يخوض الجنوب اليوم المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في لبنان وسط حبس للأنفاس، إذ ان الانتخابات تشكل محطة بارزة ومفصلية لغير قوة سياسية نظراً الى حدة المنافسة وما يمكن أن تفرزه من معادلات شعبية، خصوصاً على صعيد حركة "أمل" و"حزب الله" في المدن والبلدات الشيعية، وعلى صعيد رئيس الحكومة رفيق الحريري وخصومه في صيدا. وتشهد صيدا معركة ساخنة بين لائحة مدعومة من تحالف تيار الحريري والجماعة الاسلامية ولائحة يترأسها الدكتور عبدالرحمن البزري ويدعمها النائب اسامة سعد. وتكتسب المعركة في صيدا أهمية سياسية كبيرة خصوصاً بعد رفض سعد والبزري المبادرة التوافقية التي أطلقها الحريري. ورأت النائبة بهية الحريري أن "المعركة أخذت بعداً سياسياً بمحاولة البعض تسديد حسابات سياسية في مدينة رفيق الحريري. وتستعد صور لمعركة حامية بين داعمي اللائحتين حركة "أمل" والشيوعيين من جهة و"حزب الله" وتيار آل الخليل التقليدي وبعض القوى الأخرى من جهة ثانية. وأعلن الطرفان حال الاستنفار القصوى في صفوف ماكيناتهما الانتخابية بعدما استنفد مناصروهما كل وسائل الدعاية والتشهير في حق عدد من المرشحين على اللائحتين. وفي مدينة النبطية تتنافس لائحتان مكتملتان: الأولى مدعومة من "حزب الله" وحزب البعث، والثانية من "أمل" وإمام المدينة الشيخ عبدالحسين صادق والحزبين القومي والشيوعي. وشرعت الماكينات الانتخابية برفع وتيرة عملها، إذ ان الانتخابات تشهد تنافساً حامياً بين الطرفين. وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجه نداء الى كوادر "أمل" وعناصرها للاقتراع للائحة المدعومة من "أمل" رفضاً ل"مصادرة قرار المدينة" وكذلك في بلدات الجنوب. وأعلن النائب محمد رعد "حزب الله" سحب أحد مرشحي الحزب في النبطية لمصلحة مرشح حزب البعث كمال جابر كتأكيد واصرار على التحالف الوطني والقومي والانتخابي البلدي بين "حزب الله" وحزب البعث الذي كان أكد في بيان "تحالفه مع "حزب الله" في الجنوب". أما في جزين فقد أعلن الرئيس الحالي للبلدية سعيد أبو عقل لائحته المدعومة من النائب سمير عازار في مواجهة لائحة تحالف المعارضة المدعومة من "لقاء قرنة شهوان" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والسفير السابق سيمون كرم والنواب السابقين ادمون رزق، نديم سالم وسليمان كنعان. وفي حاصبيا فشل اتفاق اللحظة الأخيرة في تأليف لائحة توافقية بسبب عقدة التمثيل المسيحي. وبذلك ستخوض البلدة معركة قاسية بين اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب انور الخليل واللائحة المنافسة المدعومة من الحزب القومي والحزب الديموقراطي الذي يترأسه الوزير طلال ارسلان. وفي المواقف، أمل البطريرك نصرالله صفير ألا تحمل الانتخابات البلدية والاختيارية أكثر مما تحمل. من جهته، أمل وزير الداخلية الياس المر "ألا يتجاوز أحد في الانتخابات اليوم سقف القانون". ورأى "ان أي تخريب في الأمن يصب في مصلحة اسرائيل"، مؤكداً ان الوضع الأمني في الجنوب "هو خط أحمر". وسأل النائب محمد عبدالحميد بيضون إذا كان التنافس في الجنوب هو معركة سياسية بين خطين أم تنافس بين تنظيمين على نفوذ وشعبية. ورأى ان المحيط الذي يعمل فيه بري ينقل له صورة خاطئة عن الواقع. وتوقع "الخسارة لبري في انتخابات الجنوب"، معتبراً ان زعامته محصورة في قضاءين في المنطقة بعدما كانت تمتد من البقاع الى أقصى الجنوب. ورأى ان "حزب الله" هو حزب كل اللبنانيين "لأنه يدافع عن السيادة".