سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بن علي يعلن في الجلسة الختامية :"رسالة السلام" خيار عربي استراتيجي ودليل على ايماننا بوحدة المصير البشري . ختام القمة : توقيع "وزاري أولي" على وثيقة العهد والوفاق والتزام توسيع المشاركة وقيم التسامح والاعتدال والحوار
أنهى القادة العرب اجتماعات مؤتمر القمة العربية العادية السادسة عشرة بجلسة أعلنت فيها القرارات التي توصلوا اليها، وأهمها البيان الختامي الذي تضمن مجمل المواقف من القضايا المطروحة، خصوصاً ما يتعلق منها بتطورات القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية، كذلك الوضع العراقي ومسألة العقوبات الأميركية المفروضة على سورية. وتميزت هذه القمة باصدار وثيقتين سبق ل"الحياة" أن نشرتهما في 11 و13 من الشهر الجاري، وهي تعيد نشرهما اليوم. الأولى هي "وثيقة عهد وفاق وتضامن بين الدول العربية" التي تركز على اطلاق مسيرة اعادة هيكلة الجامعة العربية، وكانت قطر وعُمان تحفظتا عنها، وطلبتا تعديلها أو سحبها، مع تأييدهما اصلاح الجامعة. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الدول الأعضاء وقعت بالأحرف الأولى على هذه الوثيقة. أما الثانية فهي "وثيقة التحديث والتطوير والاصلاح" التي شكلت اعلان نيات عربياً باعتزام الدول الأعضاء في الجامعة اجراء اصلاحات داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية. وترأس الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الجلسة الختامية التي لم يحضرها سوى سبعة من القادة، فيما كان الآخرون في طريق عودتهم الى بلدانهم. وكانت هذه الجلسة تأخرت عن موعدها المعلن بعدما طال اجتماع عقده وزراء الخارجية لمناقشة اقتراح مصري بادخال بند الى "وثيقة الاصلاح"، ولم يتفقوا في النهاية على صيغة له. كذلك ناقشوا أفكاراً طرحها الوفد اللبناني ولم يأخذوا بها أيضاً. والقى بن علي كلمة نوه فيها بأجواء "التفاهم والصراحة التي سادت أجواء القمة"، ثم أعلن انتهاء أعمال القمة. لكن وزير الخارجية الجزائري طلب الكلمة ليعلن ترحيب بلاده باستضافة القمة المقبل في آذار مارس 2005، وبعدها أكد بن علي مرة أخرى اختتام القمة. وأكد الأمين العام للجامعة أن القمة اتخذت موقفاً واضحاً لدعم سورية. ورأى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التونسي حبيب بن يحيى، بعد اختتام أعمال القمة، أن البلدان العربية ستستند إلى قرار الدعم في اتصالاتها الدولية لدعم الموقف السوري من العقوبات الاميركية بما في ذلك الإتصال بالإدارة الأميركية. وقال: "هناك قرار واضح وقاطع برفض المحاسبة والجزاء". واعتبر في رد على سؤال ل"الحياة" أن ليبيا موافقة على قرارات القمة والوثائق الصادرة عنها، على رغم انسحاب العقيد معمر القذافي من الجلسة الافتتاحية السبت، "لأن وزير خارجيتها كان حاضراً كل الجلسات التي أعدت فيها الوثائق ومشاركا فيها بشكل نشط". وأضاف ان البلدان العربية اتفقت على أرضية الحوار مع العالم الخارجي في شأن الإصلاحات السياسية لكنها ستتعاطى مع قمة الدول الثماني بحسب الدعوات الموجهة إلى البلدان وفي ضوء قراراتها السيادية. وشدد على أن "الجميع سيتحدث من ضمن هذا الإطار، وكل من سيحضر القمة من العرب ستكون لديه وثيقة يتكلم على أساسها لأنها تعبر عن الموقف العربي الجماعي" وأكد بن يحيى أن مسار الإصلاح السياسي "ذاتي وليس استجابة لأي ضغوط من أحد"، مستدلاً بأن فكرة الإصلاح في العالم العربي تعود الى القرن التاسع عشر. ولكن لوحظ أن وزراء الخارجية هم الذين وقعوا على "وثيقة التطوير والتحديث" وليس رؤساء الدول، وعزا موسى ذلك الى وجود آليات عادية للمصادقة عليها تتمثل في التوقيع بالأحرف الأولى بداية ثم احالة النصوص على الهيئات الدستورية في كل بلد لاعطائها الصبغة القانونية تمهيداً للنوقيع عليها رسمياً. واعتبر بن يحيى أنه باتت لدى العرب "خطة للعمل والتحرك سنسهر على متابعتها مع الأمانة العامة". وأكد أن البلدان العربية ستلتزم تنفيذ قرار تقديم الدعم المالي إلى السلطة الفلسطينية وأن الجميع تعهد المساهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني. وأوضح أن الخطة تشمل أيضاً "استعادة العراق سيادته واعطاء الأممالمتحدة دوراً أساسياً ومحورياً". لكن موسى نفى أن تكون القمة تطرقت إلى موضوع ارسال قوات عربية إلى العراق أواتخذت قراراً في هذا المعنى. وأوضح "أن العراق محتل وأن القوات العربية لا يمكن أن تكون جزءاً من الإحتلال في بلد عربي". الا أنه لم يستبعد هذا الإحتمال بعد انسحاب الإحتلال وتسلم سلطة عراقية المقاليد "فعندها سيكون لكل حادث حديث". وبرر بن يحيى ارجاء القمة أواخر آذار مارس الماضي بضرورة "الإعداد الجدي للقمة والتثبت من كل المسائل والخروج بقرارات توافقية لأن التوافق هو أسلوب عمل الجامعة العربية". واعتبر أن هذا الأمر "حدث للمرة الأولى في تاريخ العمل العربي المشترك". وأعلن أن ميثاق الجامعة سيخضع للتعديل في قمة الجزائر التي تعقد في آذار من السنة المقبلة. وشدد موسى على أن "المواظبة على عقد القمم في مواقيتها وعلى نحو دوري بات أمراً لا رجعة عنه، وهذا دليل على جدية الزعماء العرب". وتكتفي "الحياة" بنشر نصوص "وثيقة مسيرة التطوير والتحديث والاصلاح" و"اعلان تونس" و"وثيقة العهد والوفاق والتضامن" والكلمة الختامية للرئيس التونسي، وكلها تكاد تتشابه في ما تتناوله من قضايا ومواقف تضمنها ايضاً "البيان الختامي" الذي سبق ان نشرته "الحياة" يوم الجمعة الماضي.