فرض المنطق نفسه، وتأهل ثاني فرق المسابقة السعودية الشباب لملاقاة المتصدر الاتحاد الذي تأهل منذ زمن بعيد للعب على نهائي المسابقة الأكبر للمرة الثامنة على التوالي. الجديد هذه المرة هو عودة الشباب إلى الواجهة، بعد أن بقي يحضر لهذا اليوم لسنوات جاوزت ست سنوات... لم يكن وصول الشباب للمباراة النهائية من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد إقصائه الإهلي بهدفين مقابل هدف أمراً مستغرباً في ظل الأداء الممتاز الذي قدمه طوال مبارياته في المسابقة... الجميع صفق للشباب الفريق، وللشباب اللاعبين، وقبل ذلك للشباب الإدارة... عمل مضن ... حملات مكثفة استهدفت طموح الإدارة، ابتعاد غير مبرّر سوى من رجل واحد هو الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان.. ورئيس الشباب الأمير خالد بن سعد ظل يلاطم الموجات المتكررة التي تلومه على التفريط بالأسماء الكبيرة، هو يقول: "نحن نبني فريقاً جديداً... كرة القدم لا تعترف إلا بمن يركض داخل الملعب... النادي يحتاج إلى سيولة مادية للصرف على اللاعبين والموظفين والأجهزة الفنية والإدارية... بيع عقود اللاعبين هو ما سيجلب المادة إلى صندوق النادي"... صدق رئيس النادي.. وبدأ موسم الحصاد... في الرياض العاصمة الكثافة الجماهيرية تتجه نحو الجنوب الغربي حيث مقري الهلال والنصر، لكن الإنتاج والعمل والنظر نظرة مستقبلية عدّل الوجهة، وذكرنا براوية الأديب السوداني الكبير الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال"... مقر الشباب يقع شمال الرياض، وتحديداً في حي الصحافة حيث مقار الصحف السعودية... عند الحديث عن الصحافة والشباب... لا يمكن أن نتذكر يوماً أن مسؤولي الشباب منعوا صحافياً من الدخول بسبب ميوله المنافسة - كما تفعل أندية أخرى... "النادي النموذجي" لقب لم يأت من فراغ... الكل يتعب لتطبيق هذا الشعار... والنتائج تدل على العمل الدؤوب. وعندما نقول: إن بلوغ "الليث" النهائي غير مستغرب فإننا لم نأت بالجديد" لأن التاريخ يشهد على ذلك، لكن الشيءالذي سيتغنى به الشبابيون طويلاً هو أن هذا الإنجاز قد تحقق بواسطة نجوم لا يتعدى معدل أعمارهم 23 عاماً وهم الذين سيعيدون تلك الذكريات الجميلة التي قدمها "شيخ الأندية السعودية" مطلع عقد التسعينات عندما حقق إنجازاً يسجل للشباب بصفته أول الأندية السعودية بتحقيقه ثلاثية غير مسبوقة. وبالأمس القريب بكى غالبية الشبابيين على رحيل كتيبة الفرح الشبابي الأول، ونجوم الإنجازات الأولى... فؤاد أنور وفهد المهلل وعبد الرحمن الرومي وعواد العنزي وسعيد العويران وصالح الداوود وسعود السمار وعبد الله الواكد ومرزوق العتيبي وآخرين، لكن دموع هؤلاء سرعان ما توقفت بعد بروزلاعبين على مستوى عال من المهارة والتضحية أمثال الغنام وعطيف "أخوان" والسعران وعبد الله الدوسري ومحسن الدوسري والعبيلي والحربي وحسين معاذ. ومن حق الشبابيين أن يفاخروا بهذه النجوم الواعدة، وأن يزهوا بفكر احترافي جديد... أعادهم للواجهة من جديد، وينتظر أن يظلوا في دائرة الأضواء فترة طويلة. ولا يختلف اثنان على أن الاستقرار الإداري والفني من الأسباب الرئيسية وراء نجاح الشباب هذا الموسم... العمل المتواصل والدؤوب سيقطف الثمرة، ربما تتأخر بسبب عوامل خارجية، لكن الأكيد أنها ستثمر. يبقى المدرب دائماً بعيداً عن الثناء، وقريباً من أي إخفاق... زوماريو مدرب الشباب أثبت حضوراً واضحاً... افتقد كثيرا من لاعبيه... استدعاءات بلغت الرقم 11 للمنتخبات السعودية... إصابات متلاحقة بسبب ضغط الدوري وكثرة المباريات... لكن المدرب الممتاز هو من يعرف كيف يتعامل مع هذه التقلبات وأن يبقي فريقه قريباً من المنافسة... اللاعبون الأجانب يعدون في مقدمة اللاعبين القادمين من خارج الحدود... حضور مستمر وتألق واضح، وصدارة لترتيب الهدافين. النهائي سيجمع الأفضل في الدوري السعودي... بين لاعبي الاتحاد المدججين بالخبرة العريضة، ولاعبي الشباب "المهرة"... فلمن تؤول الكأس؟