سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القائد السابق لمعسكر غوانتانامو يعتزم خفض السجناء الى النصف . جنرال أميركي يعتذر للعراقيين عن تعذيب المعتقلين ويمنع تغطية الرؤوس بالأكياس وتعرية الأجساد
أعرب ضابط اميركي بارز نقلته السلطات الاميركية من إدارة معتقلات غوانتانامو لأسرى الحرب على أفغانستان، الى العراق عن اعتذاره للشعب العراقي عن فضيحة تعذيب الاسرى، وتوقع خفض عدد السجناء الى النصف. ووعد بالكف عن وضع الأكياس على رؤوس المعتقلين ووضع قيود على اساليب الاستجواب. في غضون ذلك، تظاهر مئات من ذوي المعتقلين امام سجن ابوغريب مطالبين بإطلاق اقاربهم ووجهوا اتهامات قاسية الى الاميركيين، فيما طالبت الاممالمتحدة بتوضيح وضع المعتقلين العراقيين الذين اوقفوا خلال عمليات امنية في البلاد. قدم الجنرال الاميركي المسؤول عن ادارة السجون العسكرية في العراق اعتذاره واعتذار أمته لشعب العراق عن فضيحة انتهاك حقوق السجناء العراقيين على أيدي جنود اميركيين. وقال الجنرال جيفري ميلر الذي كان يدير معتقلات غوانتانامو قبل نقله الى العراق، للصحافيين من امام سجن ابو غريب خارج العاصمة العراقيةبغداد الذي ارتكبت فيه الانتهاكات العام الماضي "اود ان اعتذر باسم امتنا وباسم جيشنا نيابة عن عدد صغير من القادة والجنود الذين ارتكبوا اعمالا غير مجازة وغير قانونية على الارجح بحق المحتجزين هنا في ابو غريب". واضاف "اود ان اعتذر شخصيا لشعب العراق عن هذه الاعمال من جانب عدد صغير من القادة والجنود الذين انتهكوا سياستنا، واقدموا على اقتراف اعمال اجرامية". وقال "اضمن شخصيا عدم تكرار مثل هذه الاعمال". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت أمس، عن ميلر قوله إنه "غير آسف في شأن استخدام الجنود الاميركيين بالعراق أساليب قاسية وضعت لانتزاع معلومات من المعتقلين". وقال الجنرال الاميركي انه فرض قيودا صارمة على اساليب الاستجواب ومنع وضع اكياس لتغطية رؤوس السجناء، وهو اسلوب كان شائعا مع المعتقلين. واضاف ميلر الذي نقل من معسكر الاعتقال في غوانتانامو منذ شهر الى العراق ان ضرب السجناء وتجريدهم من ملابسهم محظور، وانه لا يقر الحرمان من النوم وفقا لتصريحات أدلى بها الى صحافيين وقدمها الجيش الاميركي في بغداد أمس. وأكد ميلر التزامه سياسة سلطة الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة بالافراج عن آلاف من السجناء في اسرع وقت ممكن. وتوقع ان ينخفض الى النصف عدد المحتجزين في سجن أبو غريب الذي يقع خارج بغداد واشتهر بالتعذيب الذي انتشرت صوره في الايام الماضية. وزاد وهو يشير الى انه يوجد حوالى 3800 سجين "هدفنا هو خفض العدد ليصبح بين 1500 و2000 في نهاية المطاف". واضافة الى سجناء ابوغريب، قال ميلر ان هناك 2300 - 2400 سجين في أم قصر قرب البصرة. وقال مسؤولون اميركيون ان الوحدات الميدانية يمكنها ان تستوعب مشتبهاً فيهم لمدة تصل الى 14 يوما ما يجعل تحديد العدد الاجمالي للسجناء صعباً. وأجرى ميلر مراجعة للمعايير السائدة في العراق العام الماضي عندما كان لا يزال في معسكر غوانتانامو الذي تستخدمه الولاياتالمتحدة لاستجواب مقاتلين اعتقلوا في افغانستان بعيدا عن القانون الاميركي والدولي. وقال انه "يثق تماما" في التوصيات التي قدمها في ذلك الوقت. ووقعت الانتهاكات المزعومة بعد ذلك. وتشمل الاتهامات الموجهة الى الجنود الاميركيين ضرب السجناء العراقيين والتجريد من الملابس وعدم الحصول على مياه كافية أو الابقاء في الهواء الطلق أو الوضع في اماكن مكتظة يطلق عليها اسم "النعش". وعندما سئل ميلر في شأن ارغام سجناء على خلع ملابسهم رد بقوله: "هذا ليس من الاساليب المسموح بها". وبين الصور التي نشرت أظهر عدد منها جنودا مع معتقلين عراة وضعت أكياس على رؤوسهم. وقال ميلر ان وضع أكياس على رؤوس السجناء ليس اسلوبا مسموحا به وانه حظر استخدامه عند القيام باعتقالات. والان يضع الجنود عصابات على عيون المعتقلين الجدد. تظاهرات أمام سجن أبوغريب وتجمع مئات العراقيين في مسيرة أمس، أمام أسوار سجن ابوغريب وطالبوا بالافراج عن أقاربهم من السجناء. واحتشد المتظاهرون حاملين أعلام العراق ولافتات كتب عليها باللغة الانكليزية "اعطيتم انطباعا سيئاً عن أميركا والمسيحيين". وأثارت الصور التي نشرت الاسبوع الماضي للقوات الاميركية وهي تسيء للعراقيين في السجن مشاعر الغضب ضد الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة للبلاد وتركت واشنطن تجاهد لتحسين صورتها قبيل تسليم السلطة الرسمي للعراقيين. وطالب أقارب نحو أربعة الاف سجين من سجناء أبو غريب البالغ عددهم نحو عشرة الاف تحتجزهم قوات الاحتلال باطلاق سراحهم على الفور. وقال البعض ان اجبار السجناء على الوقوف عرايا لتصويرهم في أوضاع مشينة سيؤدي الى ردود انتقامية. وصرخت أمرأة عند نقطة تفتيش خارج السجن على مشارف بغداد من جهة الغرب المحاط بحواجز وأسلاك شائكة ومواقع بنادق الية أميركية فوق الجدران قائلة: "أخذوا خمسة من ابنائي. هذه جريمة". وقال ممثل عن جماعة سنية ساعدت في تنظيم بعض تظاهرات الاحتجاج "هذه الاعمال تتطلب الانتقام ونحن نحملكم المسؤولية الكاملة". وطالب المتظاهرون الذين رددوا هتافات معادية للولايات المتحدة باطلاق سراح السجينات مهددين "بإعلان الجهاد". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "ابو غريب شاهد على الوحشية الاميركية" و"عودوا الى دياركم ايها الجنود الاميركيون". وقال مسؤولون في الجيش الاميركي ان 25 سجينا ماتوا اثناء اعتقالهم لدى القوات الاميركية في العراقوافغانستان وان الاميركيين قتلوا سجينين منهم في العراق. وقال مسؤول في الجيش ان جنديا ادانه النظام القضائي العسكري الاميركي بقتل سجين رميا بالرصاص في ايلول سبتمبر العام الماضي في مركز اعتقال ميداني في العراق، وان متعاقدا خاصا كان يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي قتل سجينا آخر في تشرين الثاني نوفمبر في سجن ابوغريب غرب بغداد. وقال المسؤول ان الجندي خفضت درجته الى نفر وأعفي من الخدمة الا انه لم يحكم عليه بالسجن. واضاف المسؤول ان الجندي اطلق النار على السجين بعد ان رجمه السجين بالحجارة وثبت ان الجندي استخدم قوة مفرطة. واضاف ان المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لم يتخذ ضده اجراء لافتقاد الاختصاص القضائي لانه لا يتبع الجيش لكن مسؤولين عسكريين احالوا القضية على وزارة العدل الاميركية لاتخاذ اجراء محتمل. ولم يدل المسؤول بتفاصيل عن حالة القتل هذه التي ارتكبها المتعاقد ولم يحدد هويتي الاميركيين اللذين ارتكبا القتل او هويتي الضحيتين. ولم يعلق متحدث باسم وزارة العدل الاميركية على قضية المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الا ان مسؤولا اميركيا اكد ان الوزارة تحقق في حالة الوفاة. ومن ناحية اخرى قال متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية ان المفتش العام للوكالة يحقق في حالة وفاة سجين عراقي في سجن ابوغريب. وقال المسؤول العسكري ان حالة وفاة ثالثة ضمن الخمسة وعشرين حالة التي تشملها التحقيقات حكم فيها بأنها قتل مبرر. وقال الحكم انها وقعت اثناء محاولة سجين الهرب. وذكر الجيش ان القوات الاميركية كانت تحتجز اكثر من 40 ألف سجين في العراق في احدى المراحل العام الماضي، وانها تحتجز حاليا نحو عشرة الاف سجين في اماكن احتجاز متعددة. الاممالمتحدة وطلبت خبيرة في الاممالمتحدة من السلطات الاميركية في العراق توضيح وضع المعتقلين العراقيين الذين اوقفوا خلال عمليات امنية في البلاد ولا يسمح لهم باللجوء الى المحاكم. واعربت المسؤولة عن مجموعة العمل الخاصة بالإعتقالات التعسفية في الاممالمتحدة في بيان عن "قلق كبير إزاء الغموض الذي يحيط بالوضع القانوني لعدد كبير من المعتقلين الذين يخضعون حاليا للاستجواب في العراق، على ضوء الشهادات التي تتحدث عن ممارسة التعذيب" في هذا البلد. واضاف بيان الاممالمتحدة ان ليلى زروقي "تأثرت كثيرا لانه لم يسمح لهؤلاء الاشخاص باللجوء الى محكمة تمكنهم من الاعتراض على شرعية اعتقالهم". ودعت الى "توضيح الوضع القانوني لكل شخص معتقل في العراق". ولفتت الى ان اللجوء الى القضاء منصوص عليه في الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية، وهو اتفاقية صادقت عليها الولاياتالمتحدة.