خزي وعار على اميركا، شعباً وحكومة، فضيحة تعذيب السجناء العراقيين. ان وقع هذه الفضيحة هو اكثر إيلاماً لأميركا، ومحيط العالم الاميركي، من ضربة 11 ايلول سبتمبر 2001. انها تعرية للواقع الحضاري للولايات المتحدة. هذه التصرفات السادية هي زبدة مجتمع نبت على مقابر السكان الاصليين، اي الهنود الحمر. ان العمل الارهابي في 11 ايلول اعطى السياسة الاميركية زخماً معنوياً وأدبياً على مستوى العالم، بعكس نصيب المسلمين، وخصوصاً العرب. وكانت اسرائيل المستفيد الأكبر. أهم ما في الموضوع هو الديموقراطية الاميركية التي سددت هذه الكارثة الاعلامية ضربة عظيمة لها. لكن العربي يعلم ان تعذيب السجناء السياسيين في سجون الديكتاتوريات العربية والاسرائيلية يومي، ويخفى عن اي جريدة يومية. ولسوف نحلم سراً بالديموقراطية، والبعثيون في العراق لم يعلنوا عن انفسهم مقاومة مسلحة، وذلك لحجم الحقارة التي لحقت بهم، جراء تعذيبهم للشعب العراقي، ولكن الله كشفهم لكي يخزي اعداءه، وليعلم اصنام الجنرالات المتكلسة انهم من الطين. لبس البعثيون عباءات امهاتهم، في 1963، واليوم يلبسون عباءة مقتدى الصدر. انه لمثال ساطع للمقاومة المسلحة في العراق. ان الوعي السياسي الذي تبثه صحيفة اكثر نفعاً للشعوب. ان تعرية الظالم هي المقاومة الباسلة. ولا تختصر المتفجرات الجهاد في سبيل الله. لقد سقط القطب الواحد خلقياً كما سقط حكم الحزب الواحد. وحكماً كلما يزداد الحاكم ظلماً لشعبه يصبح فريسة سهلة لقوى الاحتلال والاستعمار باسم الاحرار. كما كان ضباطنا "الأحرار"، فإنهم يجرّون الاستعمار. ألمانيا - د. لطيف الوكيل