أرى لزاماً عليّ معاتبة "الحياة" على شح المواضيع التي تعطيها عن بلدي، موريتانيا. لا أعرف هل هذا تجاهل منها لبلدي، أم لقلة المعلومات التي تجدها عنه؟ فموريتانيا الحالية هي تلك البلاد التي كانت تسمى ب"شنقيط". فلعل هذه الحاضرة كانت من بين أهم الحواضر العربية الاسلامية التي لعبت دوراً مهماً في نشر اللغة العربية والاسلام في بقية العالم، وخصوصاً في غرب افريقيا. فهي كانت حلقة وصل بين افريقيا البيضاء وأفريقيا السوداء. والدولة المرابطية، وعلماء شنقيط لعبوا دوراً قيادياً في نشر اللغة العربية والاسلام في غرب افريقيا. أما موريتانيا المعاصرة فقد استقلت في 1960 عن الاستعمار الفرنسي، وأعلن أول دستور في 1961. وبعد ذلك تعاقبت عليها بعض الأحكام العسكرية الاستثنائية، الى أن صيغ الدستور الموريتاني الصادر بتاريخ 1991، وتمت المصادقة عليه من طريق استفتاء شعبي. وأرسى دستور 1991 مبادئ الحرية والديموقراطية، وأعطاها هامشاً واسعاً من حرية الرأي. وبموجبه صدر ما يزيد على 10 صحف مستقلة. وكذلك تم انشاء أحزاب سياسية زاد عددها على العشرين. وأجريت اول انتخابات رئاسية سنة 1992. وكانت الأولى من نوعها في بلد عربي. وحصل مرشح حزب المعارضة الرئيسي على نسبة 34 في المئة من مجموع أصوات الشعب الموريتاني. وتنافس في انتخابات العام الماضي الرئاسية 6 مرشحين. وكانت من بينهم امرأة هي أول امرأة عربية تترشح لكرسي الرئاسة. وأما على صعيد الانتخابات التشريعية، فقد أجريت ثلاثة انتخابات منذ قيام دستور 1991 وهي، على التوالي، في السنوات 1992، 1996، 2001. وأصبح لأحزاب المعارضة نواب يمثلونها في البرلمان. إلا أن هذه التجربة لا تزال في بدايات الطريق، ويمكن أن تقع في أخطاء. ولكن كل هذه المشكلات والعقبات يمكن التغلب عليها مع مرور الزمن. القاهرة - لمرابط ولد شيخنا باحث موريتاني مقيم