ادى مانموهان سينغ الخبير الاقتصادي البالغ من العمر 71 عاماً أمس اليمين الدستورية كرئيس وزراء جديد للهند، أمام الرئيس الهندي ابو الفقير زين العابدين عبد الكلام في حفل نظم في القصر الرئاسي في نيودلهي. وسيرأس سينغ الذي سيصبح رئيس الوزراء الرابع عشر حكومة ائتلافية من 67 وزيراً ل"التحالف التقدمي المتحد" بقيادة حزب المؤتمر. وهو اختير مرشح "المؤتمر" لرئاسة الوزراء بعدما امتنعت رئيسة الحزب سونيا غاندي عن تولي المنصب اثر حملة عنيفة استهدفت اصولها الايطالية، على رغم انها قادت حزبها واليسار الهندي الى الفوز في الانتخابات الاخيرة. وسينغ المتحدر من عائلة متواضعة هو اول مرشح من السيخ اقلية في الجمهورية العلمانية الهندية يصبح رئيساً للحكومة الفيديرالية، المنصب الذي كان يتولاه حتى الان الهندوس. علماً الرئيس ابو الكلام الذي ادى سينغ امامه اليمين الدستورية مسلم. وشغل سينغ المقرب من غاندي منصب وزير المال في الفترة بين 1991 و1996، كان خلالها مهندس اولى الاصلاحات الاقتصادية الكبرى التي التزمت بها الهند التي تعد اكثر من بليون نسمة. ويؤيد التحالف الجديد الذي يقوده حزب المؤتمر نحو 317 عضواً في البرلمان البالغ عدد أعضائه 545 عضواً. علماً ان عدد الاعضاء المطلوب تجاوزه كغالبية من أجل إقرار تشكيل الحكومة هو 272 عضواً. ووفقاً لاحدث إحصاء، يشارك "التحالف التقدمي المتحد" بمجمل 12 حزباً في الحكومة فيما تسانده عشرة أحزاب وبرلماني مستقل واحد من الخارج. وقضى سينغ وغاندي وغيرهما من قادة "المؤتمر" الكبار ليل الجمعة بحثاً عن صيغة ترضي جميع الاطراف. وقالت مصادر في الحزب إن سينغ ربما يحتفظ لنفسه بحقيبة المال ذات الاهمية الكبرى. ويتوقع ان يحصل براناب موخيرجي الذي كان ينافس سينغ على رئاسة الوزراء على منصب وزير الشؤون الداخلية فيما يحصل على منصب وزير الخارجية الديبلوماسي المخضرم السابق ناتوار سينغ. وهنأت باكستان سينغ الذى ادى اليمين الدستورية، مشيدة بالتزامه من اجل السلام بين بلاده وباكستان المجاورة. وقال الرئيس برويز مشرف "نرحب برغبة حكومتكم في تحسين العلاقات بين بلدينا ...".