قادت التحقيقات في اعتداءات مدريد اجهزة الامن الاسبانية الى الاسباني - السوري الاصل مصطفى الست مريم الملقب "ابو مصعب السوري" الذي اعتبرته اجهزة الامن الغربية قيادياً على مستوى ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة". واكدت مصادر قضائية اسبانية ان "ابو مصعب" الذي يعرف ايضاً بلقب "ابو العبد"، كان اهم المنظرين لاعتداءات مدريد، علماً ان معظم منفذيها ينتمون ايضاً الى مجموعة ارهابية اخرى مثل الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية. وعلى رغم ان المحققين الاسبان يتعمدون احياناً تسريب معلومات لتسهيل مهمتهم ويصفون اشخاصاً بصفات مثل "العقل المدبر" او "اليد اليمنى"، فان كل الادلة في هذه الحال، تشير الى شخصين رئيسيين يعرفان اسبانيا جيداً باعتبارهما متزوجين من اسبانيتين وهما: مصطفى الست مريم المقيم في افغانستان والمغربي عامر عزيزي عثمان الاندلسي الفار والمطلوب للاشتباه بعلاقته المباشرة في تفجير القطارات في 11 آذار مارس الماضي. وكان القاضي غارثون احال الاثنين الى المحاكمة في قراره الظني ضد الخلية المحلية ل"القاعدة" الذي تضمن 35 اسماً بينهم اسامة بن لادن. وتوصل المحققون الى نتيجة شبه نهائية تتضمن، اضافة الى معلومات اخرى، التراتبية المتبعة في تلقي الاوامر لتنظيم الاعتداءات، وبرز عزيزي بدور لعبه تحت امرة "ابو مصعب السوري". واضطر المحققون من اجل التعرف على تفاصيل العمليات الارهابية، الى العودة الى ما قبل عام 1995 عندما كشفت الشرطة الاسبانية علاقات عزيزي بتنظيم "القاعدة"، وتحرك الاخير الى جانب السوري المعتقل عماد الدين بركات "ابو دحدح" من اجل جمع المساعدات لانفاقها في "الجهاد" وتجنيد مغاربة وارسالهم الى مخيمات تدريب كان يديرها مصطفى الست مريم في اندونيسياوافغانستان. وتمكن عزيزي من الفرار من اسبانيا في تشرين الثاني نوفمبر 2001 عندما بدأت "عملية التمر" التي امر بها القاضي غارثون وتم القاء القبض خلالها على عدد من رفاقه من بينهم "ابو دحدح" الذي تعتبره الشرطة رئيس الخلية المحلية ل"القاعدة". لكن عزيزي عاد لزيارة منزله بعدما علم ان الشرطة فتشته، ثم توارى عن الأنظار. واكدت المصادر الامنية انه زار ايران قبل اختفائه "لتنسيق وتصميم طريق المجاهدين المرسلين من اسبانيا الى افغانستان". وعادت الشرطة الى تأكيد ما كانت تظن به، اذ اصبحت لديها ادلة كافية تثبت ان المطلوب الفار سعيد براج كان صلة الوصل بين عزيزي والخلية التي قامت باعتداءات مدريد. فاجتماع اسطنبول في 10 تشرين الاول اكتوبر 2000 الذي حضره عزيزي وبراج وصلاح الدين بنعايش ابو محجن ومحمد حداد، يؤكد علاقة هؤلاء بالمقاتلين المغاربة وتنظيم "القاعدة". وكان براج يعمل في شركة بريد خاصة ويرتبط بعلاقة صداقة مع الانتحاري سرحان فخيت التونسي. لكنه غادر مركز عمله قبل تفجير القطارات ليختفي في اليوم التالي. اما السلطات الامنية المغربية، التي تسببت اخيراً في استياء نظيرتها الاسبانية بعدما علمت الاخيرة بوجود هشام احميدان ابن عم الانتحاري جمال احميدان الملقب بالصيني معتقلاً في المغرب منذ شهرين، في وقت اصدرت اسبانيا مذكرة بحث وتحر عنه. وعادت الشرطة الاسبانية الى تسريب معلومات تؤكد نظريتها حول علاقة منظمي اعتداءات مدريد بأولئك الذين قاموا بتفجيرات الدار البيضاء في 16 آذار مارس 2003. وتقول ان لديها ادلة على اجتماعات عقدها ارهابيون ساهموا في العمليتين مدريدوالدار البيضاء في منزل فيصل علاوش الذي اعتقل في 20 آذار مارس الماضي بسبب تورطه بتفجير القطارات، اضافة الى اجتماعات اخرى حضرها ايضاً "التونسي" ومصطفى المأموني المعتقل في المغرب بسبب تفجيرات الدار البيضاء و"المعروف بعلاقته بالسوري بركات وبعزيزي". باريس: مسلسل ترحيل الائمة وفي باريس، ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية امس، أن السلطات تستعد لترحيل إمام متطرف يعمل في أحد مساجد العاصمة. وقالت الوزارة إن الامام التركي مدحت غولر 45 عاماً اعتقل تمهيداً لترحيله. وقال مدير المجلس الاسلامي في فرنسا حيدر دميريوك بأن المسجد الذي يديره غولر تشرف عليه حركة متين قبلان وهي جماعة أصولية محظورة في ألمانيا. وسبق أن أمرت السلطات في باريس بترحيل الواعظ الاصولي عبد القادر بوزيان في نيسان ابريل الماضي. واقتيد غولر من منزله شرق باريس واحتجز في مكان قرب مطار شارل ديغول في ساعة متأخرة من مساء اول من امس. وجاء احتجازه بعدما ناشد وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية التعاون مع السلطات لمكافحة التطرف في فرنسا.