محترف في سيلتا فيغو ومن أكبر اللاعبين في الفريق والبطولة، من مواليد 22 آب أغسطس 1968 وسبق الجميع إلى المنتخب في 1990 ضد إيطاليا ولعب 63 مباراة دولية، من أفضل اللاعبين في التمرير واستغلال الفرص. ورولان غوسيف: من سسكا موسكو وعمره 25 عاما، يطلقون عليه لقب بيكهام الروسي وهو يقلده بالفعل شكلاً ولعباً، ويجيد تنفيذ الركلات الحرة والكرات العرضية. ومارات إسماعيلوف: من لوكوموتيف موسكو، عمره 21 عاما وله 15 مباراة دولية.. وهو إنجاز ضخم على مدار 3 أعوام، صانع ألعاب وصاحب رؤية جميلة ومهارات عالية. وأليكسي سمبرتين: من بورتيسموث الإنكليزي وعمره 29 عاماً وخبرته الدولية تمتد 6 أعوام وتشمل 38 مباراة، وهو لاعب شامل ومحوري ويجيد اللعب في الخطوط الثلاثة بكفاءة. ويفغني الدونين: من سسكا مورتسكو، يستخدمه المدرب أحياناً في جانب الدفاع أو في ارتكاز الوسط وهو ماكينة لا تهدأ طوال المباراة ويمثل ضغطاًَ هائلاً على منافسيه. وأندري كارياكا: من كريليا سوفيت سامارا، سريع جداً وقوى ومراوغ ويلعب في يسار خط الوسط أو الجناح الأيسر، عمره 26 عاما. ودميتري لوسكوف: من لوكوموتيف موسكو عمره 30 عاماً ويجمع بين القدرة الفائقة على التصويب مع التمرير الطويل الدقيق. وفلاديمير بيستروف: من زينيت سان بطرسبورغ أكمل 20 عاماً ولعب مباراته الأولى ضد بلغاريا، جناح سريع ومراوغ ويؤدي واجباته الدفاعية بكفاءة. ودنيس بويارنتسيف: من روبين كازان وعمره 26 عاماً، صاحب مجهود وافر" مما دفع الصحافة المحلية لإطلاق لقب "صاحب الرئات الثلاث" عليه. وفلاديسلاف راديموف: من زينيت سان بطرسبورغ ، عمره 28 عاماً وهو دولي من 10 سنوات ولكنه غائب عن المنتخب منذ 1998 ويفتقد السرعة. وإيغور سيمشوف: من توربيدو موسكو أكمل 26 عاماً ، صاحب فكر عال في الملعب إذا لعب في الوسط، ويقل أداؤه إذا انتقل إلى الجناح. المهاجمون دميتري فوخلوف: من لوكوموتيف موسكو عمره 28 عاماً ورصيده 46 مباراة دولية، هداف من طراز نادر إذا أتيحت له فرصة التسديد المريح. ودميتري بوليكين: من دينامو موسكو اختاره يارتسيف أساسياً في ختام التصفيات وسجل 4 أهداف في 6 مباريات ، وهو أستاذ في ألعاب الهواء . ودميتري سيتشيف: من لوكوموتيف موسكو تجاوز 20 عاماً ولكن رصيده الدولي 14 مباراة، ويعتبرونه أكثر لاعبي روسيا موهبة. وألكسندر كيرزاخوف: من زينيت سان بطرسبورغ عمره 21 عاما ولعب 16 مباراة دولية، سريع وقوي ولكنه يميل للأداء الفردي. المدير الفني كان موقف منتخب روسيا صعباً للغاية في مجموعته العاشرة في التصفيات الأوروبية، عندما تسلم يارتسيف المهمة لإدارة الفريق بدلاً من سلفه فاليري غازاييف، وبدأ عمله خارج ملعبه في مباراة بالغة الصعوبة ضد آيرلندا الحرة والهزيمة تعني الخروج عملياً من التصفيات ، ولكن يارتسيف حقق الإنجاز الكبير الأول له بالتعادل 1-1 ثم الفوز في ملعبه على سويسرا متصدراً المجموعة بجداره 4-1 وهي الهزيمة الأولى والوحيدة للسويسريين في التصفيات، وبعدها كان الفوز على غورغيا 3-1 واحتلال المركز الثاني والمشاركة في الدور الثاني للتصفيات ، وخلاله تخطى ويلز بالتعادل السلبي أولاً في موسكو ثم الفوز المفاجئ في كارديف 1-صفر. ومع الإنجاز الفريد ليارتسيف في المباريات الثلاث الأخيرة اتسعت طموحات الجماهير لتحقيق إنجاز ثان أكبر في النهائيات في البرتغال. يارتسيف أكمل 55 عاماً وهو لعب لنادي سبارتاك موسكو وكان هدافه الأول في الستينات والسبعينات.