رفضت الأحزاب اليسارية الهندية بزعامة الحزب الشيوعي والتي تملك أكثر من 60 مقعداً من أصل 545 مقعداً في البرلمان، الانضمام إلى الائتلاف الحكومي مع حزب "المؤتمر" بزعامة رئيسة الوزراء المنتخبة صونيا غاندي التي يتوقع أن تؤدي القسم الدستوري غداً. وتلتقي غاندي اليوم، الرئيس أبو الكلام آزاد لتطالب بحقها في تشكيل الحكومة بعدما حصلت على دعم الأحزاب المتحالفة مع "المؤتمر". ويتعين عليها أن تبرز خلال اللقاء إثباتات بأن حكومتها العتيدة تحظى بدعم أكثر من 300 عضو في مجلس النواب. وبدد تأكيد لقاء غاندي الرئيس الهندي تكهنات باحتمال إسناد المنصب إلى شخصية توافقية في حزب المؤتمر، لإقناع المتحفظين عن كون صونيا "أجنبية المولد"، بالمشاركة في الحكومة الائتلافية، وعدم الاكتفاء بدعمها في البرلمان. ومن الزعماء الجدد الذين دعموا غاندي، شاراد باوار زعيم حزب "مهاراشترا" النافذ والذي كان اعترض في السابق على الأصول الإيطالية لصونيا، وعمار سينغ الأمين العام لحزب "سامجوادي بارتي" الاشتراكي الذي حصل على 36 مقعداً في ولاية أوتار براديش شمال. وأوجد رفض الأحزاب اليسارية المشاركة في الحكومة مخاوف لدى المستثمرين من أن يعرقل زعماؤها الإصلاحات الرئيسة في ثالث أكبر دولة اقتصادية في آسيا، خصوصاً في مجالي الخصخصة وضمان بقاء صناديق الاستثمار الأجنبية التي سرت اشاعات عن تداولها إجراءات سحب تراوح بين بليون وبليوني دولار. وعلى الأثر، سارع مانموهان سينغ أحد كبار قادة حزب "المؤتمر" إلى طمأنة المستثمرين، وقال: "ستسعى سياساتنا الاقتصادية والنقدية إلى خلق مناخ مؤاتٍ للأعمال"، في حين أكد الحزب الشيوعي على لسان أمينه العام أتول كومار أنجان أنه سيؤيد حكومة غاندي من الخارج. وهوت قيمة الأسهم بنسبة .517 في المئة في بورصة بومباي، مما جعلها تتكبد الخسائر الأكبر حجماً في تاريخها، لكن تدخل الشركات ببلايين الدولارات أنعش الأسهم جزئياً في حصة التداول الثانية، واستقر خفض الاسهم عند 11 في المئة. على صعيد آخر، أعلن حزب "بهاراتيا جاناتا" أن الائتلاف الذي يقوده القوميون الهندوس والذي خسر في الانتخابات الأخيرة، سيقاطع مراسم تنصيب صونيا غاندي، احتجاجاً على أصولها الأجنبية "التي لا تؤهلها لقيادة أكبر دولة ديموقراطية في العالم". وأعلن الحزب أنه سيخوض معركة في البرلمان لطرح قضية عدم شرعية تولي غاندي السلطة. واللافت أن رئيس الوزراء السابق آتال بيهاري فاجبايي عضو حزب "بهاراتيا جاناتا" سيحضر مراسم تنصيب غاندي.