أعلن وزير الخارجية التركي عبدالله غل ترشيح بلاده الباحث أكمل الدين إحسان أوغلو لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي سيجتمع وزراء خارجيتها في اسطنبول ما بين 14 و16 حزيران يونيو المقبل، لانتخاب خلف للأمين العام السابق المغربي عبدالواحد بلقزيز. وقدم غل المرشح التركي في مؤتمر صحافي دعا إليه سفراء دول المنظمة الإسلامية في تركيا. وأكد سعي بلاده إلى هذا المنصب من أجل "تفعيل المنظمة والإفادة من خبرات تركيا في تعاملها مع العالمين الإسلامي والغربي". وأشار الوزير التركي إلى أنه آن الأوان ليشغل هذا المنصب مرشح من غرب آسيا بعدما احتكرته شرق آسيا وأفريقيا ، مضيفاً أن تركيا تمثل أيضاً الأقليات الإسلامية في أوروبا . ويشغل أكمل الدين إحسان أوغلو منصب مدير معهد الأبحاث لتاريخ الإسلام الفني والثقافي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول. ويجيد العربية بطلاقة كما يجيد اللغتين الفرنسية والإنكليزية. وهو عضو في عدد من الهيئات والجمعيات التي تهتم بالتاريخ الإسلامي. وقال إحسان أوغلو إن الأوان آن لانتخاب أمين عام من داخل المنظمة التي خدم فيها ل25 عاماً، لذا فهو على دراية تامة بكل مشاكلها. إحسان أوغلو: الظروف اختلفت وفي حديث إلى "الحياة"، قال إحسان أوغلو إن الظروف الدولية الحالية تختلف كثيراً عن تلك التي أنشئت خلالها المنظمة عام 1969، مشيراً إلى ضرورة تحرك العالم الإسلامي الآن لتكون له كلمته في العالم. وأشار إلى أهمية تأقلم المنظمة مع التطورات الدولية، وتفعيل أمانتها العامة لتنفيذ قراراتها، بعيداً من العواطف والمحاباة . واعتبر أن هامش التحرك السياسي للعالم الإسلامي يبقى ضيقاً بسبب تفرق واختلاف توجهات الدول الإسلامية، "مما يدفعنا إلى التحرك ثقافياً واجتماعياً من خلال المنظمة، وعلى سبيل المثال يمكن تقديم الدعم الثقافي والاجتماعي للأقليات الإسلامية التي تكبر وتكثر في أوروبا والولايات المتحدة". ويذكر أن تركيا كانت رشحت وزير خارجيتها السابق يشار ياكش للمنصب عام 2000. ولكنه انسحب أمام إجماع غالبية الدول على انتخاب عبدالواحد بلقزيز، فيما ينافس إحسان أوغلو مرشحَين آخرَين، أحدهما ماليزي تبدو حظوظه ضعيفة بسبب توجه الكثيرين لمنح المنصب لدولة من وسط أو غرب آسيا، إضافة إلى مرشحٍ ثانٍ من بنغلادش لكنه متهم بعدد من قضايا حقوق الإنسان والفساد، مما يجعل المرشح التركي الأوفر حظاً في الانتخابات التي ستجرى في منتصف الشهر المقبل. وينسجم ذلك مع مساعي تركيا لتكون حلقة الوصل بين العالم الاسلامي والغرب، من خلال مساعيها لدخول الاتحاد الأوروبي.