قال المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي جاسم المناعي ان الدول العربية، كغيرها من البلدان النامية، وضعت ضريبة القيمة المضافة كعنصر من عناصر الإصلاح، ولدعم موازنة الدولة بعدما خفّ الاعتماد على الموارد الريعية كالمنح والإيرادات النفطية. واشار الى ان 8 دول عربية، هي الجزائر والأردن والسودان وموريتانيا ومصر و لبنان والمغرب وتونس، أدخلت ضريبة القيمة المضافة ك"أداة لتحديث هيكلها الضريبي ولتطوير وتنويع إيراداتها الضريبية". وقال المناعي، في كلمة افتتح بها أمس في مقر الصندوق في أبوظبي دورة"ضريبة القيمة المضافة: التصميم والتنفيذ"التي ينظمها معهد السياسات الاقتصادية في الصندوق ومعهد صندوق النقد الدولي في إطار برنامج التدريب الإقليمي المشترك لسنة 2004 ، إن ضريبة القيمة المضافة تكتسب أهمية إضافية كونها من أحد أهم العناصر المهمة في التكامل والإصلاح الاقتصادي خصوصاً إصلاح مالية الحكومة. وتهدف الدورة التي يحضرها 34 مشاركاً من 16 دولة عربية إلى توسيع وتعميق معرفة المشاركين فيها بنظام ضريبة القيمة المضافة وإدارتها. وتغطي مواضيع تتعلق بشكل مباشر بتصميم وإدارة سياسة ضريبة القيمة المضافة. وشدد المناعي على أن هذه الدورة تمثل إلى حد كبير إحدى الدورات المتخصصة إذ تعنى بشكل خاص بموضوع ضريبة القيمة المضافة التي ازدادت أهميتها في الحقبة الأخيرة، إذ ارتفع عدد الدول التي تطبقها من 47 عام 1989 إلى 125 سنة 2004. وقال:"إن ضريبة القيمة المضافة هي في نهاية المطاف ضريبة على الاستهلاك أو المستهلك الأخير، لكنها ذات قاعدة عريضة تفرض على مختلف مراحل إنتاج السلع والخدمات تتضمن خصماً ضريبياً tax credit يعادل الضرائب المدفوعة من قبل المنتجين على السلع الوسيطة التي تستعمل في عملية الإنتاج". ولفت المناعي الى أن الدول التي تطبق ضريبة القيمة المضافة تحصل نسبياً على إيرادات ضريبية أعلى من غيرها تبلغ ما يعادل 25 في المئة من الإيرادات الضريبية أو 5 في المئة من قيمة اجمالي الناتج المحلي مؤكداً أن هذه الإيرادات تزداد في البلدان ذات الدخل المرتفع، الأمر الذي يعكس أهمية وجود قدرات تنظيمية كفوءة معنية بتصميم وإدارة الضريبة. كما أكد أهمية إيرادات ضريبة القيمة المضافة في الدول التي لديها ضرائب منخفضة، أو في طور الانخفاض، على التجارة الخارجية، الأمر الذي يُفسر إلى حد ما ارتفاع المعدلات البديلة لضريبة القيمة المضافة مع الوقت. وقال رئيس صندوق النقد العربي إن هذه الضريبة في دول الاتحاد الاوروبي لعبت دوراً فاعلاً في دفع عملية الوحدة الاقتصادية. وشدد على أن الأثر المهم في اتباع هذه الضريبة في البلدان النامية هو تعزيز القدرات الإدارية للمعنيين التي تنبع من زرع الثقة والمسؤولية والوعي الضريبي من جهة ومن رفع القدرات التقنية والمحاسبية من جهة أخرى.