موسم الحصاد بدأ" فلا مجال للتعويض.. من يرحل ومن يواصل؟.. من يقيم الأفراح والليالي الملاح، ومن تكون الأتراح من نصيبه؟.. الإجابة عما سبق ستكون عقب لقاء الليلة الذي يجمع الشباب مع الأهلي لتحديد هوية الفريق الذي سيلاقي الاتحاد في نهائي أهم البطولات المحلية مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. ومن جديد تعود الإثارة إلى أرض ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، فقبل خمسة أيام سقط الهلال على الملعب ذاته على يد الأهلي، ولا تزال سحابة الحزن تخيم على الهلاليين الذين لم يصدقوا أنهم خرجوا من المسابقة وتلقت شباكهم خمسة أهداف. الطرف الأول في المباراة هو الشباب الفريق الذي احتل مركز الوصافة في القائمة ولم تتمكن من هز أركانه فرق عتيدة مثل الهلال والأهلي والنصر والاتفاق، وخطف المركز الثاني بجدارة واستحقاق. لم يمشِ "الليث الأبيض" على سجاد أحمر، ولم يكن طريقه مفروشاً بالورود ليبلغ مراده بل إن مديري النادي وعلى رأسهم الأمير خالد بن سعد وضعوا الخطط الرصينة لإعادة الشباب إلى المنافسة من جديد على الألقاب. وبالفعل لم يطل غياب الشباب عن المنافسة سوى ثلاثة أعوام كانت بمثابة استراحة محارب، وسرعان ما عاد ذلك المحارب ليتزود بالمؤونة والسلاح ويصارع للحصول على الألقاب. وعندما تخلى الشباب عن لاعبيه الكبار في السن الذين انضموا إلى أندية أخرى واستفادت إدارة النادي من المبالغ المالية لبناء جيل شاب واجه رئيس النادي وإدارته انتقادات لاذعة من قبل الغالبية، ولكن سرعان ما تحولت تلك الانتقادات إلى هتاف" إعجاباً بما قدمه الشباب من لاعبين شبان قادرين على إعادة أمجاد "الليث". وميدانياً كان وصول الشباب إلى الوصافة صعباً بعد أن فقد أكثر من ستة من لاعبيه الأساسيين في مباريات عدة لانضمامهم إلى المنتخبات الوطنية السنية، إلى جانب موجة الإصابات التي اجتاحت الكثير من اللاعبين، وبذل المدرب البرازيلي زوماريو جهوداً مكثفة من أجل بقاء فريقه صامداً وسط تلك الظروف الصعبة، وجهز البدلاء الذين لا يقلون شأناً عن الأساسيين. وتبدو الصفوف الشبابية مكتملة قبل لقاء الليلة وفرض زوماريو السرية على التمارين الأخيرة وأخفى معالم التشكيلة الأساسية التي سيلعب بها المباراة، وسلمت إدارة النادي مرتب شهر لجميع اللاعبين المحترفين والهواة إلى جانب مكافآت الفوز، وتهدف الإدارة إلى رفع معنويات اللاعبين قبل الموقعة الحاسمة. ويبرز في الصفوف البيضاء الحارس راشد المقرن وصالح صديق ومحسن الدوسري وعبد اللطيف الغنام وعبد الله الدوسري والأخوان أحمد وعبده عطيف وناجي مجرشي إلى جانب الثلاثي الأجنبي البرازيلي لاندومار والغيني غودين أترام والسنغالي محمد منغا. وبالانتقال إلى الأهلي الذي سار على خطى برشلونة الإسباني فلقد قدم من المرتبة التاسعة ليحجز موقعاً في المربع الذهبي بعدما أخرج النصر 2-1، وألحقه به الهلال 5-1. وكانت انتفاضة "برشلونة" قد توقفت عند المركز الثاني.. ويخشى الجمهور الأهلاوي أن يقف قطار انتصاراتهم في محطة الشباب. ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يحقق الأهلي تلك النجاحات اللافتة في الاستحقاقات المحلية ودوري أبطال العرب، فلم تكن البداية توحي بأن الفريق سيتقدم بخطوات ثابتة إلى الأمام وتمكنت "القلعة الخضراء" من تشييد حصونها أخيراً. وإذا كانت الفرق تعمل حساباً لغريمه التقليدي الاتحاد فحالياً باتت الفرق تعمل ألف حساب للأهلي الذي يسعى لرد الدّين للاتحاديين الذين جردوهم من اللقب في الموسم الماضي إلى جانب فوز الاتحاد على الأهلي 1-صفر أيضاً في نهائي مسابقة كأس ولي العهد في الموسم الجاري. ولن تكون المهمة سهلة على الأهلاويين كونهم سيلاقون خصماً قوياً، وسيواجه المدرب البرازيلي فلامير ابن جلدته زوماريو، ويبدو أن كليهما قرأ أفكار الآخر ولا مجال لدخول عنصر المفاجأة. ووصف النقاد فلامير وزوماريو بأنهما الأفضل في الموسم إلى جانب مدرب الاتحاد البرازيلي كاندينو" لتكسب المدرسة البرازيلية وتتفوق على نظيرتها الأوروبية، ويبدو أن أسهم المدربين البرازيليين ستعود إلى الارتفاع من جديد. وانفرجت أسارير المدرب الأهلاوي بعد شفاء صانع الألعاب خالد قهوجي من إصابته، وهو غاب عن اللقاء الماضي أمام الهلال وأعلن جهوزيته، ويعد قهوجي من العلامات البارزة في الصفوف بعد استعادته مستواه الحقيقي. ويضم الأهلي لاعبين بارعين أمثال منصور النجعي وعماد صديق وصاحب العبد الله وتيسير الجاسم وصالح المحمدي فضلاً عن الأجانب الثلاثة البرازيليين الذين يعدون مصدر قوة الفريق. ويبقى السؤال: من سيصل إلى المباراة الختامية... الشباب أم الأهلي؟.. الإجابة على "درة الملاعب" مساء اليوم.