فيما تنشط الاتصالات على خط حركة "أمل" و"حزب الله" لتوضيح معالم المشهد الانتخابي للمرحلة الثالثة من الاستحقاق البلدي في محافظتي الجنوب والنبطية في 23 الجاري، فإن الوصول الى صيغة توافقية بينهما ما زال بعيد. ومتابعة للمساعي التي يبذلها وبعد لقاء جمعه أول من أمس برئيس المجلس النيابي نبيه بري، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في شأن المسعى التوافقي بين "أمل" و"الحزب". وأعلن جنبلاط انه لمس من نصرالله كل الاستعداد للوصول الى الحد الأدنى من الوفاق، لكن ضمن المعطيات على الأرض حيث أمكن. وفيما لم يفض الاجتماع الى نتائج واضحة اكتفى جنبلاط بالتشديد على اهمية الحفاظ على الخط الوطني والاسلامي في هذه المرحلة وتمتين الصف. وبحسب "حزب الله" فإن نصرالله عرض الأسس العريضة للتفاهم الذي كان تم مع "أمل" والقاضي بأن يشكل الطرفان مرجعية عامة تساعد العائلات وأبناء المدن والبلدات على اختيار من يرونه مناسباً لتمثيلهم. وأكد "اننا كنا وما زلنا حريصين على هذا التفاهم وقد بذلت بالفعل جهود كبيرة في هذا السبيل في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات وحصل التوافق عملياً في العديد من القرى والبلدات وان كانت قليلة نسبياً فيما أجريت الانتخابات في سواها ضمن اجواء المنافسة الديموقراطية والهادئة". وقال: "نحن حريصون على مواصلة العمل في هذا التفاهم من دون اي استثناءات في مدن وبلدات وقرى الجنوب كلها. اما اذا تعذر التوافق في بعض البلدات فمن الطبيعي ان تجرى الانتخابات في اجواء المنافسة الديموقراطية". وأكد نصرالله ان "حزب الله" يتعاطى مع الانتخابات في حدودها البلدية والانمائية ولا يقبل بأن تكون سبباً للفرقة والخلاف بين الاخوة من الخط الوطني المقاوم نفسه و"لذلك فالعلاقة الايجابية مع الاخوة في "أمل" وبقية القوى ستبقى كما كانت قبل الانتخابات". وتشير المعطيات الى ان المعركة الانتخابية لا مفر منها خصوصاً في مدن الجنوب وبلداته الكبيرة، إذ ان حمى اللوائح فيها رسمت مشهد المنافسة الحامية. وأكدت مصادر نيابية مواكبة للاتصالات ومقربة من "أمل" و"حزب الله" ل"الحياة" ان القرى والبلدات التي تتمتع فيها قوى سياسية اخرى بثقل انتخابي فإنها فرضت على الطرفين تشكيل لوائح مشتركة. اما المدن والبلدات التي تحظى بنفوذ كبير ل"أمل" أو ل"حزب الله" فإن الجانبين سيخوضان معارك قاسية فيها. ودعت القيادة القطرية لحزب البعث البعثيين في الجنوب الى "بذل كل جهد متاح لإنتاج توافق انتخابي يجمع الحزب وأمل وسائر القوى. وأشادت بجهود رئيس فرع الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة بهدف تشجيع هذا التوافق، منوهة "بدور جنبلاط". صيدا: مرحلة اللوائح أما في مدينة صيدا التي أقفل باب الترشيحات للمجلس البلدي فيها على 60 مرشحاً يتنافسون على 21 مقعداً فقد دخل الاستحقاق البلدي مرحلة اعلان اللوائح. وانجلى المشهد الانتخابي في شكل واضح في ضوء نتائج الاجتماع النهائي الموسع الذي عقد امس بين النائبة بهية الحريري و"الجماعة الاسلامية". وأكد الدكتور علي الشيخ عمار مسؤول "الجماعة الاسلامية" ل"الحياة": "حسم موضوع التحالف مع التيار الحريري". وقال: "تفاهمنا على تشكيل اللائحة بكامل اعضائها اسماً اسماً وبرئاسة عدنان زيباوي المدعوم من تيار الحريري وقد ارجأنا البحث بموضوع التفاهم على نائب الرئيس". وأضاف: "اشتركنا بتسمية اعضاء اللائحة كافة كفريق عمل متجانس". وفي المقابل، حسم النائب اسامة سعد والدكتور عبدالرحمن البزري خيارهما في خوض المعركة متحالفين ضد تيار الحريري و"الجماعة الاسلامية" في لائحة واحدة يترأسها البزري. وفي ضوء هذه التحالفات الجديدة تكون صيدا قد شهدت انقلاباً في التحالفات، اذ اصبح خصوم الأمس حلفاء اليوم اذ ان "الجماعة الاسلامية" كانت خاضت الانتخابات النيابية الماضية ضد الحريري بالتحالف مع النائب سعد فيما كان البزري خصماً لآل سعد. وتتضافر الجهود التي يبذلها هذا التحالف مع قوى اخرى من اجل خرق لائحة تيار الحريري بعد النجاح الذي حققه الأخير في بيروت. وتقيم مؤسسة الحريري مهرجاناً مساء اليوم في صيدا يشارك فيه الرئيس رفيق الحريري الذي رفعت في شوارع مدينتها وساحاتها صور عملاقة له ولافتات لمؤسسته حملت شعار 25 عاماً من اجل الانسان ليلقي كلمة يعلن فيها تشكيل اللائحة وأسماء اعضائها.