في الذكرى ال56 للنكبة والتي تصادف اليوم، كان الشعب الفلسطيني يعيش أجواء نكبة متجددة بفعل العدوان الاسرائيلي المستمر في الأراضي المحتلة حيث بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ مخطط قديم - جديد لتدمير نصف مدينة رفح وتوسيع شريط "فيلادلفيا" الحدودي مع مصر من خلال "مجزرة منازل". ورد الفلسطينيون بهجوم نوعي جديد تبنته "كتائب الأقصى" التابعة لحركة "فتح" استهدف آلية عسكرية في رفح وأسفر عن مقتل جنديين. وسبق ذلك قصف أودى بحياة فلسطيني، ليرتفع بذلك عدد شهداء رفح الى خمسة منذ ليل الخميس - الجمعة. راجع ص6 و7 وفيما يستمر العدوان في غزة، أكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في كلمة أمام المجموعة الفيديرالية اليهودية الداعمة لاسرائيل في مدينة بالم بيتش في فلوريدا الحاسمة انتخابيا، التزام ادارته مساعدة اسرائيل في "حربها ضد الارهاب" ومتابعة السياسة الهجومية الاميركية الاستراتيجية العدوانية ضد الارهاب ورفض تقديم أي تنازلات. وقال: "من الخطأ الاعتقاد بزوال الخطر الارهابي"، مستشهدا بالهجمات في "اسطنبول والرياض والقدس وكربلاء ومدريد". واضاف تشيني الساعي الى ولاية ثانية: "نحن نعمل على تفكيك البنى التحتية والمالية للمنظمات الارهابية في اميركا واسرائيل". وعلى رغم موقف تشيني، فإنه بدا أخيراً ان الولاياتالمتحدة تضع ثقلها مجددا لدفع عملية السلام، اذ صرح وزير الخارجية كولن باول بأنه ينوي لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع وعدد من زعماء المنطقة، بمن فيهم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، في حين رجحت مصادر ان يلتقي نظيره المصري احمد ماهر للبحث في دور القاهرة في اعادة تأهيل الاجهزة الامنية الفلسطينية. كما لم تستبعد المصادر ان ترسل واشنطن طاقماً اميركياً الى الاراضي الفلسطينية ليشرف على أي "وقف للنار" في المستقبل. من جانبه، أكد قريع انه سيلتقي باول في عمان اليوم على هامش اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي. وهذا اللقاء هو الاول على هذا المستوى بين مسؤول اميركي رفيع ورئيس الحكومة الفلسطينية الذي تجاهلته واشنطن بعد استقالة سلفه محمود عباس ابو مازن، وبسبب "قربه" من الرئيس ياسر عرفات. ويحمل قريع الى لقاء باول خطة سياسية - امنية بلورتها السلطة لتنفيذ استحقاقاتها في "خريطة الطريق". وتتضمن هذه الخطة مجموعة من الاجراءات المتعلقة بالأمن والاصلاح وجدولاً زمنياً للانتخابات البلدية. كما تستند الى وقف متبادل لاطلاق النار ودور دولي ناشط. ويتوقع ان تلقي الاوضاع المتدهورة في الاراضي المحتلة بظلالها على اللقاء، إذ أكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث ان المطلب الفلسطيني الأول من باول سيكون العمل على وقف متبادل للنار يمهد لاستئناف المفاوضات وفق "خريطة الطريق". وكانت قوات الاحتلال نفذت امس في رفح اكبر عملية توغل تقوم بها منذ الانتفاضة عندما سوت بالأرض عشرات المنازل بهدف توسيع شريط "فيلادلفيا" الحدودي. واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان قرار الهدم يهدف الى "قلب ميزان الحرب لصالح اسرائيل" بسبب الهجمات الاخيرة. الا ان مراقبين لاحظوا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كان اعلن قبل اكثر من شهر ان احد الخيارات المطروحة في اطار "خطة الفصل" هو توسيع "شريط فيلادلفيا". وتمتد المنطقة المستهدفة التي تسعى اسرائيل الى "تطهيرها" من الفلسطينيين على طول 14 كيلومتراً، علماً ان تقريراً للأمم المتحدة صدر قبل ايام أفاد ان عدد المنازل التي هدمت في الايام العشرة الاولى من الشهر الجاري بلغ 130 منزلاً معظمها في رفح، ما ادى الى تشريد اكثر من 1100 فلسطيني. وكشف النائب من حزب "ميرتس" يوسي سريد ان خطة شارون تهدف الى تدمير "نصف مدينة رفح"، اي الاف المنازل، معتبراً أن المخطط الذي يجري تنفيذه بموافقة البيت الابيض "جريمة حرب".