إلى جانب سعادته (نفسياً) لأسباب تنافسية .. سيكون الاتحاد أيضاً .. أسعد الناس (ميدانياً) بفوز الشباب على الأهلي .. تماماً مثلما كان الشباب أسعدهم بفوز الأهلي على الهلال بنتيجة أكبر من اللازم ! .. فالخمسة أهداف الأهلاوية في المرمى الهلالي ( في المباراة السابقة ) قوية ومناسبة لسجلات الأهلي .. لكن لكونها ذات نتيجة كبيرة وهي ليست مباراة دورية تقليدية في عرض أسابيع المسابقة ، ولا على نهائي حاسم .. فإنها كانت سبباً قوياً من أسباب استنزاف الشحنة النفسية والذهنية الأهلاوية لمصلحة المنافس التالي ( فريق الشباب ) .. مع أن فريق الشباب ليس بالفريق السهل وهو المعبأ بالمواهب الواعدة حيث كان أحد أبرز مصادر التمويل الأساسية لمنتخباتنا الوطنية هذا الموسم بأكثر من سبعة لاعبين في منتخب الناشئين ، ومثلهم في منتخبي الشباب والأولمبي .. وهذا في حد ذاته دليل معبر عن أي نجاح بلغه العمل الإداري في نادي الشباب رغم قسوة زحام المنافسين الذي لا يواجهه ناد سعودي آخر كما يواجهه الشباب!. إقصاء الشباب للأهلي في الدور قبل النهائي في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين .. قوي ومستحق .. لكنه كما يظهر قد أخذ من الشبابيين جهداً كبيراً ، وأخشى عليهم منه .. فلغة التعبير عنه التي أطلقت بمبالغات لم يسلم منها حتى مدرب الفريق الذي تحدث بإفراط عن خطته وتكتيكه .. رغم أن المباراة لم تشهد فارقاً شبابياً كبيراً في ميزان المقارنة بين جهد الفريقين ، وأن حالة الإرهاق الأهلاوية من تلاحق اللقاءات الثقيلة وسلسلة الخطوات الصعبة التي انتقل من خلالها الفريق من خارج المربع الذهبي إلى عمقه لعبت لصالح الشباب .. إلى جانب إقامة اللقاء في الرياض وليس في جدة .. وكذلك بقاء الشبابيين في زاوية متنحية شيئاً ما عن الضوء .. فيما كان الأهلي مكشوفاً بأفكار إدارته الفنية ومستويات لاعبيه وظروفه وأوراقه المختلفة ! .. لذا فإن الخطوة القادمة .. هي المحك الشبابي الحقيقي ! ، ولأنها خطوة عملاقة وثقيلة وذهبية .. فإن من الحكمة أن يستجمع الشبابيون طاقاتهم ما أمكنهم لتأدية الجهد الذي تستحق على النحو المناسب لملامسة الحلم الجديد .. وهو حلم العودة إلى الأضواء من خلال أقوى اللقاءات مع أقوى الفرق على أهم كؤوس الموسم ، وللانطلاق منها في مسارات عمل خارجية بمجموعته الشابة الواعدة . من جهة أخرى ، وفي مثل هذا الوقت من كل عام .. أجد نفسي بلا تردد منحازاً إلى جانب صاحب المركز الأول في المرحلة الأساسية في الدوري .. على أنه البطل الحقيقي للدوري وإن سلبته قسوة النظام المطبق للمسابقة حقه المنتزع بلا أدنى مبرر منطقي وواقعي وعملي ورياضي .. فإنني أتمنى أن يفوز الاتحاد بالكأس إلا إذا أعطي لقب بطل الدوري وتسلم بموجب هذا اللقب درعاً توثق له استحقاقه .. فإن العدل والإنصاف يحملنا بعد ذاك على الحياد بين طرفي اللقاء الختامي .. لأنه تبعاً لذلك سيكون فرصة على جائزة أخرى للطرفين فيها نفس الحق!. قطعاً ستظل هذه المرحلة من المنافسة الموسمية ما بقيت .. واحدة من أقسى مراحل منافساتنا الرياضية المحلية .. لما فيها من عدم العدل .. حيث يسع أي فريق أن يحظى بكأس سمو ولي العهد مقابل أربع مباريات .. بينما لا تكفي 22 مباراة لفريق كالاتحاد حقق في مجموعها ما لم يحققه أي فريق في تاريخ منافسات كرة القدم السعودية لكي يحصل على لقب المسابقة الأهم .. بينما نراه وقد نحي جانباً لإعطاء بقية الفرق التي ربما صحت متأخرة أن تأتي من الخلف لتتأهل في مغامرة أخيرة لتتوج بدلاً عنه إن لم يسعفه الظرف الذي أمامه لإتمام مشواره الطويل الرائع في تلك المقابلة المحفوفة بكل الاحتمالات !. تحية خاصة للشبابيين .. لجهودهم ، ولنجاحهم ، ولما قدموه في هذا الموسم لمنتخباتنا ، ولكسبهم فرص التقدم إلى ما وصلوا إليه ، وعلى حساب فرق كبيرة أخرى ، ولهم أن يفرحوا بمواهبهم الواعدة التي يرون فيها سبباً للفرح لا يقل عن سبب التأهل إلى المباراة النهائية .. ذلك لأنهم كسبوا مع البذل والصبر والعمل الدؤوب فريقاً للمستقبل .. يعتمد عليه بمشيئة الله لسنوات طويلة كطرف مؤهل للمنافسات من جديد