يتجه الاستحقاق الانتخابي البلدي في محافظتي الجنوب والنبطية غداً الاحد الى معركة تنافسية قطباها الرئيسيان حركة "أمل" و"حزب الله"، وحلفاء كل منهما سواء من العائلات او من الاحزاب والتيارات السياسية والحزبية الاخرى. اما في صيدا فإن المواجهة تأخذ طابعاً تنافسياً لا يقل حماوة. وذكرت مصادر جنوبية وأخرى مقربة من "أمل" ل"الحياة" ان التوافق بينها وبين "حزب الله" على دعم لوائح لا تضم حزبيين، بل مقرّبين، كما طالب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لم ينجح الا في عدد قليل من القرى، قد لا يتعدى الثلاث. اما في سائر القرى والبلدات اضافة الى المدن فإن التوافق بينهما لم ينجح وحلّ محله التنافس بين لوائح يدعمها الفريقان، ينتظر ان تسفر عن معارك بعضها يتسم بالحماوة والآخر بالهدوء. وفي محاولة لرسم لوحة تقريبية للوضع الانتخابي الجنوبي فإن صورة الانتخابات في مدينة النبطية ضبابية بسبب عملية خلط الاوراق التي قلبت بعض المعادلات السياسية رأساً على عقب، وتركت اثرها في تأليف اللوائح التي رست على اربع: الاولى مدعومة من الرئيس بري والنائب السابق أنور الصباح، والثانية يساندها "حزب الله"، والثالثة من المستقلين وتحظى بتأييد النائب السابق رفيق شاهين، والرابعة تحظى بدعم الحزب الشيوعي اللبناني والتيار الشعبي الديموقراطي النائب السابق حبيب صادق والاتحاد العمالي المستقل برئاسة الياس أبو رزق. ويتنافس 51 مرشحاً موزعين على اللوائح الاربع، وثلاثة مرشحين منفردين لملء 21 مقعداً يتشكل منهم المجلس البلدي لمدينة النبطية. واللافت ان البلدة لم تشهد على الاطلاق اي محاولة، ولو من باب رفع العتب، لتحقيق الائتلاف، وبالذات بين "أمل" و"حزب الله"، وان المحاولتين الوحيدتين ركزتا على امكان قيام لائحتين الاولى يرعاها الرئيس بري ومدعومة من النائبين الوزير ياسين جابر وعبداللطيف الزين والنواب السابقين أنور الصباح ورفيق شاهين وعماد جابر. وانتهت المحاولة الى فشل لخلاف "أمل" والنائبين جابر والزين والنائب السابق الصباح من جهة، والنائبين السابقين شاهين وجابر، بسبب التباين في شأن تركيب اللائحة في ضوء شعور الاخيرين بأن التركيبة لا تعكس حقيقة توازن القوى في البلدة اضافة الى وجود فاعل لمرشحين مقربين من "أمل". وكشفت مصادر جنوبية ل"الحياة" ان الصباح تولى التفاوض مع شاهين وجابر وكان يضع الرئيس بري في آخر تطوراتها. وقالت ان الخلاف يعود الى انهم اتفقوا على لائحة اولية سرعان ما تعرضت بعض الاسماء فيها لاستبعاد من رئيس المجلس، وهذا ما دفعهما الى الاعتذار لرفضهما تشكيل لائحة يريد البعض منهما ان يؤمنا لها الغطاء السياسي. اما بالنسبة الى المحاولة الثانية فإن الحزب لم يتوصل الى تفاهم مع الحزب الشيوعي والنائب السابق صادق والاتحاد العمالي المستقل الذين اعتبروا ان "حزب الله" يود الحصول على غالبية الاعضاء في اللائحة الائتلافية اضافة الى ان التجربة التي سادت الانتخابات النيابية عام 1996 لم تكن مشجعة، بعد ان تخلى الحزب عن التحالف معهم ليعقد تعاوناً انتخابياً في اللحظة الاخيرة مع الرئيس بري. لذلك فإن اللائحة الثانية جاءت على غرار اللائحة الاولى مدعومة من العائلات وبعض الوجوه المستقلة وبينهم المرشح عباس وهبي المقرّب من الرئيس كامل الاسعد، على رغم ان الاخير لم يحدد موقفه. والمعلوم ان لائحة بري - الصباح جاءت مكتملة وغاب عنها اي مرشح مسيحي، وقال النائب السابق الصباح اثناء اعلان اسمائها "انهم انحشروا ولم يكن في الامكان ضم مرشح مسيحي". اما لائحة الحزب فتألفت من 19 عضواً ولم تضم مسيحياً، وكذلك الحال بالنسبة الى لائحة الشيوعي - صادق، التي ضمت اربعة مرشحين شيعة. ولم يكن من خيار امام النائب السابق شاهين الا دعم لائحة غير مكتملة من المستقلين ضمت سبعة مرشحين، بينهم المرشح المسيحي حنا جروان. وهو الوحيد من المسيحيين الذين ترشحوا. وقال شاهين ل"الحياة" انه حاول التوصل الى لائحة ائتلافية تضم ابرز الوجوه العاملة في الحقل العام في النبطية وتحظى بتأييد العائلات "لكننا لم نوفق فاضطررت انا والنائب السابق جابر الى عدم الموافقة على اللائحة المدعومة من الرئيس بري". وأكد انه يخوض معركة اثبات وجود وانه يترك للناخب حرية القرار في الاقتراع لمن يريد. من جهة ثانية، علمت "الحياة" ان النائب السابق عماد جابر الذي رفض الطريقة المتبعة في تأليف اللائحة المدعومة من "أمل"، قد يتخذ قراره في الوقوف على الحياد تاركاً لمؤيديه الحرية في انتخاب من يريدون. وفي مدينة صور مجلس بلديتها من 21 عضواً اعلن النائب علي الخليل لائحة كاملة من العائلات مدعومة من بري، وأعلن نائب "حزب الله" عبدالله قصير لائحة تضم 15 عضواً، تحالف فيها والحزب الشيوعي وحبيب صادق وآل صفي الدين وبعض العائلات الاخرى، علماً ان العرف يقضي بأن يكون بين اعضاء المجلس البلدي في المدينة 13 شيعياً وأربعة سنّة وأربعة مسيحيين. وفي صيدا اقيم امس مهرجانان خطابيان اعلنت خلالهما لائحتان: الاولى برئاسة جلال قبرصلي وتحالف فيها مناصرو النائبة بهية الحريري والوزير السابق نزيه البزري و"الجماعة الاسلامية"، والثانية رعاها نائب صيدا مصطفى سعد برئاسة شقيقه اسامة. وذكرت معلومات في صيدا ان المهرجان الذي اعلنت فيه اللائحة المدعومة من الحريري والبزري و"الجماعة" أعقبه اشكال امني بين "الجماعة" وأنصار الشيخ ماهر حمود قرب مسجد القدس تدخلت قوى الأمن وطوّقته. وكان الشيخ حمود هاجم، في خطبة الجمعة، "الجماعة" لتحالفها مع رئيس الحكومة. وفي قرى شرق صيدا ستتواجه لوائح يرعاها النواب المقرّبون من الرئىس بري وأخرى عائلية باستثناء بلدة درب السيم التي توافق ابناؤها على ان يترأس اللائحة التوافقية فيها الدكتور طنوس باسيل المقرّب من التيار الشعبي الديموقراطي. وفي بلدة مغدوشة ينتظر ان تعلن لائحة يرعاها النائب ميشال موسى وأخرى ستنافسها يرعاها فيليب الخوري نجل النائب السابق الراحل راشد الخوري. اما في قضاء جزين فإن ثلاث قرى خارج الشريط الحدودي المحتل ستجرى فيها انتخابات بلدية هي لبعا وكرخا وجرنايا، وستتنافس فيها العائلات. وتقول مصادر "حركة أمل": "في معظم المناطق دعمنا نحن نشوء لوائح من مقرّبين من "أمل" مع مستقلين وممثلين للعائلات، او مع بعض القوى الحزبية الاخرى، في مقابل لوائح دعمها "حزب الله" تضم حزبيين من صفوفه بالتعاون مع بعض العائلات التي جيّر الحزب اصواته لمرشحيها كي تتعاون معه". وأكدت "ان التعاون بين أمل والأحزاب الاخرى تم في حالات توافق معظم اهالي القرية على دعمهم لأنهم يتولون مسؤوليات في جمعيات انمائية او نوادٍ تفيد الاهالي من مثل بلدة صريفا في قضاء صور حيث للحزبيين دور في التعاون المنشأة هناك". وفي جويا، اكبر البلديات بعد صور 18 عضواً أدى دعم الحزب للائحة تضم حزبيين ويترأسها المغترب جواد رضا مع وعد منه بانتخاب نائب الرئيس من احد اعضاء الحزب، الى اتجاه "أمل" الى دعم لائحة يتزعمها رجل الاعمال علي الجمّال. وتسعى "أمل" الى اقناع بعض من في اللائحة الحزبية بالانضمام الى اللائحة المدعومة منها مع ممثلي العائلات لضمان منافسة متكافئة مع الحضور الذي يتمتع به الحزب. وأدى تحالف مرشحي الحزب في بلدة قانا مع آل عطية، وهي اكبر عائلة في البلدة، الى تكتل من مقرّبين ل"أمل" مع عائلات اخرى، بلائحة يترأسها الزميل صلاح سلامة. كذلك في بلدة البازورية مسقط الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، سيحصل التنافس بين الحركة والحزب. وفي الأقضية الأخرى دعمت "أمل" في بلدة الصرفند التي هي من البلديات الكبرى، لائحة من ممثلي فاعلياتها وحزبيين يساريين سابقين ومقرّبين من الحركة في مقابل تعاون "حزب الله" مع مرشحين منفردين من العائلات. وفي جبشيت مسقط الشيخ عبدالكريم عبيد الاسير في احد سجون اسرائيل لم تنجح جهود امام البلدة الشيخ احمد طالب والعلاّمة السيد هاني فحص في توافق بين التنظيمين الشيعيين، فدعم "حزب الله" لائحة، عدد الحزبيين فيها نحو 11 من اصل 15 في مقابل لائحة مؤلفة من مقرّبين من "أمل" وممثلين لبعض العائلات. ورعت "أمل" في معظم قرى اقليم التفاح عربصاليم وعين قانا وجباع وكفرفيلا وكفرحتى لوائح من مقربين منها مع ممثلين للعائلات في مقابل تعاون مرشحي الحزب مع ممثلين آخرين للعائلات. وهذه كانت الحال في قرى اخرى مثل انصار والشرقية والدوير التي تعاون فيها "حزب الله" مع رموز عائلية مقرّبة من الرئيس الأسعد ضد اللائحة التي تدعمها "أمل" مع بعض الاحزاب الاخرى. وفي كفررمّان رعى النائب عبداللطيف الزين لائحة توافقية مع "أمل" والحزب الشيوعي فيما يسعى "حزب الله" الى تعاون مع منفردين. وفي النبطية الفوقا تعاونت "أمل" مع حزب البعث.