سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء الاسرائيلي قرر الذهاب الى واشنطن بعد اعلانه الغاء الزيارة . موفاز يلمح الى احتمال بناء جدار حول مستوطنات غزة ويؤكد نيته وشارون بلورة خطة فصل مقبولة ل"ليكود"
لمح وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز المكلف اعداد خطة بديلة لخطة "فك الارتباط" التي رفضها حزب ليكود الحاكم الى امكان بناء جدار في محيط التجمع الاستيطاني اليهودي "غوش قطيف" المقام جنوب قطاع غزة في الوقت الذي اكد فيه تصميمه ورئيس وزرائه على بلورة خطة فصل "اخرى" للانسحاب من القطاع تلقى قبولا في اوساط "ليكود" و"تمنع وابلاً من الخطط الاخرى غير الجيدة لاسرائيل" في اشارة في ما يبدو الى خطة "خريطة الطريق" التي بدا ان حكومة شارون نجحت في الالتفاف عليها بعد ان تبنى رعاتها الاربعة في بيانهم اول من امس خطة "فك الارتباط" الشارونية، الامر الذي لاقى ارتياحا اسرائيليا فيما امتنعت السلطة الفلسطينية عن انتقاده. وفي غضون ذلك، كشف تقرير "مراقب الدولة" الاسرائيلي عن تلاعب وزارة الاسكان في اموال الجمهور وتمويل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بما فيها مناطق تعتبرها الحكومة الاسرائيلية "غير قانونية". أكد وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز خلال جولة تفقدية لموقع العملية الفدائية الاخيرة شمال شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة انه ناقش امكان اقامة جدار في المنطقة التي وقعت فيها العملية واماكن اخرى في القطاع، مضيفا ان "قصارى الجهود ستبذل لحماية المواطنين هنا واذا تطلب الامر اقامة جدار فسنقيمه". ومع ذلك، قال موفاز انه ورئيس الوزراء الاسرائيلي شارون مصممان على بلورة خطة فصل اخرى عن الفلسطينيين. وصرح للصحافيين: "سننشغل قريبا في بلورة خطة اخرى تتلاءم ومواقف المواطنين في اسرائيل واعضاء حزب ليكود... لن ندع الوضع الحالي كما هو لانه سيجلب علينا وابلا من الخطط الاخرى غير الجيدة لدولة اسرائيل". وأضاف: "من المهم جدا لاسرائيل ان تكون لدينا خطة سياسية لذا سنجد طريقة لاعداد خطة اخرى نبادر نحن اليها ونقودها وتكون مقبولة لدى جميع الاطراف في الدولة حتى يتسنى تطبيقها". وعززت تصريحات موفاز ما نقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية عن شارون وعزمه على "اعادة تغليف" خطة "فك الارتباط" من دون تغيير جوهري في نتائجها، مع التشديد على الجوانب الامنية فيها. واشارت صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية الى ان شارون لمح في اطار المشاورات والحوارات الداخلية التي يجريها الى امكان اجراء تغييرات وتنقلات لاعضاء حكومته على خلفية موقفهم من الخطة. ونقلت عن شارون قوله: "سيتم استبدال اي وزير يعارض الخطة"، في ما بدا توجها حاسما من شارون ضد من يعتقد انهم "خانوه" في هذه القضية، بمن فيهم وزير ماله بنيامين نتانياهو. وتكهن بعض الصحف الاسرائيلية بان يعمد شارون الى اعادة توليف خطته بمصطلح "فك ارتباط متدحرج" بدل "فك ارتباط مقلص" لان الخيار الثاني يبقي مشاكل اسرائيل على ما هي سيما ابقاء الاف الجنود الاسرائيليين داخل قطاع غزة وكذلك عدم تحلل اسرائيل من صفة "الدولة المحتلة" التي تسعى الى فضها عنها من خلال الخطة التي افشلها الاستفتاء الليكودي. واعلن سلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلية ان شارون سيتوجه الى واشنطن للمشاركة في مؤتمر اللوبي اليهودي الاميركي "ايباك" الاسبوع المقبل رغم فشله في تمرير خطته على اعضاء حزبه. واشارت اذاعة الجيش الاسرائيلي نقلا عن مسؤولين في "ايباك" الى ان برنامج شارون في واشنطن لم يحدد بعد، لكن لا يستبعد ان يلتقي الرئيس جورج بوش خلال الزيارة. وكانت الصحف الاسرائيلية اشارت الى تراجع شارون عن قراره الغاء زيارته الى واشنطن في السابع عشر من الشهر الجاري. واشارت "معاريف" الى ان شارون رغب في تجنب احراج الادارة الاميركية بعد هزيمته في الاستفتاء ولذلك ابلغ زعماء منظمة "ايباك" انه الغى الزيارة، ولكن هؤلاء تلقوا بعد ساعات عدة، مكالمة هاتفية من مكتب شارون "الغى خلالها قرار الغاء الزيارة" و ابلغوا انه سيصل في الموعد المقرر "الا اذا طرأ امر يمنعه من السفر". الى ذلك، كشف تقرير لمراقب الدولة عن "تلاعب وزارة الاسكان" التي يترأسها الوزير اليميني المتطرف ايفي ايتام ب"اموال الجمهور" بما في ذلك "تفعيل خطة لمنح قروض للبناء للجمعيات التعاونية في الضفة الغربية من دون ان يعلم بها احد". واشار التقرير الى ان وزارة الاسكان مولت من موازنتها اعمال بناء وتطوير غير قانونية وحولت اموالاً للمستوطنات وتعاقدت مع "مجالس اقليمية" في الفترة الممتدة ما بين 2000 و2003 للبناء في 33 بؤرة استيطانية صدرت قرارات حكومية بازالة نصف عددها بصفتها "غير قانونية". واشار مراقب الدولة في تقريره الى ان مبلغ 6.4 مليون دولار حول لتمويل البناء في هذه المواقع، بينما كان الجيش الاسرائيلي يبحث عن وسائل لاخلاء هذه البؤر، موضحا ان هذه الاموال حولت من دون موافقة الحكومة او وزارة الجيش الاسرائيلي. وكان شارون تعهد في "الرسائل المتبادلة" مع الادارة الاميركية للرئيس بوش بوقف البناء وتوسيع المستوطنات واقتلاع البؤر الاستيطانية "غير القانونية" التي اقيمت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الحالية فضلا عن البند الصريح الذي تنص عليه خطة "خريطة الطريق" في هذا الشأن. وفيما ابدت محافل سياسية اسرائيلية ارتياحها للبيان الذي صدر عن اعضاء اللجنة الرباعية الدولية في نيويورك الثلثاء، اعتبر وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات ان البيان أكد الاسس المفصلية التي تهم الفلسطينيين، مشيراً الى ان الاعضاء اكدوا وجوب انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ في العام 1967 وشددوا على "خريطة الطريق" والقرارات الدولية ذات الصلة في الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي كمرجعية لعملية السلام. واعتبر نبيل ابو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني ان جهود الاممالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي "اعطت ثمارا لا بأس بها" مشددا في الوقت ذاته على ان المهم ليس البيان بل التنفيذ. وقال في تصريح للاذاعة الفلسطينية: "بيان اللجنة الرباعية بحاجة الى آلية تنفيذ. كنا نأمل بآلية للتنفيذ ونص واضح ضد بناء الجدار ووقفه".