العالم الانساني في مشرقي ومغربي، اهتز ألماً وشفقة على السجناء العراقيين الذين عذبوا في سجن ابو غريب، على أيدي رجال ونساء من مواطني الدولة الديموقراطية الكبرى والراعية لحقوق الانسان في العالم. وكان الفضل في كشف تلك المأساة لسلطات ومؤسسات حرة من صحافيين وصحافة وتلفزة عالمية. وقياساً على تلك الحادثة المأسوية يحق لنا ان نسأل: ألا يوجد في دولنا العربية الواحدة والعشرين سجون مثل سجن أبو غريب المشهور؟ ربما تكون سجوناً أعلى جدراناً وأشد ظلمة، وربما اصحابها او جلادوها اقسى قلوباً وأشد تعذيباً من السجانين الاميركيين. ونقول ان التعذيب فعلاً لا يمارس فقط في السجون المعروفة الكبيرة، بل يمارس في كل مؤسسات الدولة من مكاتب شرطة واستخبارات ومراكز أمن. وبمناسبة تلك المأساة العالمية أطالب صحافيينا الاحرار الموجودين في كل صحيفة ومكان، وأطالب محطات اذاعاتنا العربية المشهورة، وأطالب جمعيات حقوق الانسان في كل بلد عربي، أطالبهم ان يتولوا بكل شجاعة وصراحة الكشف عن مآسي السجون العربية، وأن يدافعوا عن حقوق الانسان لكل سجين اجنبي او عربي يقبع في السجون العربية. أخيراً، انا الشيخ المعمر في السبعينات من العمر، لا ازال اذكر بألم وبفخر منذ خمسة وخمسين عاماً تلك الفلقة التي اكلتها على قدمي الطريتين لاستجوابي على منشور سياسي كتبته ووزعته انتقاداً لشخصية اردنية كبيرة، ولا ازال، والحمد لله ولليوم، اكتب وأنتقد وأقول نعم ولا. عمّان - هاني السعودي