يرى بعض العراقيين في نشر الصحف المحلية صوراً فاضحة للاسرى داخل المعتقلات الاميركية اضراراً بالقيم الاخلاقية السائدة في المجتمع العراقي على رغم ان حديث فضيحة التعذيب يطغى على كل ما عداه في الشارع والبيت العراقيين. ويؤكد بعضهم ان هذه الصور جعلت اهالي الاسرى الذين ما زالوا في المعتقلات يشعرون بالكثير من الحرج الاجتماعي والالم النفسي العميق لاحتمال تعرض ابنائهم لمثل هذه الممارسات الوحشية، حتى ان معظمهم بات يخفي كون ولده سجيناً ويدعي انه سافر الى الخارج. ويقول الكثير من العراقيين ان الممارسات الوحشية واللااخلاقية من جانب الأميركيين جزء من القيم المتفسخة التي يعيشها المجتمع الاميركي. ويقول أحد اساتذة علم الاجتماع في جامعة بغداد "عبثاً يحاول بوش ان يقنع العراقيين بأن ما قام به بعض الجنود الأميركيين لا يمثل في حقيقة الأمر قيم الجيش الاميركي، وانني لأعجب من هذه المغالطة واتساءل: من أي مجتمع يتحدر هؤلاء الجنود؟ وكيف يمكن له ان ينشأ جيشاً ذا اخلاق فاضلة من مجتمع هجين يشكل سكانه 60 في المئة من مستهلكي المخدرات في العالم؟". ويرى الدكتور سعيد الاعظمي صحة نفسية انه "لا يمكن ان يكون هذا السلوك الشاذ جنسياً معبراً عن طاعة لاوامر عسكرية إذا لم يكن هناك دافع حقيقي في ذات الفرد تدفعه الى مثل هذا الانحراف، وهذا ليس غريباً على المجتمع الاميركي الذي يعاني فيه الفرد من احباط قيمي شديد يدفعه نحو الشذوذ السلوكي وتعاطي المخدرات. ان صورة الجندي الاميركي تكاد تكون واضحة في محاولة الاعلان عن الفشل واليأس من الانتصار الا بطرق غير انسانية يعتقد الاميركي انها الافضل لدحض المقابل والانتصار عليه". وقالت الدكتورة ليلى الاعظمي علم النفس التربوي ان "هناك اتجاهات سلوكية ومعرفية اجتماعية حديثة جداً في إعادة اصلاح وتأهيل السجناء لا يبدو ان السجان الاميركي يعرف عنها شيئاً، وكونه سجان عسكري لا يعفيه من هذا الجهل، فأي سجان يفتقد الى المعرفة العلمية بتأهيل واصلاح السجناء هو سجان همجي".